سيطرت حالة صدمة وارتباك في دولة الإمارات إثر اختفاء حاخام يهودي بشكل غامض وسط مخاوف من أبوظبي بعلاقة القضية بالتوترات الإقليمية وتضرر صورتها بوصفها الوجهة الأفضل للإسرائيليين في المنطقة.
وتم التعبير عن الارتباك الإماراتي في الإعلان في بيان صدر عن وزارة الخارجية في البلاد أن السلطات تتابع قضية اختفاء الحاخام اليهودي “زفي كوغان”، مع تحاشي ذكر جنسيته الإسرائيلية، والاكتفاء بذكر جنسيته المولدوفية.
وظهر كوغان في صور متنوعة على وسائل الإعلام بعد تداول أنباء اختفائه منها في الإمارات وأخرى بزي جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة لم يتم تحديدها.
وأعلنت الداخلية الإماراتية عن ورود بلاغ من عائلة شخص من الجنسية المولدافية يدعى “زفي كوغان” يفيد بتغيبه وانقطاع الاتصال به منذ يوم الخميس الماضي”. وأن “الأجهزة المختصة بدأت عمليات البحث والتحري”.
وفي رسالة أولية للإسرائيليين ممن يقيمون بالمئات في الإمارات وغيرهم عشرات آلاف يزوروها للسياحة والأعمال، حثت أبوظبي على “استقاء المعلومات من المصادر الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة والأخبار المضللة التي تهدف إلى إثارة البلبلة في المجتمع”.
وقبل ذلك ذكرت وسائل إعلام عبرية أن مبعوث طائفة يهودية في أبوظبي اختفى منذ عدة أيام، في حادثة قد تثير مخاوف لدى أبوظبي من احتمالية تأثير ذلك على التطبيع.
وبحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيليا يحمل جنسية مولدوفا ويقيم في الإمارات فقد منذ يوم الخميس، مما يثير مخاوف من احتمال وقوع حادث متعلق بـ”الإرهاب”، بحسب موقع “واي نت” العبري.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وذكر الموقع أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تنسق مع أبوظبي للتحقيق في القضية غير العادية.
من جانبه أشار موقع “تايمز أوف إسرائيل”، إلى أن مكتب رئيس الوزراء يذكر الرعايا بأن مجلس الأمن القومي ينصح الإسرائيليين بعدم السفر إلى الإمارات إلا لأسباب ضرورية.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم السبت أن إسرائيليا يحمل جنسية مولدوفا ويقيم في الإمارات فقد منذ يوم الخميس.
وقال المكتب في بيان إنه جرى فتح تحقيق على خلفية معلومات تفيد بأن اختفاء “تسفي كوجن” مرتبط بحادث إرهابي.
وبحسب بيان رسمي للحكومة الإسرائيلية “توجد في الإمارات أنشطة لعناصر إرهابية تشكل خطرًا حقيقيًا على الإسرائيليين المقيمين أو الزائرين في الدولة (..) وهذا التحذير لا يشمل حالات الترانزيت (الرحلات التي تتضمن توقفًا قصيرًا) في الدولة، ولكن يُوصى بالبقاء ضمن حدود المطار حتى موعد الرحلة التالية”.
من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه تم قطع الاتصال بالحاخام اليهودي يوم الأربعاء. بين الشكوك: اختطاف أو اغتيال على يد جهات “إرهابية”، وأن أجهزة الأمن الإسرائيلية تشارك في التحقيقات حول الحادثة.
وأضافت “تعمل السلطات في الإمارات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك الموساد، على فتح تحقيق في الحادثة. حتى الآن، لم تُنشر أي تفاصيل إضافية حول هوية المبعوث أو ظروف اختفائه”.
من جهتها قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن اختفاء حاخام حركة حباد يثير مخاوف من استهداف مواطنين إسرائيليين خارج إسرائيل.
وبحسب الصحيفة تقوم وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) بالتحقيق في اختفاء الحاخام وأن “الإرهاب” قد يكون له دور في الحادثة. ووفقًا لبيان نادر من الموساد، فإن زفي كوغان، وهو مواطن إسرائيلي-مولدوفي، فُقد بعد ظهر الخميس.
كوغان هو مبعوث من حركة حباد اليهودية الأرثوذكسية المتشددة إلى أبو ظبي، حيث كان يعيش ويعمل. تقدم حباد أبو ظبي خدمات دينية واجتماعية للجالية اليهودية، التي تتكون في الغالب من المغتربين في الإمارات ومنطقة الخليج بشكل عام، كجزء من مهمة عالمية تمتد إلى أكثر من 100 دولة.
وحذرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على مدار العام الماضي مواطنيها من الحد من السفر إلى الخارج وتقليل الإشارات التي تبرز هويتهم الإسرائيلية أو اليهودية، بسبب مخاوف من استهدافهم بالعنف أو الاختطاف وسط التوترات الناتجة عن الحرب المستمرة في غزة لأكثر من عام وامتدادها إلى أنحاء الشرق الأوسط.
ولم تقدم إسرائيل تفاصيل إضافية حول الشبهات المرتبطة باختفاء كوغان، والتي إذا ثبت ارتباطها بهجوم، ستكون تتويجًا لمخاوف مستمرة من العنف الموجه ضد الإسرائيليين في الخارج.
ويشار إلى انه في الأسبوع الماضي، تم تعيين يوسي شيلي، المدير العام لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، رسميًا سفيرًا لإسرائيل في الإمارات التي طبعت علاقاتها علنا مع تل أبيب عام 2002 بعد سنوات من التحالف السري مع النظام في أبوظبي.