أبلغت إسرائيل عبر قنوات دبلوماسية لبنان وإيران استعدادها لحرب شاملة، وذلك بعد رفع حالة التأهب إثر عمليتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والقيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إنه تم إصدار تعليمات للسفارات الإسرائيلية “برفع حالة التأهب وزيادة اليقظة ضمن الاستعداد للرد الإيراني”.
“إسرائيل مستعدة لأيّ سيناريو”
في هذا السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إنّ تل أبيب جاهزة لأي سيناريو بعد اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر.
وشدد نتنياهو على أنه لن يوقف الحرب على قطاع غزة، وذلك في كلمة له، بثتها وسائل إعلام عبرية بينها هيئة البث الرسمية، فيما أكدت تل أبيب وحزب الله اغتيال شكر بغارة إسرائيلية على مبنى بضاحية بيروت الجنوبية.
وأضاف: “أوضحت منذ بداية الحرب أننا في حرب ضد محور الشر الإيراني”، وفق تعبيره.
وتابع”: “في خطابي أمام الكونغرس (قبل أسبوع)، شددت على الأدوات الرئيسية الثلاث في محور الشر الإيراني: حماس والحوثيين وحزب الله”. وفي تلميح لمسؤوليته عن اغتيال هنية، قال: “في الأيام القليلة الماضية وجهنا ضربة ساحقة لكل منهم”.
رغبة إسرائيلية في استدامة الحرب
وتعليقًا على التصريحات الإسرائيلية، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في قطاع غزة، حسام الدجني، أن إبلاغ الرسالة إلى إيران ولبنان، يعكس رغبة نتنياهو في استدامة الحرب، بغض النظر عن رقعتها الجغرافية.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ويقول الدجني في حديث إلى التلفزيون العربي من القاهرة: إنّ نتنياهو يريد أن يحقق نتائج من خلال جر الولايات المتحدة إلى حرب واسعة في المنطقة، باعتبار أن نجاحه في هذا المسعى، وإفشاله مشروع إيران الإستراتيجي النووي، و”تقليم أظافرها” في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، سيكرس نفسه “ملك ملوك إسرائيل”.
ويرى الدجني أن دون تحقيق تلك الأهداف، سيتحمل نتنياهو الفشل، وانعكاس تداعيات عملية “طوفان الأقصى” التي وقعت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مما سيؤدي إلى نهاية مستقبله السياسي، وسيكرس التاريخ فشله، باعتباره صاحب قانون التعديلات القضائية الذي تسبب في انقسام المجتمع الإسرائيلي، إضافة إلى إخفاقه في السابع من أكتوبر
الدجني، ومن خلال حديثه من القاهرة، أشار إلى أن الولايات المتحدة متنبهة تمامًا لتلك الخطوة التي يسعى إليها نتنياهو، وأنها في إطار علاقاتها مع إسرائيل لا يمكنها التخلي عن تل أبيب، بحكم الرابط التاريخي وكون هذه الأخيرة تمثل رأس حربتها في المنطقة. لكنها في الوقت نفسه لا تريد توسيع رقعة الحرب في الشرق الأوسط، وهي مقاربة أدركها نتنياهو، ولهذا السبب نفذ عمليتي الاغتيال في لبنان وإيران.
ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بقطاع غزة أن نتنياهو يدرك أن الرد الإيراني أو الرد من قبل حزب الله اللبناني، أو غيرهم من المقربين لإيران في المنطقة، سيلزم الإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن بالدفاع عن إسرائيل.
وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عقب اغتيال القيادي في حزب الله أن بلاده “ستُدافع عن إسرائيل إذا تعرّضت لهجوم من حزب الله ردًا على الضربة الإسرائيلية”.
مخاوف واشنطن
واعتبر البيت الأبيض أمس الأربعاء أن الضربة الإسرائيلية التي أدت إلى اغتيال قيادي في حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال هنية في طهران، “لا يساعدان” في احتواء التوترات الإقليمية، لكنه نفى وجود مؤشرات إلى تصعيد وشيك. وجاءت الضربتان بعد أقل من أسبوع على زيارة نتنياهو لواشنطن حيث أجرى محادثات مع الرئيس بايدن للدفع نحو وقف لإطلاق النار في غزة.
وأشار الدجني إلى أن مساعي نتنياهو لإقحام الولايات المتحدة في الحرب، تعرقلها دوائر الاستخبارات الأميركية، التي ترى أن التورط العسكري يمكن أن يكون ذريعة لاستغلال روسيا والصين للوضع، والتوجه حينها لحسم ملفات دولية كبرى في أوكرانيا وتايوان. وهذا ما يخشاه بايدن وإدارته، لا سيما أن التجربتين الأميركيتين في أفغانستان والعراق لا تزالان ماثلتين في وعي الناخب الأميركي، الذي يستعد للاقتراع في الاستحقاق الرئاسي بعد أقل من 100 يوم.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير قد أكدت أن الولايات المتحدة “لا تعتقد بأنّ الحرب بين حزب الله وإسرائيل حتمية”، مضيفة أنّ “البيت الأبيض يتواصل بانتظام مع إسرائيل ودول المنطقة لتجنب التصعيد وتوسع الحرب”.