قولُ الله تعالى (يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) (سورة الطارق آية 7)، مَنيّ الرّجُل يَتَرشَّح مِنَ الظَّهْر إلى أسفَل ومَنيّ المرأةِ مِنَ التّرائب أي عِظام صَدرِها إلى الرّحم، هؤلاء الأطبّاء لا يَعرفُونَ كيف يتَرشّح، هذا أمرٌ خَفِيّ.
ونقول:
مما يجبُ التّحذيرُ منه قول بعضِهم إنّ المرأةَ لا مَنيّ لها لمِا في هذَا القَولِ مِن مخالَفةِ القُرءانِ والحديث، وكذا قَولُهم بما أَسمَوهُ بالاستِنسَاخ ويُريدُونَ بهِ أنّ الوَلَد قَد يُولَدُ بأخذِ شَىءٍ مِن جِسمِ الرّجُلِ يُسمّونَه خَلِيّةً أي غير المنيّ، ووَضْعِه في رَحِم المرأةِ فتَحمِلُ مِنهُ بوَلدٍ مُشَابهٍ لهذا الرّجُل، وهذَا كَذِبٌ ومُعَارِضٌ لقَولِه تَعالى (إنّا خَلقْنَا الإنسانَ مِن نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ) أي مِن نُطفَةٍ قد امتَزَجَ فيها الماءَانِ، ومخَالِفٌ لقَولِه تعالى (فَلْيَنظُرِ الإنسَانُ مِمَّ خُلِقَ، خُلِقَ مِن مَاءٍ دَافِقٍ يَخرُجُ مِن بَينِ الصُّلْبِ والتَّرائِب)، فمَنيُّ الرَّجُلِ يَرشَحُ مِن صُلْبِه أي ظَهْرِه ومَنيُّ المرأةِ يَرشَحُ مِن التّرائِب وهيَ عِظَامُ الصَّدْرِ.
فالله عزَّ وجلَّ أثْبَت وجُودَ الماءَين مَنيِّ الرّجُلِ ومَنيّ المرأَةِ، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم كذلكَ قَال عَليه الصّلاة والسّلام (إذَا عَلا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ المرأَةِ أَخَذَ الشَّبَه وإذَا عَلا مَاءُ المرأةِ مَاءَ الرَّجُلِ أَخَذَ الشَّبَهَ).
وروى مسلم في صحيحه من حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا عَلا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ المرأةِ أَشبَه أَعمَامَهُ وإذَا عَلا مَاءُ المرأةِ مَاءَ الرّجُلِ أَشْبَهَ أخْوالَه) ونحوه للبزار عن ابن مسعود وفيه (ماءُ الرّجُل أبيَض غَليظٌ وماءُ المرأةِ أصفَر رَقيقٌ فأيُّهُما أَعْلَى كانَ الشّبَهُ لهُ) وفي رواية لأحمد ومسلم وغيرهما (فأيُّهُما سبَقَ أَشبَهَه الولَدُ) وفي لفظٍ (فإذَا اجتمَعَا فعَلا مَنيُّ الرّجُلِ مَنيَّ المرأةِ أَذكَرا بإذنِ الله وإذا عَلا مَنيّ المرأة منيَّ الرجلِ ءانثَا بإذنِ الله) رواه مسلم والنسائي.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website