تعهد الرئيس الأمريكي المُنتخب، دونالد ترامب، الذي سيعود إلى البيت الأبيض بناءً على نتائج الانتخابات الرئاسية، باتخاذ خطوات حاسمة في مجالات الهجرة والاقتصاد، وكذا الحرب في أوكرانيا.
ورجّحت عدد من التقارير، أنه من المرتقب أن يحظى ترامب بدعم كبير لأجندته السياسية في الكونغرس، بعد أن استعاد حزبه الجمهوري السيطرة على مجلس الشيوخ.
وكان ترامب قد أكد في خطاب النصر: “سوف أحكم بشعار بسيط: الوعود التي قدمناها ستكون الوعود التي نفي بها، سوف نبقى ملتزمين بتعهداتنا”. لكن في بعض القضايا، لم يقدم ترامب سوى تفاصيل محدودة حول كيفية تنفيذ أهدافه.
وعندما سألته قناة “فوكس نيوز” في عام 2023 عمّا إذا كان سيستغل سلطاته أو يستهدف المعارضين السياسيين، أجاب ترامب بأنه: “لن يفعل ذلك، باستثناء اليوم الأول”. مضيفا: “لا، لا، لا، باستثناء اليوم الأول. سنغلق الحدود، ونقوم بالحفر، والحفر، والحفر. بعد ذلك، لن أكون ديكتاتوراً”.
إقالة من حقق معه
تعهد دونالد ترامب بأنه سيقوم بإقالة المدعي العام، جاك سميث، الذي يقود تحقيقين جنائيين ضده، “في غضون ثانيتين” من توليه منصبه.
ويواجه ترامب اتّهامات من سميث، تتعلّق بـ”محاولات لقلب نتائج انتخابات 2020، وسوء التعامل مع وثائق سرية”، فيما ينفي ترامب ارتكاب أي مخالفات.
وفي السياق نفسه، تمكّن ترامب من منع محاكمتهما قبل الانتخابات، مشيرًا إلى أن: “سميث كان يتسبب في اضطهاد سياسي”.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ومن المتوقع أن يعود ترامب إلى البيت الأبيض، كأول رئيس أمريكي يُدان جنائيًا، بعد إدانته في نيويورك بـ”تزوير سجلات تجارية”.
العفو عن مقتحمي الكونغرس
قال ترامب إنه “سيفرج” عن بعض الأشخاص المدانين في أعمال الشغب التي وقعت في 6 كانون الثاني/ يناير 2021، عندما اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول، في محاولة لإلغاء فوز جو بايدن في الانتخابات.
وكان قد أُلقي اللوم في العديد من الوفيات على أعمال العنف التي اتُهم ترامب بالتحريض عليها. ومع ذلك، سعى ترامب إلى التقليل من أهمية تلك الأحداث، معتبراً مئات من مؤيديه الذين أدينوا بذلك كـ”سجناء سياسيين”.
كذلك، يواصل ترامب التأكيد على أن العديد منهم “محتجزون ظلماً”، رغم اعترافه بأن “اثنين منهم ربما خرجا عن السيطرة”.
ترحيل من عبروا الحدود
خلال حملته الانتخابية، تعهّد ترامب بتنفيذ أكبر عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين غير المسجلين في تاريخ الولايات المتحدة. كما وعد باستكمال بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، الذي بدأ خلال رئاسته الأولى.
وفي نهاية العام الماضي، شهدت الحدود الجنوبية مستويات قياسية من العبور خلال إدارة بايدن وهاريس، قبل أن ينخفض العدد في العام الجاري.
ووفقًا لخبراء تحدثوا لهيئة الإذاعة البريطانية، فإن تنفيذ عمليات الترحيل بالمستوى الذي وعد به ترامب سوف يواجه تحديات قانونية ولوجستية ضخمة، وقد يعيق النمو الاقتصادي.
