في الأيام الأخيرة، حدثت واقعة مروعة خلال موسم الرياض في المملكة العربية السعودية، حيث قامت عارضات أزياء، شبه عاريات ودون خجل، بالاستعراض حول هيكل يشبه الكعبة المشرفة. هذه الفعلة التي لا يمكن وصفها إلا بالاستفزازية والمشينة ليست حادثة معزولة، بل هي جزء من نمط أوسع من التهاون في احترام قداسة أقدس المواقع الإسلامية. ما حدث في الرياض يعد بمثابة تذكير صارخ بالطريق الخطير الذي تسلكه المملكة العربية السعودية تحت قيادتها الحالية، والتي تُظهر استخفافًا بمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم وتجاهلًا تامًا للثقة التي أودعها المسلمون في المملكة كحامية للمسجدين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
إن الكعبة المشرفة، التي تحمل أهمية لا مثيل لها للمسلمين، هي الاتجاه الذي يتوجه إليه أكثر من مليار مسلم في صلاتهم. إن قداسة الكعبة محفوظة في قلب كل مسلم، وهي رمز أبدي لوحدة الأمة الإسلامية. إنها ليست مجرد بناء، بل مركز روحاني عميق يمثل حضور هداية الله على الأرض. ومنذ قرون، تم الحفاظ على هذا الموقع المقدس بكل احترام، ولم يتم التسامح مع أي إهانة مهما كانت صغيرة من قبل المجتمع المسلم في جميع أنحاء العالم.
لكن، تحت قيادة ولي العهد محمد بن سلمان، ومعاونه الذي يصفه مراقبون بالنجس تركي آل الشيخ، المسؤول عن موسم الرياض، سمحت المملكة بحدوث مثل هذه الأعمال المستفزة. هذه الواقعة التي حدثت حيث استعرضت عارضات أزياء شبه عاريات حول هيكل يشبه الكعبة المشرفة يراه بعض المتابعين انه ليست مجرد خطأ في التقدير، بل هي هجوم على جوهر الإسلام وقدسية مكة. وكأن هناك استراتيجية مدروسة تسعى لتقويض قداسة المدينتين المقدستين، بداية بالكعبة المشرفة.
تحذير خطير من الأحاديث النبوية
ورد في صحيحي البخاري ومسلم حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، يحذر فيه من تدمير الكعبة على يد رجل من الحبشة يُسمى “ذو السويقتين”. وفقًا لهذه الأحاديث، فإن تدمير الكعبة مشروط بحدوثه في آخر الزمان، في فترة ينعدم فيها وجود المؤمنين، وتغيب فيها كلمة “الله” عن الأرض. هذا التحذير النبوي واضح في توقيته، حيث سيحدث هذا الحدث في الأيام الأخيرة، قبل ظهور المهدي ونزول عيسى عليه السلام.
لكن العديد من العلماء أوضحوا أن تدمير الكعبة لن يحدث فجأة، بل سيتم رفع وقارها أولًا من قلوب الناس، ثم بعد ذلك يتم التدمير الفعلي. إن ما نراه اليوم هو تجلي لهذا التدريج في علامات الساعة. ما حدث في الرياض يراه البعض تجسيدًا لهذا الاتجاه المقلق.
خيانة الأمانة
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
لطالما كانت المملكة العربية السعودية مُؤتمنة على رعاية أقدس المواقع الإسلامية. وكان دور المملكة كحامية للمسجدين الشريفين محط احترام للمسلمين على مر العصور. ومع ذلك، مع صعود محمد بن سلمان وسعيه المتهور وراء “التحديث” بأي ثمن، يتضح أن هذه الأمانة تعرضت لانتهاك ممنهج. أصبحت المملكة مكانًا للاستهتار بالمبادئ الأخلاقية، مع فعاليات مثل موسم الرياض التي تجذب الأنظار لأسباب سيئة.
إن الآثار الدينية والسياسية لهذه الأفعال عظيمة. كمسلمين، نحن مُطالبون بحماية قداسة الكعبة واحترام مكانتها كبيت الله. وإن سماح المملكة—بل والتخطيط لهذه الأفعال المدمرة—هو خيانة لكل مسلم يقدس الكعبة.
سوابق التدمير
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا في حديث رواه ابن حبان وغيره أن الكعبة ستُدمَر مرتين، وسوف تعود في المرة الثالثة. إن أفعال السلطات السعودية اليوم تشبه المراحل الأولى من هذا الحديث. إذا كان من المتوقع أن تُدمر الكعبة، فإن ذلك لن يكون مصيبة مفاجئة، بل سيكون مصحوبًا بتآكل تدريجي، وهو ما نراه الآن. من خلال السماح بمثل هذه العروض الفاحشة بالقرب من مجسم يشبه الكعبة المشرفة، فإن المملكة تضع سابقة خطيرة قد تؤدي في النهاية إلى التدمير الفعلي لهذا الموقع المقدس.