قال الله تعالى (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا) (سورة مريم آية 71).
قولُه تعالى (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا) معنى إلا وارِدُها لا بُدَّ أن يَأتي إليها، لا بُدّ أن يأتيَ كُلُّ واحِد مِنكُم إلى جهنّم لأنّ جَهنّمَ تَحتَ الصّراط، الصراطُ على ظَهرِها، المؤمنون الأتقياء يمُرّون مُرورًا مِن دُون أن يَدُوسُوا بأقدَامِهم، لا يَقطَعُونَ الصّراطَ بأقدامِهم بل يَطِيرُون، الله تعالى يُعطِيهم قُوّةَ الطّيَران، أعمَالُهم تَطِيرُ بهم يومَ القيامة، المسلمُ التّقيّ عمَلُه يَصِيرُ لهُ طَيرانًا، هذا يُقال فيه ورَدَ جهَنّم أي جاءَ إلَيها لكن بالهواء ليس بمعنى الدّخول، والآخَرون الكفّار يقَعُون فيها فيُقِيمُون فيها ولا يَخرجُونَ، وبَعضُ عُصاة المسلمينَ يدُوسُون الصّراطَ بأقدَامِهم قِسمٌ منهم لا تمَسُّهمُ النّارُ يَقطَعُونَ هذه المسافَة، إلى الجانِب الآخَر الجنّة، بعدَ أن يَقطَعُوا مسَافَة الجِسر، وبعضُ العصاة الذين ماتوا بلا توبةٍ وليسَ كلُّهم الله تعالى يُدخِلُهم جهنّم فيتَعذَّبون هناكَ بُرهَة منَ الزّمَن لأنهم ماتُوا مسلِمين هذا معنى الوُرود، الورُودُ بالنّسبَة لأناس يمُرّوا فَوقَ الجسر يَطِيروا طيَرانًا أو يَمشُوا مَشْيًا على الجِسْر وبالنّسبَة لبَعضٍ أن يَقعُوا فيها يَنزلوا فيها يأتُوا إلى الصّراط فيَنزلونَ ويَقعُون.
فالذي يقولُ كُلّ النّاس يَدخُلون النّار لفَهمه الورودَ بمعنى الدّخُول في هذه الآية فهو كافر.
وأمّا قولُه تعالى (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا) ليسَ فيهِ أنّ كلَّ النّاس يَدخُلونَ جهَنّم، كلٌّ مِن النّاس يأتي إلى هَواء جَهنّم، هذا الجسر يمد على ظهر جهنم والذي تحتَ الجِسر جَهنم.
والله تعالى أعلم.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website