الضرائب والتعريفات الجمركية
أظهرت استطلاعات الرأي أن الاقتصاد كان من القضايا البارزة التي شغلت الناخبين. حيث وعد ترامب بـ”إنهاء التضخم” الذي بلغ مستويات تاريخية خلال ولاية الرئيس الحالي، جو بايدن، قبل أن ينخفض لاحقًا، على الرغم من أن سلطات الرئيس في التأثير المباشر على الأسعار تظل محدودة.
كما تعهد ترامب بتقديم تخفيضات ضريبية شاملة، مقترحًا إعفاء الدخل الناتج عن الإكراميات من الضرائب، وإلغاء ضريبة مدفوعات الضمان الاجتماعي، مع تخفيض ضريبة الشركات.
من جهة أخرى، اقترح ترامب فرض تعريفات جمركية جديدة بنسبة 10 في المئة على معظم السلع المستوردة بهدف تقليص العجز التجاري، مشيرًا إلى إمكانية فرض رسوم إضافية تصل إلى 60 في المئة على الواردات الصينية.
وفي المقابل، حذّر بعض الخبراء الاقتصاديين من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى زيادة الأسعار بالنسبة للمستهلكين.
إنهاء الحرب في أوكرانيا
انتقد ترامب إنفاق الولايات المتحدة عشرات المليارات من الدولارات لدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، مؤكدًا عزمه على إنهاء الصراع “في غضون 24 ساعة” من خلال صفقة تفاوضية.
ورغم أنه لم يكشف عن التفاصيل المتعلقة بما يجب على كل من الجانبين التنازل عنه، يرى الديمقراطيون أن هذه الخطوة قد تمنح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ميزة في الصراع. كما أشار ترامب إلى ضرورة تقليص التدخل الأمريكي في الصراعات الخارجية بشكل عام.
أما فيما يتعلق بالحرب على غزة، أكد ترامب دعمه القوي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، لكنه دعا الحليف الإسرائيلي إلى إنهاء عملياته العسكرية. كما تعهد بإنهاء العنف في لبنان، دون تقديم تفاصيل إضافية.
الإجهاض متروك للولايات
أكد ترامب خلال مناظرته الرئاسية مع منافسته السّابقة، كامالا هاريس، أنه لن يُوقع على قانون حظر الإجهاض على مستوى البلاد، مغايرًا بذلك رغبات بعض مؤيديه.
وفي عام 2022، ألغت المحكمة العليا، التي تضم أغلبية قضاتها المحافظين نتيجة لولايتين رئاسيتين لترامب، الحق الدستوري في الإجهاض. وأصبحت قضايا حقوق الإنجاب محورًا رئيسيًا لحملة هاريس، حيث أقرّت العديد من الولايات تدابير لحماية أو توسيع حقوق الإجهاض في يوم التصويت في الانتخابات الرئاسية.
من جانبه، كرّر ترامب أنه يجب على الولايات أن يكون لها حرية اتخاذ قراراتها الخاصة بشأن الإجهاض، لكنه قد فشل في تقديم رؤية واضحة ومتسقة حول الموضوع.
تقليص قوانين تنظيم المناخ
خلال رئاسته الأولى، تراجع ترامب عن مئات السياسات البيئية، وأصبحت الولايات المتحدة أول دولة تنسحب من اتفاقية باريس للمناخ.
وفي حملته الرئاسية الحالية، جدّد ترامب تعهده بتقليص القيود التنظيمية كوسيلة لدعم صناعة السيارات الأمريكية، حيث انتقد السيارات الكهربائية بشكل مستمر، وأكد أنه سيلغي الأهداف التي وضعها بايدن لتعزيز التحول إلى سيارات أنظف.
كما وعد ترامب بزيادة إنتاج الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة، مؤكدًا على “الحفر والحفر والحفر” بدءًا من اليوم الأول. يسعى ترامب أيضًا إلى فتح مناطق مثل براري القطب الشمالي للتنقيب عن النفط، مدعيًا أن ذلك سوف يساهم في خفض تكاليف الطاقة، رغم أن المحللين يشككون في هذه الفوائد المحتملة.