نقل موقع أكسيوس الأمريكي، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، يدرس “خطة لما بعد الحرب” بناء على أفكار طورها الاحتلال والإمارات، وتقديمها بعد الانتخابات الرئاسية.
ولفت الموقع في تقرير ترجمته “عربي21” إلى أن العديد من المسؤولين في البيت الأبيض، ووزارة الخارجية الأمريكية، يشعرون بالقلق من أن هذه الخطة، من شأنها تهميش رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وهو ما تدفع به “إسرائيل” والإمارات في الأمد القريب.
وأضاف: “لكن مع عدم وجود صفقة في الأفق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، وإرساء وقف إطلاق النار في غزة، فإن تقديم خطة اليوم التالي يمكن أن يكون جزءا إيجابيا محتملا من إرث إدارة بايدن المحيط بالصراع”
ويرى عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك بلينكن، أن “صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار لا تبدو ممكنة قبل نهاية إدارة بايدن، وبالتالي فإن الخطة الإسرائيلية الإماراتية هي خطة بديلة محتملة يمكن أن تبدأ في رسم يقول المسؤولون الأمريكيون إن هناك طريقا للخروج من الحرب”.
ونقلت عن مسؤولين آخرين في الخارجية قولهم، إن ما يتحدثون عنه “غير حكيم”، ولا يخدم إلا مصالح بنيامين نتنياهو ومن المؤكد أن يرفضه الفلسطينيون ويفشل.
وقالت إن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وإماراتيين، أشاروا إلى أن إدارة بايدن والاحتلال وأبو ظبي، ناقشوا أفكارا مختلفة لخطط محتملة لعدة أشهر.
ومن بين المشاركين في النقاشات، رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، والذي أثار بعض الأفكار الأصلية للخطة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وقال الموقع إنه في تموز/يوليو الماضي، التقى كبير مستشاري بايدن، في الشرق الأوسط، بريت ماكجورك، ومستشار الخارجية توم سوليفان، في أبو ظبي مع وزير الشؤون الاستراتيجية للاحتلال، رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، وكذلك مع وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد لمناقشة الخطة.
وسبق ذلك اجتماع قدم فيه الإماراتيون اقتراحا، على شكل مقال رأي للمبعوثة الخاصة لابن زايد لانا نسيبة.
ودعت الخطة إلى نشر بعثة دولية مؤقتة في غزة لتقديم المساعدات الإنسانية، وإرساء القانون والنظام، وإرساء الأساس للحكم، واقترح الإماراتيون إرسال جنود إلى غزة كجزء من قوة دولية.
ولكنهم اشترطوا تلقي دعوة رسمية من السلطة الفلسطينية بعد أن تخضع “لإصلاحات ذات مغزى ويتولى قيادتها رئيس وزراء جديد يتمتع بالسلطة والاستقلال”.
وقال أكسيوس، إن الإماراتيين عمليا، أرادوا تهميش رئيس السلطة محمود عباس، الذي يقولون إنه فاسد وغير قادر على أداء مهامه وتجريده من أي سلطة تنفيذية.
إضافة إلى ذلك، أرادوا استبدال رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي محمد مصطفى، الذي يعتبرونه مواليا لعباس، ومبدأ آخر في خطة الإمارات أنها تستند إلى اتفاق القادة السياسيين على رؤية حل الدولتين.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن نتنياهو أحب العديد من أجزاء الخطة الإماراتية، لكنه يعارض الجوانب الأكثر شحنا سياسيا، وخاصة مشاركة السلطة الفلسطينية في غزة ورؤية حل الدولتين.
ونقل الموقع عن مسؤولين أن المناقشات الإسرائيلية الإماراتية حصلت على دفعة في الأسابيع الأخيرة.
وحدث لقاء بين ديرمر وعبد الله بن زايد، بشكل منفصل، مع بلينكن على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر، وطلبا مساعدة الأمريكيين على سد الفجوات المتبقية بين الاحتلال والإمارات بشأن الخطة، ثم منحها التأييد، أو تحويلها إلى خطة أمريكية تقدم بعد الانتخابات الرئاسية.
وقال الموقع إن هناك فجوة متبقية تحيط بفكرة جديدة للإماراتيين، مفادها أن الخطة تتضمن إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة، كلفتة للفلسطينيين، وإظهار أن الولايات المتحدة تستثمر في الخطة وتقود العملية، لكن في المقابل يعارض الإسرائيليون ذلك رغم تقبلها من الأمريكيين.
كما أن الإسرائيليين ما زالوا يعارضون أي ذكر لحل الدولتين، لكن الفجوة الرئيسية بين الاحتلال والإمارات تتعلق بالدور الدقيق للسلطة الفلسطينية.
وقال مسؤولون إماراتيون إن أبو ظبي تريد من رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، تعيين شخصية فلسطينية للمساعدة في قيادة عملية الانتقال في غزة.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن الإسرائيليين لن يفكروا في أي دور محتمل للسلطة الفلسطينية على المدى الطويل.
وقال مسؤولان كبيران في وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة أكسيوس إنه إذا قدم بلينكن خطة، فسوف تتضمن أفكار إسرائيل والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى أفكار الولايات المتحدة بهدف الحصول على إجماع أوسع في المنطقة على الخطة.
وقال المسؤولان: “لن ندعم خطة اليوم التالي دون دور للسلطة الفلسطينية في غزة، ولا يزال من غير الواضح كيف يمكن أن يبدو هذا الدور”.