شهدت قرية الشيخ عبادة بمحافظة المنيا في صعيد مصر، جدلًا كبيرًا حول وجود سجن النبي يوسف داخل القرية.
وتنتشر أقاويل بين سكان القرية تقول إنّ هناك منطقة أثرية تخص المكان الذي كان قد سجن فيه النبي يوسف، تقع أسفل معبد روماني موجود على أطراف القرية.
وقال أحد أبناء القرية وفقًا لصحيفة “الوطن” المصرية، إن جده أخبره عن حقيقة الحطام الذي قد وجدته البعثة الإيطالية أثناء التنقيب عن الآثار داخل القرية، حيث أكد له أن تلك البقايا تخص معبدًا رومانيًّا بني على أنقاض السجن الذي سجن به النبي يوسف.
وتابع: “كلنا عارفين إن المكان هنا كان سجن سيدنا يوسف، لكن لما جات الإمبراطورية الرومانية، طمست كل المعالم وعملت عليها ميناء، ومعبد”.
وقال الباحث الأثري أحمد عامر إن قرية “الشيخ عبادة” هي إحدى المدن المهمة بداية من مصر القديمة حتى العصر الإسلامي، فكل الفترات التي مرت بها مصر متواجدة في هذا المكان، حيث تعتبر مدينة رومانية قديمة تقع على الجانب الشرقي من النيل بين “أخت آتون” و”هيرموبوليس”، وقد أسست المدينة بواسطة الإمبراطور الروماني “هادريان” في ١٣٠ ق.م، وذلك لتخليد ذكرى صديقه العزيز “أنتينوس”، وقد أطلق على المدينة اسم “أنتينوبوليس”، وبالفعل بنيت على أنقاض مدينة مصرية قديمة تسمى “حر_ور”، بناها الملك “رمسيس الثاني” خلال عصر الدولة الحديثة.
تنتسب قرية “العزيزية”، إلى قصر “العزيز” (لقب وزير مصر الأول بوتيفار بن روحيب في العصر الذي عاشه النبي يوسف زمن الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة نحو عام ١٣٥٠ قبل الميلاد بحسب روايات توراتية وتاريخية غير مؤكدة).
وتضم القرية أيضًا حمام زوجته “زليخة” (راعيل بنت رماييل) ومخازن الحبوب التي تعرف بـ”تل العزيز”، على ما جاء في كتاب “صبحي الأعشى في صناعة الإنشا” لمؤلفه أحمد بن على القلقشندي، الذي اطلع عليه مراسل وكالة الأناضول.
أما السجن الذي يشاع أن النبي يوسف (عليه السلام) وُضع به، وكان مسرحًا لوقائع تفسير الروئ، فيوجد في “بوصير”، التي تضم أيضا مسجد موسى الذي ينسب إلى النبي موسى بن عمران (عليه السلام).
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
يصعب الدخول إلي هذه المعالم خاصة ما يعرف بـ”سجن يوسف”، والسبب يعود، كما ذكر شرطي ضمن فرق الحراسة المنتشرة بالمكان للأناضول إلى تعليمات من وزارة الآثار مفادها أن “السجن غير مؤهل للزيارة”، وفق قوله رافضًا ذكر اسمه لكونه غير مخول بالتصريح للإعلام.
لكن موظفا بمنطقة “سقارة الأثرية” التي يتبعها الموقع ـ رفض هو الآخر ذكر اسمه للسبب ذاته ـ قدم وصفًا موجزًا للسجن، فقال إنه يتمثل في “كشك خشبي نصفه الأسفل محطم ومهدوم ومرسوم عليه نخلتين فوقهما لافتة مدون عليها آيات من سورة يوسف”.
وأضاف: “بالداخل لا يوجد سوى ما يشبه الضريح المغطى بالأقمشة الخضراء والبلاستيكية تحت قطعة كبيرة من الحجارة القديمة وأسفلها مدخل سرداب، يقود إلي غرفة كبيرة مهملة للغاية”.
يُقبل عدد من أهالي القرية والقرى المجاورة إلى محيط “السجن” للحصول على البركة والتضرع إلى الله، اعتقادًا منهم بأن هذا المكان مستجاب الدعاء، حسب تعبير شائع بهذه القرية.
ويتداول أهالي القرية روايات تبدو غريبة، لكنها تعزز لديهم هذا الاعتقاد، منها أن “لصوصًا سرقوا حيوانات مملوكة لفلاحين في القرية، فلما مروا أمام السجن ليلًا لم يستطيعوا التحرك حتى استيقظ الأهالي في اليوم التالي وألقوا القبض عليهم”.
وتأكيدًا، قال بعضهم لمراسل الأناضول: “بالسجن ثعبان ضخم يحرسه”. وأضافوا: “الثعبان هاجم عددا ممن ينقبون عن الآثار أسفل المكان”.
لقراءة قصة سجن سيدنا يوسف كما وردت في كتب العلماء اضغط هنا