بمئذنته العالية المربعة التي تشبه منارات الأندلس والمغرب العربي يتألق جامع العرب في اسطنبول (بالتركية: Arap Camii) بعمارة أثريّة مزجت المدرستين الأندلسية والعثمانية ظلت شاهدة على اول ظهور للإسلام في البلقان.
بني عند وصول الفاتحين الأوائل إلى القسطنطينية في العامين الأخيرين من القرن الهجري الأوَّل عامَي718-717م بعد حصار بري و بحري لمدة عام واحد لم يتمكن القائد مسلمة بن عبد الملك من فتح القسطنطينية جوهرة الشرق فاكتفى بفتح مدينة غالاتا وبناء جامع في المنطقة عام 717م رفع فيها أول أذان في المنطقة واستمر الجيش الإسلامي في أداء العبادات في الجامع 7 أعوام قبل ان يعود الى بلاد الشام مجددا ليخضع التمرد في عاصمة الخلافة الأموية دمشق.
استغل رهبان مذهب الدومينيكان مغادرة الجيش وحولوا الجامع الى كنيسة وأقاموا فيها برجا للجرس وأطلقوا عليها كنيسة “سان باولو” بعد فتح القسطنطينية أخيراً عام 1453م استعاد الجامع مكانته مجددا وسمّي “جامع العرب” نسبة الى عرب بني الأحمر الذين قدموا الى اسطنبول من الأندلس بعد انهيار دولة بني نصر واستقروا في محيط المسجد, فأخد المكان اسمهم مع الزمن.
تعرض الجامع لعدة حرائق في القرن 19م ورُمّم عدة مرات لكنه لم يفقد من خصائصه شيئا ولم يطرأ عليه تغيير وُسّع فناء المسجد وهُيّء منبره و منارته الخشبية وفي عام 1868م عُدّلت النافورة و الصهريج حتى أخذ الجامع شكله الحالي ثلاث طوابق ومنارة مزودة بسبعين نافذة سطحه الخشبي المزين مثبت على أربعة حيطان و 22 عمود خشبي ومحفل مثبت على 8 عواميد رخام المنبر من الرخام و حيطان الجامع من الحجر المقطع والقرميد والسطح مغطى بالقرميد.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website