كشفت مصادر دبلوماسية متعددة عن خفايا علاقات دولة الإمارات وإسرائيل مع موالين لتنظيم داعش في غزة وتغذيتهما أعمال بلطجة وفوضى ممنهجة بهدف تقويض النظام المدني في القطاع وزيادة نفوذهما عبر نهب شاحنات الإمدادات الإنسانية.
وذكرت المصادر ل”إمارات ليكس”، أن سلطات الإمارات استعانت منذ أشهر بعدد من البلطجية الموالين لتنظيم داعش سواء تنظيميا أو فكريا يقف على رأسهم المدعو “ياسر أبو شباب” لتحقيق خطط أبوظبي وتل أبيب الخبيثة في فرض ترتيبات اليوم التالي للحرب.
وبرز اسم أبو شباب منذ أسابيع في تصدر عصابات نهب قوافل المساعدات الواردة إلى قطاع غزة ما تسبب في تفاقم معدلات المجاعة في جنوب وشمال القطاع في وقت تواصل إسرائيل تقيد إدخال الإمدادات الإنسانية بشدة.
وبحسب المصادر فإن أبو شباب عقد قبل شهرين عدة مباحثات هاتفية مع ضباط إماراتيين وآخرين من جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” من أجل توجيه أنشطته الإجرامية في نهب قوافل المساعدات ودعمه من أبوظبي بما يحتاجه من مال وعتاد عسكري.
وكان أبو شباب من أشد الموالين لتنظيم داعش في غزة وحاول على فترات متقطعة قبل سنوات تنفيذ خطط إجرامية ما دفع الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس إلى اعتقاله وسجنه بتهم جنائية قبل الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 13 شهرا.
ومنذ عدة أسابيع، بات أبو شباب بشكل علني زعيم العصابة الأكثر نشاطًا في نهب قوافل الإمدادات الإنسانية الواردة إلى قطاع غزة.
وقد حددت مذكرة داخلية للأمم المتحدة نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، ياسر أبو شباب – وهو عضو في قبيلة الترابين التي تمتد في جنوب غزة وصحراء النقب في إسرائيل وشبه جزيرة سيناء في مصر – باعتباره “الطرف الرئيسي والأكثر نفوذاً وراء النهب المنهجي والواسع النطاق” لقوافل المساعدات.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وبحسب المذكرة فإن أبو شباب الذي يعمل من الجزء الشرقي من رفح يقود مجموعة تتألف من نحو “مائة بلطجي” يهاجمون الشاحنات التي تحمل المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات إلى غزة.
وتقيم العصابة تحت إدارة أبو شباب سواتر ترابية لقطع الطريق على القوافل على طول الطريق الذي تسيطر عليه إسرائيل من معبر كرم أبو سالم، حيث ينتظرون ببنادق الكلاشينكوف وغيرها من الأسلحة.
وفي حادثة وقعت في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، هوجمت نحو 80 شاحنة مساعدات من أصل مائة شاحنة وسرق رجال أبو شباب البضائع الموجودة بداخلها.
وتقول الأمم المتحدة إن السمة المميزة الآن، على النقيض من الشهرين الماضيين، هي العنف الشديد، بحيث أن سائقي الشاحنات الذين تستأجرهم الوكالات الدولية للإغاثة يتعرضون للضرب والتشويه والقتل.
ومع تفاقم أزمة الجوع في غزة، تعمل عصابة أبو شباب بإيعاز مشترك من الإمارات وإسرائيل على سرقة معظم المساعدات التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع، وتعمل بحرية في المناطق التي تسيطر عليها القوات العسكرية الإسرائيلية.
ويقول المسؤولون الأمميون إن النهب الإجرامي أصبح العائق الأكبر أمام توزيع المساعدات في النصف الجنوبي من غزة، موطن الغالبية العظمى من النازحين الفلسطينيين.
ويقول السكان إن اللصوص، الذين أداروا عمليات تهريب السجائر طوال هذا العام ولكنهم الآن يسرقون الطعام وغيره من الإمدادات، مرتبطون بعائلات الجريمة المحلية.
وخلصت مذكرة داخلية للأمم المتحدة صدرت الشهر الماضي، إلى أن العصابات الإجرامية “ربما تستفيد من إحسان سلبي إن لم يكن إيجابياً” أو “حماية” من قوات الدفاع الإسرائيلية.
وذكرت المذكرة أن أبو شباب أنشأ “مجمعاً عسكرياً” في منطقة “مقيدة وخاضعة لسيطرة ودوريات القوات الإسرائيلية”، وتقول منظمات الإغاثة إن السلطات الإسرائيلية رفضت معظم طلباتها باتخاذ تدابير أفضل لحماية القوافل، بما في ذلك المناشدات بتوفير طرق أكثر أماناً، وفتح المعابر، والسماح للشرطة المدنية في غزة بحماية الشاحنات.
ويقول عمال الإغاثة ومسؤولو الأمم المتحدة وعمال النقل وسائقو الشاحنات إن القوات الإسرائيلية التي كانت على مرمى البصر من الهجمات فشلت أيضاً في التدخل في مناسبات عديدة أثناء استمرار عمليات النهب.
ومرارا أبرزت وسائل إعلام إسرائيلية خطط دولة الإمارات للتآمر في قطاع غزة عبر الترويج لتقديم إمدادات إنسانية وتدخلات إغاثية بغرض كسب التأثير في اليوم التالي للحرب في القطاع ومحاولة فرض وأجندتها المشبوهة.
وأوردت صحيفة “الصحافة اليهودية jewish press” أن الإمارات أعلنت صراحة رغم حرب غزة وما شهدته من مجازر أنها ستحافظ على العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن موقف أبو ظبي جاء على الرغم من الانتقادات العالمية لتصاعد الخسائر البشرية في حرب غزة، على أمل ممارسة بعض “النفوذ المعتدل” على الحملة العسكرية الإسرائيلية مع حماية مصالحها الخاصة.
وبحسب الصحيفة تواصل الإمارات تميزها في تقديم المساعدات الإنسانية للقطاع، حيث استثمرت قوة اقتصادية أكبر من الدول الأخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات تفعل ذلك لزيادة نفوذها الإقليمي وبصمتها أمام الدول الأخرى في المنطقة.
وقالت “تشتري الإمارات مقعداً على الطاولة لليوم التالي للحرب، حيث ستكون أجندتها هي تنصيب الرئيس السابق لأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة، محمد دحلان، محافظاً لغزة، ربما كخطوة أولى في وضعه رئيسا للسلطة الفلسطينية بعد محمود عباس”.
وأضافت أن “دحلان، الذي اتُهم قبل خروجه من غزة بتعذيب أعضاء في حماس والتخطيط لمحاولة اغتيال إسماعيل هنية عام 2006، كان على خلاف مع الرئيس عباس وينتظر الدعوة لإنقاذ غزة في منزله في الإمارات”.