منذ انتشارها في السعودية، بحد سيف ابن سعود وجيشه الذي كان يعرف بجيش الإخوان في الجزيرة العربية، وانتشارها في العالم بقوة الدولار النفطي، قامت الوهابية على مبدأ واحد وهو تكفير كل المسلمين دون استثناء بالأخص أهل السنة والجماعة الذين يعتقدون بالتوسّل والتبرّك، وليس عندهم مسلم إلا من يقول بعقيدة محمد بن عبد الوهاب التي تحاكي مبادىء عقيدة اليهود والتي تنص على أن الله يسكن السماء، وسالت منذ ظهورهم أنهار من دماء المسلمين حصرًا، ولم تتوقف مجازرهم إلّا بعد أن سيطر ابن سعود على كافة أجزاء جزيرة العرب بقوة الاستعمار البريطاني.
اللافت أن مشايخ الوهابية كانوا يكفرون المسلمين لأتفه الأسباب، فلم تسلم منهم شعوب بأكملها، واللافت أكثر أنه كان هناك من الممسوخين والمتخلفين من المنضوين في الجماعات التكفيرية الوهابية مثل “داعش” وغيرها، يقومون بتنفيذ فتاوى مشايخ الوهابية بحق المسلمين بحذافيرها، وكأنها وحي منزل. وما وقع في العراق وسورية وأفغانستان وباكستان وفي كل دول العالم من فظائع على يد التكفيريين ما هو إلّا بعض نتاج العقلية الوهابية.
الغريب أن مشايخ الوهابية استثنوا من تكفيرهم أتباعهم وولاة أمرهم من آل سعود فقط. بل إنهم وضعوا “الأحاديث” وأصدروا الفتاوى، التي تضع ولاة الأمر من آل سعود فوق كل حساب أو عتاب. فقد أفتوا بالقتال و”الجهاد” مع ولي الأمر حتى لو كان يزني ويلوط ويأتي بكل الموبقات، ليس بالسر فقط ، حتى لو في العلن!
قد يستغرب البعض من قولنا هذا، وقد يتهمنا أنّنا نتجنّى على مشايخ الوهابية في قولنا هذا، ولكن يكفي أن يضع هذا البعض بضع دقائق من وقتهم في البحث في الانترنت حتى يتعرضوا لقصف هائل من هذه الفتاوى بالصوت والصورة، وهي تتحدث عن ضرورة أن يطيع المسلم ولي الأمر الزاني والفاسد والقاتل، حتى لو سلخ جلده بالسياط، كما جاء في فقه محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية وابن قيم الجوزية.
الشيء الوحيد الذي لم يخطر ببال مشايخ الوهابية، أن يطبع ولاة أمرهم من آل سعود مع “إسرائيل” ومغتصبي مقدسات المسلمين، وإلا لكانوا قد أخرجوا لنا فتاوى، لا تعد ولا تحصى، عن استحباب التطبيع ونصرة المطبعين في الإسلام!!. والسكوت المطبق الذي يلف مشايخ الوهابية اليوم إزاء الهرولة المذلة لأمراء وملوك وجنرالات الإمارات والبحرين والسودان.
وهذا السكوت ليس سكوتًا من هول الصدمة، بل هو سكوت من أجل التحضير لفتوى، لا تعطي الضوء الأخضر للحكّام في التقارب مع الصهاينة والتطبيع معهم فحسب، بل لسرد ما قد يعتبرونه فضائل التطبيع مع الصهاينة، وكذلك تقبيح المعارضين والمخالفين من الذين قد تلاحقهم لعنات الملائكة والناس أجمعين.
بعد كل هذا.. هل ما زال هناك من يشكك بالمقولة القديمة أن “الوهابية والصهيونية وجهان لعملة واحدة”؟! فهذه المقولة لم تأت من فراغ بل من تعقب دقيق لتشابه العقيدة الوهابية واليهودية ولحوادث التاريخ المعاصر منذ تأسيس الدول السعودية على يد المستعمر البريطاني وتأسيس الكيان الصهيوني في قلب العالم الإسلامي على يد ذات المستعمر، والترويج بالدولار الأمريكي للوهابية بأنها النسخة “الحقيقية للإسلام” في العالم، وتقديم سفاحي الدواعش والجماعات التكفيرية بأنهم يمثلون “المسلم الصحيح”، وتقديم أمراء آل سعود بأنهم “خدمة الحرمين الشريفين”، وقبل كل هذا وذاك هذا التماهي المطلق بين الوهابية والصهيونية في سبيل محاربة كل عناصر القوة في الأمة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website