فضحت شهادات لمدنيين فلسطينيين من غزة انخراط جنود إماراتيين بالقتال بجانب الجيش الإسرائيلي في تنفيذ حملات الدهم والاعتقال وحتى جرائم التنكيل والقتل في القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية منذ أكثر من عام.
وأظهرت الشهادات التي حصلت عليها “إمارات ليكس”، أن قوات من الجيش الإسرائيلي تنفذ بمساعدة من جنود إماراتيين حملات اعتقال واستجواب فضلا عن عمليات تنكيل وتعذيب للمعتقلين.
وبحسب إحدى الشهادات فإن قوات إسرائيلية داهمت قبل يومين إحدى مدارس الإيواء في بلدة بيت لاهيا في شمال غزة واعتقلت عدة أشخاص لاستجوابهم ومن ثم ترحيلهم الى غرب غزة.
وقد أكد عدد من المعتقلين بعد تحريرهم أن جنديا على الأقل كان يستجوبهم باللغة العربية وبلهجة إماراتية صريحة فيما الدبابات التي حاصرت مركز الإيواء كانت ترفع علم إسرائيل وأسفل منه العلم الإماراتي.
وبحسب مصادر فلسطينية محلية فإن أكثر من ٢٠٠ شخص من شمال قطاع غزة تم اعتقالهم والاعتداء عليهم في اليومين الماضيين، وقد تم تقسيمهم إلى مجموعات بحيث كل مجموعة من ١٠ رجال ويحقق معهم جندي إماراتي يتحدث العربية.
وبينما تجد إسرائيل نفسها منبوذة إقليميا ودوليا على خلفية ما ترتكبه من مجازر في فلسطين ولبنان، تتحالف دولة الإمارات مع تل أبيب في إعداد “خطة غزة لما بعد الحرب” بهدف تكريس فرض الرؤية الإسرائيلية.
وكشف مسؤولون أميركيون أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن يدرس خطة لما بعد الحرب في غزة تعتمد على أفكار طورتها إسرائيل والإمارات ومن المقرر تقديمها بعد الانتخابات الرئاسية، وفق ما أورد موقع Axios الأمريكي.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وذكر الموقع أن العديد من المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية قلقون من أن الخطة قد تؤدي إلى تهميش رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحكومته، وهو ما تدفعه إسرائيل والإمارات نحوه في الأمد القريب.
لكن مع عدم وجود اتفاق في الأفق لتبادل الأسرى وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، فإن تقديم خطة “اليوم التالي” يمكن أن يكون جزءًا إيجابيًا محتملاً من إرث إدارة بايدن المحيط بالصراع.
وتحدث موقع Axios إلى اثني عشر مسؤولاً أميركياً وإسرائيلياً وفلسطينياً وإماراتياً مطلعين على هذه القضية من أجل هذه القصة.
ويقول مسؤولون أميركيون إن البعض في وزارة الخارجية، بما في ذلك بلينكن، يعتقدون أن التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار لا يبدو ممكنا قبل نهاية إدارة بايدن، وبالتالي فإن الخطة الإسرائيلية الإماراتية هي “خطة بديلة” محتملة يمكن أن تبدأ في رسم مسار للخروج من الحرب.
لكن مسؤولين آخرين داخل وزارة الخارجية يقولون إن هذه الفكرة غير حكيمة ولا تخدم إلا مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومن المؤكد أن الفلسطينيين سوف يرفضونها وسوف تفشل.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون وإماراتيون إن إدارة بايدن وإسرائيل والإمارات تناقش منذ أشهر أفكارًا مختلفة بشأن خطط محتملة.
وأضاف المسؤولون أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير شارك أيضا في المناقشات وطرح بعض الأفكار الأصلية للخطة.
في يوليو/تموز الماضي، التقى مستشار الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك ومستشار وزارة الخارجية توم سوليفان في أبو ظبي مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وهو مقرب من نتنياهو، ومع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد لمناقشة هذه القضية.
وفي اليوم السابق لهذا الاجتماع، قدم الإماراتيون مقترحهم في مقال رأي كتبته المبعوثة الخاصة لـ«أبوظبي اليوم» لانا نسيبة.
وتضمنت الخطة نشر بعثة دولية مؤقتة في غزة مهمتها تقديم المساعدات الإنسانية، وفرض القانون والنظام، وإرساء أسس الحكم الرشيد.
واقترح الإماراتيون إرسال جنود إلى غزة ضمن قوة دولية. لكنهم اشترطوا أن تتلقى دعوة رسمية من السلطة الفلسطينية بعد أن تخضع “لإصلاحات ذات معنى ويقودها رئيس وزراء جديد يتمتع بالسلطة والاستقلال”.
وفي الممارسة العملية، أراد الإماراتيون تهميش الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يقولون إنه فاسد وغير قادر على أداء مهامه، وتجريده من أي سلطة تنفيذية.
كما أرادوا استبدال رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي محمد مصطفى، الذي يعتبرونه مواليا لعباس.
وكان أحد المبادئ في الخطة الإماراتية هو أنها ستعتمد على اتفاق القادة السياسيين على رؤية حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن نتنياهو أعجب بالعديد من أجزاء الخطة الإماراتية، لكنه يعارض الجوانب الأكثر سياسية، وخاصة مشاركة السلطة الفلسطينية في غزة ورؤية حل الدولتين.
وقال المسؤولون إن المناقشات حول الخطة الإسرائيلية الإماراتية حظيت بدفعة متجددة في الأسابيع الأخيرة.
وفي نهاية سبتمبر/أيلول، التقى ديرمر وأبز بشكل منفصل مع بلينكن، المسؤول عن هذه القضية داخل إدارة بايدن، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال المسؤولون إن أبو ظبي وديرمر طلبا من بلينكن مساعدتهما في سد الفجوات المتبقية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بالخطة ثم التصديق عليها – أو حتى تحويلها إلى خطة أمريكية سيتم تقديمها بعد انتخابات نوفمبر.
وهناك فجوة متبقية تتعلق بفكرة جديدة من الإماراتيين مفادها أن الخطة تشمل إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس كلفتة للفلسطينيين وطريقة لإظهار أن الولايات المتحدة تستثمر في الخطة وتقود العملية.
ويقول المسؤولون الأميركيون إن الإسرائيليين يعارضون هذه الفكرة بشدة كما لا يزال الإسرائيليون يعارضون أي ذكر لحل الدولتين.
لكن الفجوة الرئيسية بين إسرائيل والإمارات تتعلق بالدور الدقيق للسلطة الفلسطينية.
وقال مسؤولون إماراتيون إن الإمارات تريد من رئيس وزراء السلطة الفلسطينية تعيين شخصية فلسطينية للمساعدة في قيادة عملية الانتقال في غزة.
وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن الإسرائيليين لن يفكروا في أي دور محتمل للسلطة الفلسطينية إلا على المدى الطويل.
وذكر مسؤولان كبيران في وزارة الخارجية الأميركية إنه إذا قدم بلينكن خطة، فإنها ستتضمن أفكار إسرائيل والإمارات بالإضافة إلى أفكار الولايات المتحدة بهدف الحصول على إجماع أوسع في المنطقة على الخطة.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية “لن ندعم خطة اليوم التالي دون أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في غزة. وما زال النقاش جاريا حول شكل هذا الدور”.