تحتضن القاهرة مفاوضات حول صفقة التبادل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحضور كافة الأطراف والوسطاء الأربعاء 8 مايو/أيار 2024، وذلك بعد أن دفعت موافقة حركة حماس على “المقترح الأخير”، تل أبيب لإرسال وفدها إلى القاهرة.
ووفق ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية الخاصة عن مصدر رفيع المستوى لم تذكر اسمه، فإنه “(سيتم) استكمال المفاوضات بين كافة الأطراف بالقاهرة الأربعاء”.
وقالت القناة إن “محادثات هدنة غزة، تجرى بحضور وفود من الدوحة وواشنطن وحماس، إضافة إلى الوفد الأمني المصري”.
وقالت حماس، الإثنين، إنها قبلت شروط وقف إطلاق النار التي اقترحها الوسطاء العرب، وقال مسؤولون أمريكيون إن لديها تغييرات طفيفة في الصياغة عن الاقتراح الذي قدمته إسرائيل والولايات المتحدة إلى الحركة في الآونة الأخيرة.
لكن المسؤولين الإسرائيليين شككوا في هذا الوصف، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن مجلس الوزراء الحربي يعتقد بالإجماع أن الاقتراح الذي وافقت عليه حماس كان “بعيداً جداً عن المطالب الأساسية لإسرائيل”.
وتعتقد الولايات المتحدة أن الخلافات المتبقية بين إسرائيل وحماس يمكن التغلب عليها في المفاوضات بشأن أحدث مقترح لوقف إطلاق النار، ولكن ما هي أبرز النقاط الشائكة التي ما زالت عثرة في وجه الاتفاق؟
تعريف “الهدوء المستدام”
بحسب صحيفة “The New York Times” الأمريكية، تقع أولى النقاط الشائكة وأهمها بين الاحتلال وحماس في تعريف العبارة الرئيسية التي تظهر في المقترحات التي وافقت عليها إسرائيل وحماس، وهي الطريق إلى “الهدوء المستدام”.
ففي الاقتراح الذي وافقت عليه إسرائيل، والذي نقلته مصر إلى قيادة حماس في 26 إبريل/نيسان، ورد ما يلي: “أن الجانبين سوف يعملان على تحقيق الهدوء المستدام في غزة بعد توقف أولي للقتال لمدة ستة أسابيع”.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ولكن في الاقتراح الذي وافقت عليه حماس بعد تعديلات طفيفة أجرتها بعد مباحثات جرت في القاهرة ليومين بحضور مدير “CIA” الأمريكي وليام بيرينز، فقد تم تعريف “الهدوء المستدام” بوضوح على أنه وقف دائم للأعمال العدائية وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وتعارض إسرائيل باستمرار أي اتفاق يدعو صراحة إلى وقف دائم لإطلاق النار أو إنهاء الحرب في الوقت الحالي.
بحسب إيهود يعاري، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن الجدول الزمني لصفقة التبادل سيلزم إسرائيل بإنهاء الحرب بينما لا تزال حماس تحتجز رهائن، مما يترك إسرائيل دون أي نفوذ.
إطلاق سراح الرهائن
تتمثل النقطة الإشكالية الثانية في تفاصيل صفقة تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال، فبحسب بنود المقترح الذي وافقت عليه حماس، فإن الاتفاق يمتد على ثلاث مراحل، كل مرحلة تمتد لثلاثة أسابيع، في المرحلة الأولى يقوم الاحتلال خلاله بالإفراج عن مئات الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل 33 من الأسرى الإسرائيليات، بما في ذلك المجندات، وكذلك كبار السن من الرجال والمرضى والجرحى.
لكن حماس أبلغت المفاوضين، الإثنين، أن جميع الأشخاص الـ 33 الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى ليسوا على قيد الحياة، وأن رفات أولئك الذين ماتوا سيكون من بين المفرج عنهم، وهو الكشف الذي فاجأ الإسرائيليين.
بالإضافة إلى ذلك، اقترحت حماس إطاراً من شأنه أن يمدد فترة إطلاق سراح الأسرى من خلال إطلاق سراح ثلاثة في اليوم الثالث بعد بدء الهدنة، ثم ثلاثة آخرين كل سبعة أيام بعد ذلك. وكان اقتراح سابق يقضي بإطلاق سراح ثلاثة أسرى كل ثلاثة أيام.
ويقول المحللون إن إطالة فترة الإفراجات ستعني أن المفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة ستجري بينما تمتلك حماس المزيد من أوراق المساومة.
بحسب الصحيفة، فإن المقترح الذي وافقت عليه حماس يلغي أي حق إسرائيلي في رفض الإفراج عن أسرى فلسطينيين يقضون أحكاماً مؤبدة، ولدى الاحتلال قائمة من 200 أسير ترفض تماماً الإفراج عنهم.
الهجوم على رفح
وتحول الهجوم على رفح إلى عثرة أخرى في وجه الاتفاق، إذ تحاول الحكومة الإسرائيلية تصوير عمليتها البرية في رفح كوسيلة للضغط على الحركة لتخفيف موقفها التفاوضي.
فيما وصفت حماس العملية الإسرائيلية بأنها “تصعيد خطير” يهدف إلى “تعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى”.
حيث قال أسامة حمدان، القيادي في حماس: “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار” إذا استمر العدوان الإسرائيلي في رفح.
واعتبر حمدان أن نص مقترح الهدنة القطري المصري “الذي وافقنا عليه يمثل الحد الأدنى لمطالب شعبنا ومقاومتنا”.
وصباح الثلاثاء، سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري بين غزة ومصر، وهو الممر الرئيس للمساعدات الإنسانية؛ ما أدى إلى إغلاقه في الاتجاهين.
تفاؤل أمريكي رغم كل ذلك
ورغم كل ذلك، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون إف كيربي: “لا ينبغي أن يكون هناك سبب يمنعهم من التغلب على تلك الفجوات المتبقية”.
وقال كيربي، مساء الثلاثاء، إن حماس قدمت اقتراحاً معدلاً وإن النص الجديد يشير إلى أن الفجوات المتبقية يمكن “سدها تماماً”. وأحجم عن تقديم تفاصيل بشأن الشروط.
وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري الفصائل الفلسطينية بغزة وإسرائيل منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ الهدنة الوحيدة في الصراع حتى الآن وكانت لمدة أسبوع في نوفمبر/تشرين الثاني، تعثرت مساعي وقف إطلاق النار مع رفض حماس إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين دون تعهد بوقف دائم للحرب وإصرار إسرائيل على التفاوض على هدنة مؤقتة فقط.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، التي دخلت شهرها الثامن، نحو 113 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “إبادة جماعية.