قصة الحمل والولادة
قال بعض العلماء ممن ألف في قصة المولد الشريف: إن ءامنة بنت وهب حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم عشية الجمعة أول ليلة من رجب وإن ءامنة لما حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ترى الطيور عاكفة عليها إجلالا للذي في بطنها وكانت إذا جاءت تستقي من بئر يصعد الماء إليها إلى رأس البئر إجلالا وإعظاما لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرت بذلك زوجها عبد الله فقال: هذه كرامة للمولود الذي في بطنك، قالت: وكنت أسمع تسبيح الملائكة حولي وسمعت قائلا يقول هذا نور السيد الرسول، ثم رأيت في المنام شجرة وعليها نجوم فاخرة أضاء نورها على الكل وبينما أنا ناظرة إلى نورها واشتعالها إذ سقطت في حجري وسمعت هاتفا يقول: هذا النبي السيد الرسول.
ما حصل في ليلة الولادة
أما ليلة مولده صلى الله عليه وسلم فكانت ليلة شريفة عظيمة مباركة، ظاهرة الأنوار، جليلة المقدار، فظهر فيها من الفضل والخير والبركة ما بهر العقول والأبصار، فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى وسقط منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وجفت بحيرة ساوه (مدينة في فارس).
وفي سقوط أربع عشرة شرفة إشارة إلى أنه لم يبق من ملوك الفرس إلا أربعة عشر ملكا وكان ءاخرهم في خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه، وأما نار فارس التي كانوا يعبدونها من دون الله والتي كانت توقد وتضرم ليلا ونهارا فانطفأت، وأما بحيرة ساوه التي كانت فيها السفن فقد جف ماؤها، ومن الآيات التي ظهرت لمولده صلى الله عليه وسلم أن إبليس صاح ورن رنة عظيمة (أي صاح) كما رنّ حين لعن وحين أخرج من الجنة وحين نزلت الفاتحة.
وقد روي أن ءامنة قالت لما وضعته صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ عَلِقْتُ بِهِ فَمَا وَجَدْتُ لَهُ مَشَقَّةً، وَأَنَّهُ لَمَّا فَصَلَ خَرَجَ لَهُ نُوْرٌ أَضَاءَ لَهُ مَا بَيْنَ المشْرِقِ وَالمغْرِبِ، ووَقَعَ عَلَى الأَرْضِ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدَيْهِ قَدْ شَقَّ بَصَرَهُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، وَإِنَّهُ وُلِدَ مَخْتُوْنًا مَسْرُوْرًا)
فقد روى أحمد والبيهقي والطيالسي بإسنادهم عن أبي أمامة قال: قيل: يا رسول الله ما كان بدء أمرك؟ قال: “دَعْوَةُ أَبِيْ إِبْرَاْهِيْمَ، وَبُشْرَىْ عِيْسَىْ ابْنِ مَرْيَمَ، وَرَأَتْ أُمِّيْ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُوْرٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُوْرُ الشَّامِ”.
وروى ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “رَأَتْ أُمِّيْ حِيْنَ وَضَعَتْنِيْ سَطَعَ مِنْهَا نُوْرٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُوْرُ بُصْرَىْ”.
ءاثار اصطفاء الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
وقد ظهرت ءاثار اصطفاء الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في جوانب كثيرة منها طهارة نسبه صلى الله عليه وسلم، فلم ينل نسبه الطاهر شىء من سفاح الجاهلية، فكان من سلالة ءاباء كرام ليس فيهم من يشينهم أو يعيبهم، بل كانوا سادات قومهم في النسب والشرف والمكانة، وهذه سنة الله في أنبيائه ليكون الناس إلى إجابتهم أسرع وإلى أوامرهم أطوع، وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللهَ اصْطَفَىْ كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيْلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَىْ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِيْ هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِيْ مِنْ بَنِيْ هَاْشِمٍ”.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
من هذه الآثار التي ظهرت
ما قالته ءامنة بنت وهب: فلما وضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيته رافعا رأسه إلى السماء (أي قبلة الدعاء) مشيرا بإصبعه فاحتمله جبريل وطارت به الملائكة ولفه ميكائيل في ثوب أبيض من الجنة وأعطاه إلى رضوان يزقه كما يزق الطير فرخه وكنت أنظر إليه كأنه يقول زدني، فقال له رضوان يكفيك يا حبيب الله فما بقي لنبي علم ولا حلم إلا أوتيتّه فاستمسك بالعروة الوثقى من قال مقالتك واتبع شريعتك يحشر غدا في زمرتك، وإذا مناد ينادي: طوفوا به مشارق الأرض ومغاربها، واعرضوه على موارد الأنبياء وأعطوه صفوة ءادم ومعرفة شيث ورقة نوح وخلة إبراهيم ورضا إسحاق وفصاحة إسماعيل وحكمة لقمان وصبر أيوب ونغمة داود وقوة موسى وزهد عيسى وفهم سليمان ووقار إلياس وعصمة يحيى وقبول زكريا، واغمسوه في أخلاق النبيين كلهم وأخفوه عن أعين العالمين فهو حبيب رب العالمين، فطوبى لحجر ضمه وطوبى لثدي أرضعه وطوبى لبيوت سكنها، فقالت الطير نحن نكفله وقالت الملائكة نحن أحق به وقالت الوحوش نحن نرضعه.
ولد صلى الله عليه وسلم مكحولا مدهونا مسرورا مختونا، وحين ولد سارعت إلى طلعته المباركة ثلاثة من الملائكة مع أحدهم طست من الذهب ومع الثاني إبريق من الذهب ومع الثالث منديل من السندس الأخضر وغسلوه بماء الرحيق.
قالت ءامنة بنت وهب: فلما وضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم خر ساجدا لله تعالى، فهو صلوات ربي وسلامه عليه أعرف الخلق بمقام العبودية والعبادة وأعرف العباد والعبّاد.
صلى الله عليه صلاة يقضي بها حاجاتنا ويفرج بها كرباتنا ويكفينا بها شر أعدائنا وسلم عليه وعلى ءاله سلاما كثيرا.