عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: (كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم أشدّ حياء من العذراء في خدرها، وإذا كره شيئا عرف في وجهه)
الشّاهد في الحديث: قول أبي سعيد الخدري: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها) ا
[بعض فوائد الحديث:]
[الفائدة الأولى:]
أ- أنه زاد على حياء العذراء، وهي المرأة التي لم يسبق لها الزواج، ويبدو أن الحياء كان صفة ملازمة للعذراء، وتتأكد هذه الصفة وتزيد إذا دخل عليها أحد هذا الخدر، والخدر كما عرفه الإمام النووي: (ستر يجعل للبكر جنب البيت) «2» . ولذلك قيد الراوي حياء المرأة بحال كونها في خدرها لتعظيم هذا الحياء، والذي زاد حياء النبي صلى الله عليه وسلم عليه
ب- أنه إذا سمع شيئا يكرهه ويخدش حياءه، تغير لون وجهه، فعرف أصحابه أنه يكره هذا الشيء
ويتفرع عليه: علمنا بكمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم حيث أعطي كل ذلك الحياء الذي لا يأتي إلا بخير، كما ورد عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: مرّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم على رجل وهو يعاتب أخاه في الحياء، يقول: إنّك لتستحيي حتّى كأنّه يقول: قد أضرّ بك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعه، فإنّ الحياء من الإيمان»ا
[الفائدة الثانية:]
كان حياء النبي صلى الله عليه وسلم كله محمودا؛ لأن حياءه صلى الله عليه وسلم لم يمنعه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن بيان كل ما شرع الله- سبحانه وتعالى- أبلغ بيان، فكان يسأل هل على المرأة من غسل؟ فلا يمنعه شدة حيائه أن يجيب، فعن أمّ سلمة رضي الله عنها قالت: جاءت أمّ سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إنّ الله لا يستحيي من الحقّ. فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إذا رأت الماء» ، فغطّت أمّ سلمة، تعني: وجهها، وقالت: يا رسول الله أو تحتلم المرأة؟ قال: «نعم. تربت يمينك، فبم يشبهها ولدها؟!» ا
الفائدة الثّالثة
ما يجب أن تكون عليه العذراء، من حياء وعفة، وحفظ للسمع والبصر، ولو يعلم الراوي أحدا أشد حياء من العذراء لوصف به الرسول صلى الله عليه وسلم. ويتفرع عليه: ذمّ ما وصلت إليه مجتمعاتنا من خلع بعض العذارى لبرقع الحياء، حتى إنك لا تعلم العذراء من غيرها، استوى الكثير منهن في اللباس ومظاهر الزينة ومجالات الاهتمام وأسلوب الحديث والتجرؤ على مخاطبة الرجال، ولو لم يكونوا محارم، قلّ أن ترى عذراء يتغير لون وجهها إذا سمعت ما يخدش حياءها، بل تجدها اليوم تزاحم الرجال في كل مكان فإنا لله وإنا إليه راجعون
الفائدة الرّابعة
خطأ من يعتقد أن الحياء خصلة للنساء فقط، وأن الرجل يذم إذا اتصف بها، ودليله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حييّا بل فاق حياؤه حياء المرأة، ليس أي امرأة، ولكن أشد أصناف المرأة حياء؛ وهي العذراء، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حياء موسى عليه السّلام في سياق مدحه لهذه الصفة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان موسى عليه السّلام رجلا حييّا، قال: فكان لا يرى متجرّدا. قال: فقال بنو إسرائيل: إنّه آدر. قال: فاغتسل عند مويه، فوضع ثوبه على حجر، فانطلق الحجر يسعى، واتّبعه بعصاه يضربه، ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتّى وقف على ملإ من بني إسرائيل) ويتفرع عليه: خطأ من يقول: (لا حياء في الدين) بين يدي سؤاله عن أمر من أمور الدين، ولكن الصحيح أن يقول: (إن الله لا يستحي من الحق) ا
[الفائدة الخامسة:]
من علامات حياء الرجل أن يتغير وجهه، أو يتلون إذا سمع ما يخدش الحياء، وكذب من يدعي لنفسه الحياء ووجهه لا يتغير إذا سمع الكلام البذيء الفاضح، والأدهى والأمرّ، أن يتناقل الرجال، وهم في الحقيقة أنصاف رجال، أو قل: أشباه رجال النكات والطرائف الفاضحة بكل وقاحة، ويضحكون حتى التمايل، أهؤلاء رجال؟ا
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website