قد تتساءل عن قطعة القماش التي يضعها اليهود على رؤوسهم ومنهم من لا يخلعها إلا بالحمام أو عند النوم. تعرف بـ«الكيباه» ويتم ارتداؤها وفقا لمعتقدات بالتلمود تأمرهم بتغطية الرأس للحماية من غضب السماء. وارتبطت لدى اليهود بالتدين، وأبرز من ارتداها ميسي، وأوباما، وترامب، والأمير وليام. يضعها اليهود الأرثوذكس باستثناء وقت النوم والاستحمام، واليهود غير الأرثوذكس للصلاة أو في الكنيس.
الكيباه أو الكِبة، هي القبعة الصغيرة التي يضعها غالبا الرجال من الطائفة اليهودية وقليلا ما نجد امرأة ترتديها، ويعود ذلك إلى ما جاء في التلمود حسب معتقداتهم التي تقول “قم بتغطية رأسك حتى لا يكون غضب السماء فوقك” وكانت هذة القبعة فريضة هامة اثناء صلاتهم ولا تجوز دونها اما خلاف ذلك فلهم الحرية فى عدم ارتدائها.
المجتمع الإسرائيلي يضم أنواع ودرجات مختلفة من التدين، حيث يقول 65% من اليهود في إسرائيل عن أنفسهم، إنهم علمانيون أو “تقليديون”، ولا يرتدون “الكيباه”. و35% يقولون إنهم متدينون بدرجة معينة ويرتدونها.
ويتميز كل تيار في اليهودية بـ”كيباه” من نوع مختلف، وهي 4 أنواع كالتالي، بحسب الموقع الإسرائيلي:
1. الكيباه المحبوكة الملونة:
إن مرتدو “الكيباه المحبوكة” ينتمون إلى أحد أكبر التيارات في المجتمع الإسرائيلي، والذي يُدعى “الصهيونية الدينية”، بحيث أن الكثير من المنتمين إلى هذا التيار من المستوطنين، أو مؤيدون للمستوطنات.
وأضاف الموقع أن “الكيباه المحبوكة” ملونة، وفي بعض الأحيان تكون بيضاء وبها بعض الزخرفة، وفي بعض الأحيان تظهر مع نجمة داود، وهي علامة تربط بين المعتقد اليهودي والصهيوني.
ومن بين التيارات الدينية، يعتبر مرتدو الكيباه المحبوكة البسيطة أكثر اعتدالا من الناحية الدينية، بحسب الموقع، الذي زاد: “ستجدون من بين نسائهم على سبيل المثال، من يرتدين غطاء رأس جزئي فقط، وهناك من لن يرتدينه أبدا، وهو ما لا يمكن رؤيته في المجتمعات الدينية الأخرى”.
وتابع الموقع: “داخل هذا التيار تقسيمًا فرعيّا وفقا لحجم القلنسوة، فكلما كانت القلنسوة أصغر، يعتبر الشخص متساهلا نسبيا وأقل تشدّدا، وكلما كانت القلنسوة أكبر يكون الشخص الذي يرتديها أكثر تديّنا، كما أن معظم المنتمين إلى هذا التيّار لا يطلقون لحيتهم، لكن الحاخامات والأكثر تديّنا يطلقون لحية أيضًا إلى جانب الكيباه”.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
2. الكيباه المحبوكة السوداء:
تنتمي إلى التيار الحريدي – القومي، ويعتبر مرتدو الكيباه المحبوكة السوداء أكثر تدينا من مرتدي القلنسوات المحبوكة الملونة، ويوجد لدى الكثيرين منهم أيضًا لحية قصيرة ومشذّبة، ومع ذلك، فهم يعرفون أنفسهم أيضًا كصهاينة، ويخدمون في الجيش، بخلاف التيار الحريدي، ويؤيّد معظمهم اليمين السياسي، بحسب الموقع.
3. الكيباه السوداء الكبيرة:
تنتمي الكيباه السوداء الكبيرة أو “القبعة السوداء” من القماش إلى الحريديم، ووفقا للموقع: “في أحيان كثيرة لا نراها أبدا، لأنّها تختفي تحت قبّعة سوداء أكبر. يشكّل الحاريديون نحو 10% من السكان اليهود في إسرائيل، ويعتبرون التيار الأكثر تشدّدا في اليهودية. يسكن معظمهم في أحياء منفصلة للحاريديم فقط، وترتدي نساؤهم، من دون استثناء، غطاء رأس كامل”.
وتابع الموقع: “حتى في أوساط الحريديم يمكن أن نجد تيارات مختلفة، وتختلف بشكل أساسي وفقا للحاخام الذي تسير الطائفة على نهجه، إضافة إلى القلنسوة السوداء والقبعة، فإنّ معظم الحريديم يطلقون لحية طويلة، ويرتدون بدلات سوداء وقمصانًا بيضًا. بخلاف المتديّنين القوميين، يمكننا أن نجد من بين الحاريديين ليس فقط يمينيين، وإنما أيضًا من يعرّفون أنفسهم في الوسط السياسي، بل وحتى يساريين يؤيّدون فكرة حلّ الدولتين”.
4. الكيباه البيضاء الكبيرة:
نادرة نسبيًّا، وتنتمي إلى “الطائفة الحريدية”، واليهود من تيار “بريسلوف”، وتتميز طائفة بريسلوف بأن معظم أعضائها من الشباب، والكثير منهم “تابوا إلى الدين”، أي أنهم نشأوا في أسر علمانية وانضموا إلى هذه الطائفة الدينية اختيارا، وهم يدعون إلى بهجة الحياة، وأحيانا يرقصون ويغنّون في شوارع المدينة إلى جانب سيارة كبيرة مزوّدة بالسماعات، من أجل إبهاج المارّة، إضافة إلى الكيباه الواسعة يمكن التعرّف على أعضاء هذه الطائفة بسهولة بفضل السوالف الطويلة المتدلية من رؤوسهم.
ووفقا للدكتور سامي الإمام أستاذ الديانة اليهودية في جامعة الأزهر، فإن الكيباه عبارة عن غطاء رأس مستدير لا يغطيها بالكامل، ويقابلها في العربية “قبة” أو “كفة”، وهي عبارة عن نموذج مصغر لقبة السماء، ووفقًا للمعتقدات اليهودية، فهي قبة على الرأس، أو كف الرب التي تحفظ اليهودي بحسب معتقداتهم.
ويقول الدكتور الإمام: “التوراة -المحرفة- لم يرد بها ما يوجب تغطية الرجل لرأسه، لكن جاء ذلك في التلمود البابلي كآداب مستحبة وليس فرضا دينيا”، مشيرًا إلى أنها جاءت في موضع آخر في التلمود، حينما ورد “غط رأسك لتحل عليك مهابة السماء”.
ويشير أستاذ الديانة اليهودية، إلى أن تغطية رأس الرجل في الديانة اليهودية يأتي على مستويين، الأول تغطية الرأس على مدى اليوم، حتى ساعات النوم”، أما الثاني، تغطية الرأس فقط في أثناء دراسة التوراة، أو الصلاة.
ولفت إلى أن اليهود المتشددين يرتدون كيباه سوداء وعليها قبعة بمواصفات تحددها الطائفة التي ينتمون إليها، أما الصهاينة يستخدمون تلك المصنوعة من “الكروشيه”، ولها أحجام وألوان متعددة. كما تحدد القبعة بحسب اللون والارتفاع والعمق والخامة الرتبة الدينية للشخص وانتمائه الطائفي، وأيضًا وضعه الاجتماعي.