أجرت السلطات السعودية تعديلات جوهرية على المناهج التربوية، طالت تفسير بعض آيات القرآن الكريم، خصوصاً ما يتعلّق الآيات التي تتحدّث عن اليهود والنصارى، وحذفت عدداً من التفسيرات التي كانت معتمدة سابقاً والتي تعتبر ان الدين عند الله هو الإسلام وان جميع الأنبياء اخوة اتوا برسالة واحدة من آدم الى ابراهيم وعيسى وموسى ومحمد كلهم جاءوا برسالة توحيدية واحدة بأن الله واحد لا شريك له ولا شبيه ولا مثيل له; وتم استبدال هذه التفسيرات بتفسيرات اخرى تخدم الاجندة السياسية والدينية للصهيونية.
كما طالت التعديلات كل ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية والعداء مع كيان الاحتلال الصهيوني الذي سرق الأرض وقتل الأطفال والابرياء، والمفاجأة كانت بحذف إسم فلسطين من الخرائط في مناهجها الدراسية، وتركت المساحة خالية.
وبحسب دراسة فاحصة للمناهج السعودية للأعوام 2023 ـ 2024، فقد ظهرت تغيرات كبيرة عن المناهج التي درسها الطلاب في 2022.
كما أزيلت كلمات لا ترضى عنها الصهيونية من المناهج، لا سيما كلمات من قبيل ”العدو الصهيوني”، وأزيل المحتوى الدراسي الذي كان يحذر من الأطماع الإسرائيلية في المنطقة، ومساعي طرد الفلسطينيين من أرضهم.
ونفّذ المسح معهد “IMPACT-se” لمراقبة “السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي”، وهو منظمة مجتمع مدني إسرائيلية للأبحاث تراقب ويحلل مواد التعليم حول العالم.
ويطبق المعهد، بحسب ما يزعم ويعرّف نفسه، “معايير السلام الدولية” المستمدة من إعلانات وقرارات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”.
ويقول القائمون على المعهد إنه يهدف إلى “منع تطرف الأطفال والشباب”، ويفحص المناهج التعليمية من الصف الأول الابتدائي وحتى المرحلة الثانوية.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية عن الرئيس التنفيذي للمعهد، ماركوس شيف قوله أن “الكتب المدرسية لها تأثير حاسم كأساس لفهم وتشكيل المستقبل على المدى المتوسط والطويل. يثبت السعوديون مرة أخرى أنه من الممكن التدريس عن إسرائيل والصراع العربي-الصهيوني أيضًا من وجهة نظر مرضية بالنسبة لإسرائيل”
أمّا عن تطبيع السعودية فماضٍ رغم مجازر غزة، وهذا ما أكده مراسل موقع Axios الأمريكي Barak Ravid بأن ولي العهد أكد لبايدن رغبة المملكة باستكمال محادثات التطبيع بعد انتهاء عمليات غزة.
وهذا ما يؤكد أن هدف التطبيع ليس مصلحة الفلسطينيين ولكن تأمين تسليح المملكة والبرنامج النووي.
إعلاميًا اختار الإعلام الرسمي السعودي عدم الوقوف بجانب أهل غزة ومقاومتها فجاءت لغة الخطاب مطالبة بإيقاف استهداف “المدنيين والأبرياء” من الطرفين وتناقلت القنوات الرسمية روايات الاحتلال وبثّتها. وذهبت ابعد من ذلك عبر القنوات التي تموّلها كقناة “العربية” و “الحدث” التي تبنّت الرواية الصهيونية بأكملها وحاربت غزة واهلها.
بل استنكف إعلامنا إطلاق كلمة “شهداء” على من ارتقى من أهل غزة واستبدلهم بكلمة “ضحايا”.
شهد تاريخ ملوك السعودية مواقف عديدة نصرة لفلسطين وشعبها عبر عقود، وصلت ذروتها في عهد الملك فيصل الذي لم يألُ جهدًا في دعم فلسطين بكل الوسائل المتاحة وأهمها النفط.
ولكن المملكة لم تشهد عهدًا منحازًا للاحتلال ومتغاضيًا عن نصرة فلسطين ومحاربًا ببعض أشكاله للدين الإسلامي كما نشهد حالها اليوم.