الحب فطرة في النفوس ، وهدي الإسلام فيه معروف، أما ما يسمى بعيد الحب فليس من هذا الباب، بل هو من دين وتقاليد مختلفة اختلاف كامل مع ديننا، ومقاصده فاسدة لمن أمعن النظر فيه، كما سنبين. واحتفال بعض المسلمين بعيد الحب، أو ما يسمى بيوم “فالنتاين” سببه الجهل بدينهم،.
ويحسن بنا أن نبين أصل هذا العيد المزعوم ليقف عليه كل رشيد بصير فيتبين له حكم الشرع فيه دون شك أو مداراة.
أصل “عيد الحب” (Valentine’s Day)
ولأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فواجب علينا أن نعرف ما أصل هذا العيد؟ وإلى من ينسب؟ ومن “فالنتين” (Valentine) هذا؟ وبالأحرى من هم فالنتين؟
تختلف الأقوال في تحديد شخصية “فالنتين”، وأصل قصته، فبعضهم يقول إنه “فالنتين” وآخرون يتحدثون عن أكثر من “فالنتين”، والجامع المشترك بين جميع من ينسب إليهم “عيد الحب” ما يلي:
- أنهم ذوو أصول دينية (المسيحية الكاثوليكية).
- ارتباط القصة بالحب أو العشق بين الشباب من الجنسين (غير المتزوجين).
- تبني الكنيسة الاحتفال بعيد الـ”فالنتين”.
- تقدير الكنيسة لشخصية “فالنتين”.
وأشهر القصص في ذلك وفق ما جاء في موقع “ويكيبيديا” وكذلك “سي بي بي سي” (CBBC)، هو أنه ليس هناك حكاية حقيقية ثابتة عن هذا القديس حتى الآن، فحكايته تختلف من منطقة إلى أخرى، لكن الحكاية الأقرب هي أن فالنتين كان كاهنا مسيحيا، وكان يزوج العشاق المسيحيين فيما بينهم، وبسبب أن المسيحية كانت ممنوعة في الإمبراطورية الرومانية فقد كان يعاقب كل من يمارس أسرار الكنيسة، وبسبب ذلك اعتقلته السلطات الرومانية وحكمت عليه بالإعدام، فاشتهر منذ ذلك الوقت بأنه حسب قولهم “شهيد الحب والعشاق” لأنه ضحى بحياته لأجل سر الزواج.
وذكرت الموسوعة الكاثوليكية، أن القسيس “فالنتين” كان يعيش في أواخر القرن الثالث الميلادي، تحت حكم الإمبراطور الروماني “كلاوديس الثاني”، وقد سجن الإمبراطور القسيسَ؛ لأنه خالف بعض أوامره، وفي السجن تعرف على ابنة لأحد حراس السجن، ووقع في غرامها وعشقها، حتى إنها تنصرت، ومعها 46 من أقاربها، كلهم تنصروا، وكانت تزوره ومعها وردة حمراء لإهدائها له، فلما رأى منه الإمبراطور ما رأى أمر بإعدامه؛ فعلم بذلك القسيس فأرسل إليها بطاقة، مكتوبا عليها “من المخلص فالنتين”، ثم أعدم في 14 فبراير/شباط سنة 270م.
حكم الاحتفال بعيد الحب
وبعد التعرف على أصل عيد الحب؛ فإن ما يطمئن إليه القلب هو القول بحرمة الاحتفال بهذا العيد، وذلك لما يأتي:
- لما لهذا العيد من جذور تاريخية، إما وثنية وإما نصرانية، ومثل هذا لا يجوز الاحتفال به.
- لأن فيه تشبه بالغير فيما يخالف ما جاء به الشرع، روى أبو داود عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم”. ولا شك أن التشبه هنا واضح بما هو مخالف للشرع.
- كونه عيدا لغيرنا يجعل الحرمة مصاحبة له إذ أبدلنا اللهُ من الأعياد ما فيه غنى، وفي الحديث “إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الفطر، ويوم النحر”. رواه أحمد. وقال محققو المسند “إسناده صحيح على شرط مسلم”.
- اشتماله على مخالفات شرعية، ومنها العشق أو الحب المحرم.
الحب في الإسلام
والذي أود الحديث عنه هنا هو الحب بمعناه المعروف والمشهور. المعنى الذي ضاع بين الناس، بين داع إليه ومنفر عنه، وبين مبيح ومحرم، ومادح ولاعن، ومضيِّق وموسِّع، حتى احتار البعض في أمر الحب.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
والحق أن الحب الذي تعارف عليه الناس بين الجنسين من الرجال والنساء أمر لا يمنعه الشرع ما دام بضوابطه الشرعية؛ وهل تقبل حياة بغير حب؟! أم هل تستمر حياة بدون عذابه إن وجد، وألمه إن غاب؟!
وحتى لا يفهم كلامي خطأ أقول إنه لا يقبل شرعا أن يتعلق الرجل بامرأة متزوجة أو مخطوبة، كما لا يجوز لامرأة أن تتعلق برجل أجنبي، أما مجرد الإعجاب من أحد الطرفين الذي يخالطه تمني اللقاء الشرعي (الزواج) فلا مانع منه شرعا.
إن محاولة النفور مما تعارف عليه الناس من الحب هو هروب من فطرة الله {التي فطر الناس عليها} [الروم: 30]، وقتل للغريزة التي استودعها الله قلوب البشر، ولهذا أقر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحب، بل عاشه بين زوجاته، وقوّمت أقواله صلى الله عليه وسلم اعوجاج من يعوج من الناس في هذا المجال.