كشفت صحيفة بوليتيكو واسعة الانتشار دوليا مؤخرا عن مخاوف ولي العهد محمد بن سلمان من الاغتيال بسبب خطواته الحثيثة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وربما هي المرة الأولى التي يصرح فيها مبس حول مشاعره من محاولة التصفية. لأنه يعلم أن ما قام به خلال العشرة سنوات الماضية راكم العديد من العداوات والمشاعر ضده.
إذ محمد بن سلمان لا يستند لأي شرعية سياسية حقيقية، فهو قدم إلى السلطة بسبب رابطة وراثية فقط، فهو ابن للملك ولهذا السبب وصل للسلطة، فلا مؤهلات ولا انتخاب ولا أي سبب حقيقي يجعل شخص مثل محمد بن سلمان في صدارة المشهد.
ولو كانت هناك إمكانية قيام باستفتاء حول شرعية مبس السياسية محلياً سوف نجد أن شرعيته وقبوله الاجتماعي تنخسف كل سنة، حيث ربما في البدايات في 2015 و2016، كان بعيداً عن قيادة البلد بشكل مباشر، ومع هذا كان هو مدير مكتب الملك والمتحكم بمعظم الأمور، لكن بمجرد أن أزاح مقرن ومحمد ابن سلمان، ظهر وجه مبس الحقيقي.
فتلاشت حملات الدعاية المضللة حول الشخص المنفتح والمتحرر والمقبل على الحوار مع المجتمع. حتى أنه من حماسته ذكر في لقاء متلفز مع دواد الشريان أن الذي يفشل سوف يواجه الشارع!
لا يوجد مجرم لا يخاف العقوبة، ويعرف المتخصصون في علم النفس أن سلوك الإنسان يتغير بشكل جذري بعد قيامه بأفعال إجرامية، وهي تختلف من شخص إلى آخر.
فمنهم من ينهار من تلقاء نفسه، ومن يعيش الصراع الداخلي والهواجس وتنموا لديه العديد من الأمراض النفسية التي لا يستطيع كبح أثارها إلا بالأدوية والوصفات الطبية، وبعظهم يلجأ للكحول حتى يساعده على تخدير الجانب المضطرب في عقله.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
في حالة محمد بن سلمان لا أحد يعلم على وجه الدقة كيف يتعامل مع كل هذه الصراعات النفسية، لكن الذي يعرفه الجميع هو سلوكه عندما يخرج للناس في الحفلات واللقاءات.
فهو لا يخرج إلا وسط حماية أمنية مشددة، وحتى خروجه لهذه الفعاليات محدود بزمن جداً قصير، فهو نراه يهرب من ساحة الحفل بعد أداء المهمة، لأن نفسه تضيق عليه في الأماكن العامة لأنه يعلم أنه مجرم غير عادي، لكن داخله نفس منهارة مرتابة غير مستقرة ومضطربة.
سبب آخر يجعل محمد بن سلمان يعيش الخوف ليل نهار، أنه ليس له أصدقاء، فهو كون عداوات وخصومات في محيطة الداخلي، فهو قمع أبناء عمومته، وأعمامه والعديد من أفراد الأسرة الحاكمة، وقمع العديد من ضباط المؤسسات الأمنية والقضائية، وقمع العديد من الوزراء ورجال الأعمال.
وكذلك قمع العديد من النخب المثقفة والدينية، وقمع الشباب والنسويات، ويلاحق العاطلين عن العمل في تويتر، وقمع العديد من الفئات الاجتماعية مثل الشيعة الذين يواجهن أشرس مرحلة في حياتهم حيث أن الإعدامات هي الأعلى في تاريخ الطائفة الشيعية لأسباب غير حقيقية والمستهدف أطفال تم اعتقالهم في أعمار 10 إلى 13 سنة.
خارجياً فعداوات محمد بن سلمان لا حصر لها، فهو حاصر قطر، وسلط أتفه البشر عليهم، وأقام حرب لا معنى لها مع الجارة اليمن وأقام بها مجازر لا حصر لها، ولن يتعافى اليمن منها قريباً.
ولديه خصومه لا يستطيع تجاوزها ولا حتى التفكير في مواجهة خصمه رئيس الإمارات محمد بن زايد، الذي يكيل لأبن سلمان اللكمات بالسهل الممتنع لأنه يعلم حقيقة قوة مبس.
أما إيران، فهو الذي كان يهدد بنقل المعركة إلى إيران، أصبح اليوم يرجوا من أمريكا والاحتلال الإسرائيلي أن يأمنوا له حماية.
وفي شمال وغرب السعودية، فمحمد بن سلمان متورط في دعم انقلاب فاشل على ملك الأردن الحالي، ومصر هو يحتقر السيسي والسيسي يبتزه. وغيرها من الخصومات التي لا حصر لها دولياً وإقليماً ومحلياً، لهذا كيف يمكن له ألا يخشى الاغتيالات؟
العدل أساس الحكم، هذه هي القاعدة الأساسية في العيش مستقراً من الناحية النفسية، لم يعرف مبس أي طريق للعدل في حياته فهو معجون بالانحلال والتفاهة والغدر، فهذا قدره، وهذا مصيره وهذا نهجة الذي نشأ وترعرع عليه، وقصصه معروفة منذ مراهقته.
فهو مارق من القانون ومحمي بسبب مكانة والدة في أمارة الرياض، والقانون في المملكة يحمي أبناء الأسرة الحاكمة من الملاحقة والقانونية والعقاب والتهذيب، لهذا خرج المارد دون قيود فهو قطع مواطن داخل قنصلية بلدة في بلد أجنبي ولم يتعلم شيء من هذه التجربة.
العدل أساس الحكم من خلال دستور ورقابة شعبية تصحح للحاكم سلوكه السياسي وتصوب خطئة وتشيد بصحيح أفعاله. في حالة محمد بن سلمان لا أحد يتجرأ أن يسأله لماذا تفعل هذا.
لهذا من الطبيعي أن تكثر هفواته ويكثر أعداءه ويدخل في مرحله من العذابات النفسية والصراعات التي يختلط بها الخيال بالواقع، فيعتقد في لحظة أن كل الناس هم أعداء له، وهذا ثمن السلوك الإجرامي، حيث تتلاشى قيمة المطمئنة والثقة بالناس إلى التوجس والخوف والارتياب والشك في كل شيء. حتى الطعام لا يستطيع أن يهنأ به.