في وقت يلوح فيه الأفق قرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، يبرز خطر الأجندات الخارجية التي تتصدرها دولة الإمارات وصُمم العديد منها لتخفيف أو لتصفية القضية الفلسطينية.
ويؤكد مراقبون أن مشاركة الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، تحت ستار إعادة الإعمار وبناء السلام، غالبا ما تخفي دوافع خفية ومؤامرات في غاية الخطورة.
ويشير المراقبون إلى أن الدعوات الأمريكية للإمارات والسعودية لقيادة الجهود الرامية إلى إنشاء “كيان فلسطيني” يتعايش بسلام مع إسرائيل توضح هذه الديناميكية.
ففي حين يتم التستر عليها بلغة التنمية والمصالحة، فإن مثل هذه المقترحات تتوافق في كثير من الأحيان مع استراتيجيات أوسع، تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي بطرق تقوض السيادة الفلسطينية وتقرير المصير.
قد أصبح السرد المحيط بإعادة إعمار غزة نقطة محورية في الخطاب الدولي، وفي حين أن جهود إعادة الإعمار ضرورية لمعالجة الأزمة الإنسانية المباشرة، إلا أنها لا ينبغي أن تكون بمنزلة ذريعة لفرض أطر سياسية خارجية تتجاهل تطلعات سكان غزة.
إن مفهوم “النظام السياسي الهجين” المصمم ليتماشى مع الرؤى الأجنبية للاستقرار والسيطرة، يرمز إلى محاولات إضعاف القضية الفلسطينية. ويجب على أي نهج لإعادة الإعمار، أن يعطي الأولوية لأصوات واحتياجات شعب غزة على المصالح الاستراتيجية للقوى الخارجية.
وقد أدى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، إلى تعقيد الديناميكيات الإقليمية بشكل أكبر.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وتسلط الاجتماعات الأخيرة بين المسؤولين الإسرائيليين والقادة الإماراتيين، الضوء على تقاطع التطبيع مع الأجندات الجيوسياسية الأوسع، وغالبا ما تنطوي هذه التفاعلات على مناقشات حول التخطيط لما بعد الحرب والاستراتيجية الإقليمية، التي تهدف ظاهريا إلى تعزيز الاستقرار، ولكنها غالبا ما تتماشى مع أهداف إسرائيل طويلة الأجل.
وبالنسبة للفلسطينيين، تؤكد مثل هذه التطورات ضرورة الحفاظ على الوحدة والانسجام بينهم في تشكيل مستقبلهم، وتثير الطبيعة السرية لهذه المشاركات مخاوف بشأن تآكل التضامن داخل العالم العربي، وإمكانية التطبيع لتشجيع الجهود الرامية إلى تهميش القضية الفلسطينية.
والوضع المتكشف في غزة يقدم فرصا وتحديات في الوقت نفسه، وفي حين أن احتمال وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى يقدم بصيصا من الأمل، فمن الضروري التعامل مع هذه التطورات بعين ناقدة. إن التفاعل بين المرونة المحلية والديناميكيات الإقليمية والأجندات الدولية، يتطلب استجابة استراتيجية ومبدئية من جانب القادة الفلسطينيين.
إذ أن العبء يقع على عاتق القادة الفلسطينيين لاستغلال هذه اللحظة، لتعزيز الوحدة والتعبير عن رؤية متماسكة لفترة ما بعد الحرب، وهذا يتطلب معالجة الاحتياجات الإنسانية الفورية، مع مقاومة الضغوط للرضوخ لأجندات خارجية، تعرض النضال الأوسع من أجل العدالة وتقرير المصير للخطر.
وعليه فإن الوضع المتكشف في غزة يقدم فرصا وتحديات في الوقت نفسه، وفي حين أن احتمال وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى يقدم بصيصا من الأمل، فمن الضروري التعامل مع هذه التطورات بعين ناقدة. إن التفاعل بين المرونة المحلية والديناميكيات الإقليمية والأجندات الدولية، يتطلب استجابة استراتيجية ومبدئية من جانب القادة الفلسطينيين.
وفي حين تجتاز غزة هذه اللحظة الحرجة، فإن الأولوية الشاملة يجب أن تظل الحفاظ على الوحدة الفلسطينية وحماية قضيتهم من الاستنزاف أو الاستيعاب. إن التضحيات التي تحملها شعبها تتطلب مستقبلا يتشكل وفقا لتطلعاتهم، خاليا من فرض الأطر الخارجية.
وفي هذا السياق، يتطلب المسار إلى الأمام ليس فقط المقاومة الثابتة للظلم، ولكن أيضا جهدا استباقيا لتحديد ومتابعة رؤية التحرير المتجذرة في مبادئ تقرير المصير والكرامة والعدالة.