قتل أكثر من 40 مستوطناً من اليهود الحريديم وأصيب نحو 150 آخرين بجراح خطِرة، إثر التدافع والتزاحم بسبب الاكتظاظ البشري والتجمع بأعداد كبيرة في مستوطنة ميرون قرب مدينة صفد.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: إن الحادث وقع خلال احتفالات يوم “الهيلولا” في عيد “لاغ بوعمير” لإحياء ذكرى الحاخام شمعون بار يوحاي، حيث أدى التدافع والتزاحم بين المستوطنين الذين تجمعوا بأعداد كبيرة جدًا في جبل ميرون (الجرمق) إلى مقتل 40 شخصاً وإصابة 150 آخرين حتى اللحظة بينهم حالات خطيرة وحرجة.
وقرية ميرون الواقعة في الجليل الأعلى بالقرب من مدينة صفد، كانت قرية عربية قبل أن تستولي عليها منظمة الهاجاناه في نهاية عام 1948، وأقيم موشاف ميرون (تعاونية زراعية) على أراضي القرية الفلسطينية بعد ذلك بعام واحد، وتم إجراء حفريات كبيرة هناك.
وقد وقعت الحادثة فجر الجمعة، وذلك خلال احتفال ديني يهودي في شمال الكيان الصهيوني، حيث شارك عشرات الآلاف من اليهود في رحلة الحجّ السنوية إلى قبر الحاخام شمعون بار يوحاي على جبل ميرون.
من هم أتباع شمعون بار يوحاي؟
عاش الحاخام شمعون بن يشاي أو (يوحاي) في القرن الثاني الميلادي، وكان يعتمد في الدين اليهودي على “الميشناه”، أي تدريس التوراة المحرفة شفهياً، ويوصف بن يشاي بأنه كان ضليعاً بالتنجيم ويؤمن بالعقيدة السرية. وبحسب الروايات الصهيونية فإن الحاخام كان يصعد مع ابنه العازار إلى الجنة من كهفه الواقع في ميرون ويتعلم الأسرار هناك لمدة 13 عاماً ثم يعود لينقلها إلى طلابه.
وفي القرن السادس عشر، أقام اليهود المتشددون يوماً للولائم والبهجة على قبر الحاخام شمعون، الذي طلب أن تكون ذكرى يوم وفاته فرحة كما يقولون، وتم الحفاظ على هذه العادة حتى يومنا هذا. وقد أسس مؤيدوه مدرسة دينية في ميرون، حيث تتم دراسة التوراة السرية لاعتقادهم بأن كل كلمة في التوراة لها معنى.
يعتبر قبر الحاخام شمعون بار يوشاي الواقع على جبل ميرون، من أقدس الأماكن لدى العالم اليهودي، وهو موقع مزار سنوي، في حين كان معظم القتلى والمصابين في حادث جبل ميرون هم من طائفة تولدوت أهارون الحريدية.
وفي هذا السياق نرصد أهم المعلومات عن طائفة تولدوت أهارون الإسرائيلية:
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
– تعد طائفة تولدوت أهارون الحريدية واحدة من الطوائف الدينية المتشددة في إسرائيل.
– طائفة تولدوت أهارون الحريدية من أكثر الجماعات انعزالية وتنظيمًا وتماسكًا بين طوائف المجتمع الحريدي الإسرائيلي.
– تأسست الطائفة الحريدية من قبل الحاخام أهارون روث في عام ١٩٢٨ بألمانيا.
– في عام ١٩٤٢، وقبل وقت قصير من غزو ألمانيا للمجر، فرّ روث وأتباعه من أوروبا إلى فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني.
– يتواجد أتباع هذه الطائفة اليوم في قلب القدس، منعزلين عما يصفونه بالعلمانية المحيطة بهم.
– بدأ الحاخام أهارون الذي توفي عام ١٩٤٧، تقليدًا مستمر حتى يومنا هذا، ويتمثل بأن يوقع كل ذكر من أفراد الطائفة عقدًا يلزمه هو وعائلته بالالتزام بتعاليم تولدوت أهارون الصارمة.
– تشمل التعاليم الملابس والتعاملات وحتى كيف يقضي أفراد الطائفة أوقات فراغهم.
– يؤمن هؤلاء بأن العالم خارج تولدوت أهارون، مظلم وشرير.
– لا يرى أعضاء طائفة تولدوت أهارون أنفسهم كأفراد، وإنما كيانًا عضويًّا واحدًا، لا يسمح بتدخل الغرباء في قضايا مجتمعهم.
– لا تعمل الغالبية العظمى من أبناء الطائفة إلا في المهن الدينية التي لا تكفي حاجاتهم المعيشية.
– يعتمدون على تمويل حكومي لمدارسهم المستقلة، وتمويل حكومي لشبابهم الذين يدرسون في الكليات الدينية.
– تعتمد الطائفة محاكم خاصة بشؤون العائلة.
– يطبقون تعاليم دينية خاصة بهم، مثل منع السفر والعمل أيام السبت الذي يعتقدون أن الله يجلس فيه على العرش (والعياذ بالله).
في سياق الحادثة، قال أحد الناجين للموقع الإسرائيلي والذي يوضح مدى نذالة اليهود: “كنا في طريقنا لرؤية النار المشتعلة، وفجأة كانت هناك موجة بشرية أمامنا، فجرفت أجسادنا، وشاهدت أشخاصًا يسحقون تحت الأقدام، وآخرين يرمون بعيدًا عن الممر”.
وتابع قائلًا: “كان هناك طفل تعلّق بساقي، وظلّ كذلك محاولًا النجاة. انتظرنا ما يقارب العشرين دقيقة لإنقاذنا من هذا التدافع الرهيب والمروع”.
وتحدث ناج آخر واسمه مائير من المستشفى لـ”تايمز أوف إسرائيل” قائلًا: “أصبت بجروح طفيفة والفضل في ذلك يعود لشرطة سحبني من بين الحشود التي كانت تدوس بعضها البعض”.
وأوضح مائير: “شعرت وكأنها النهاية الأبدية.. كان الموتى حولنا في كل مكان”.