ذكرَ العلماء أنواعًا للسحر قيل إنها ثمانية أنواع ومنهم من قال إنها ثلاثة أنواع وهي السحر الحقيقي والسحر التخيلي والسحر المجازي .
ويندرج تحت السحر الحقيقي والتخيلي:
1- السحر الهوائي: يكون السحر معرضًا لتيار الهواء فكلما مرت الريح زاد تأثير السحر.
2- السحر المائـي: يرمى السحر في البحار والأنهار والآبار وفي مجاري المياه.
3- السحر النـاري: يوضع السحر في/أو قرب مواقد النيران مثل التنور أو الفرن.
4- السحر الترابي: يدفن في التراب كالمقابر والطرقات والبيوت.
ويندرج تحت هذه الأنواع الأربعة:
1- المأكول والمشروب: ما يجعل مع الطعام والشراب وهو أشد أنواع السحر تأثيرًا على المسحور ومثله المشموم وما يرش على البدن.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
2- المشـموم: ما يخلط في الطيب أو يعمل من الطيب والبخور.
3- المعقـود: كل ما يمكن عقده والنفث عليه.
4- الأثــر: ما يؤخذ من أثر المسحور (كالشعر، والأظافر، والثياب، ودماء الحيض، والبول، والمني).
5- المنثـور: كل مسحوق ينفث عليه الساحر وينثر في الغرف وعند مداخل البيوت.
6- المرشوش: كل سائل ينفث عليه الساحر ويرش على الثياب أو عند عتب الأبواب أو في الأماكن التي غالبًا ما يكون فيها الشخص المراد سحره.
7- الطلسمات: أسماء وكلمات وحروف وأرقام ومربعات مجهولة المعنى لغير السحرة.
8- المرصـود: يرصد لطلوع نجم أو اقتران كوكب بكوكب أو قمر وما يترتب عليه من هيجان البحر والدم.
بعض طرق عمل السحر
يقوم الساحر باختيار مادة السحر المناسبة ثم يتلو العبارات السحرية عليها (ويسمّونها بالعزائم السحرية) أو يكتب الطلسمات بطريقته الشيطانية على ورق أو جلد أو معدن، ثم يختار إحدى الطريقتين لإحداث التأثير في المراد سحره:
الطريقة الأولى: تكون مادة السحر خارج جسد الشخص المراد سحره، كأن يدفن السحر في جوف الأرض كالمقابر والطرقات أو يضع السحر في الماء أو يرمى في قاع البحار والأنهار أو في مجاري المياه أو يعلق على الأشجار وفي مهاب الرياح، أو يكون العمل من أشياء محروقة، ومن السحر ما يرش على الثياب، ومنه ما يصقل على الحلي ومنه ما يرش عند الأبواب، ومنه ما يذر في الهواء، ومنه ما يربط بأجنحة وأرجل الطيور أو يكون مقرونًا بالحيوانات .. الخ.
الطريقة الثانية: أن يقوم الساحر بإعطاء بعض الأشياء لإطعامها للشخص المراد سحره، أو سقيها له أو شمها أو رشها على ثيابه أو فراشه، وهذه الأشياء في الغالب تكون من مواد نجسه مثل دم الحيض أو البول أو لعاب كلب أو دم ميتة أو دم خنزير.. الخ.
يقول ابن خلدون في مقدمته: “ورأينا بالعين من يصور صورة الشخص المسحور بخواص أشياء مقابلة لما نواه وحاوله موجودة بالمسحور وأمثال تلك المعاني من أسماء وصفات في التأليف والتفريق ثم يتكلم على تلك الصورة التي أقامها مقام الشخص المسحور عينا أو معنى، ثم ينفث من ريقه بعد اجتماعه في فيه بتكرير مخارج تلك الحروف من الكلام السوء ويعقد على ذلك المعنى في سبب أعده لذلك تفاؤلا بالعقد واللزام وأخذ العهد على من أشرك به من الجن في نفثه في فعله ذلك استشعارًا للعزيمة بالعزم ولتلك البينة والأسماء السيئة روح خبيثة تخرج منه مع النفخ متعلقة بريقه الخارج من فيه بالنفث فتنزل عنها أرواح خبيثة ويقع عن ذلك بالمسحور ما يحاوله الساحر” ا.هـ.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت: كان لرسول الله ﷺ غلام يهودي يخدمه يقال له لبيد بن أعصم، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي ﷺ وكان النبي ﷺ يذوب ولا يدري ما وجعه، فبينا رسول الله ﷺ ذات ليلة نائم إذا أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: ما وجعه؟ قال: مطبوب. قال: من طبه؟ قال: لبيد بن أصم. قال: بم طبه؟ قال: بمشط ومشاطة وجف طلعة ذكر بذي أروان وهي تحت راعوفة البئر. فلما أصبح رسول الله ﷺ غدا ومعه أصحابه إلى البئر فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة، فإذا فيها مشط رسول الله ﷺ ومن مشاطة رأسه، وإذا تمثال من شمع تمثال رسول الله ﷺ، وإذا فيها أبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة، فأتاه جبريل بالمعوذتين فقال: يا محمد {قل أعوذ برب الفلق} وحل عقدة {من شر ما خلق} وحل عقده حتى فرغ منها وحل العقد كلها وجعل لا ينزع إبرة إلا يجد لها ألما ثم يجد بعد ذلك راحة، فقيل: يا رسول الله لو قتلت اليهودي فقال: قد عافاني الله وما وراءه من عذاب الله أشد فأخرجه.
حكم السحر في الدين
السحرُ قِسْمان: سحرٌ يكونُ كُفْرًا وهو ما فيهِ عبادةُ كوكبٍ أو شيطانٍ أو نحوِ ذلك، وهناكَ سحرٌ مِنَ الكبائرِ كمن يكتُبُ كلامًا للتفريقِ بينَ زوجَين، ولا فَرْقَ بينَ أن يكونَ السحرُ للتحبيبِ أو للتبغِيضِ. فمن عُمِلَ له سحرٌ فلا يُقابِلُ السحرَ بالسحر، ومَنْ أرادَ أن يتخلَّصَ منهُ يداوي نفسَه بشيءٍ مِنَ العقاقيرِ التي جعلَ اللهُ فيها خاصِّيَةٍ لإبطالِ السحْرِ وبتلاوةِ القرءانِ وبالأذكارِ الواردةِ عنِ النبيِ ﷺ، ولا يجوزُ الذهابُ إلى العَرَّافينَ والسَحرةِ لمقابلةِ سحرٍ بسحرٍ آخَر.
قال رسولُ اللهِ ﷺ: “مَنْ أتى كاهِنًا أو عرّافًا فصَدَّقَهُ بما يقولُ فقد كفَر بما أُنزِلَ على محمد”. رواه الحاكم.
والكاهِنُ هو مَنْ يتعاطى الأخبارَ عمَّا يقعُ في المستقبل، والعرَّافُ هو مَنْ يتحدَّثُ عنِ الماضي من المسروقِ ونحوهِ، فلذا لا يجوزُ الذَهابُ إليهم بهذا القَصْدِ وإنه لا أحدَ يعلمُ الغيْبَ كُلَّه إلا اللهُ، فمن كانَ يعتقِدُ بأَنَّ أحدًا مِنْ خلْقِ اللهِ يعلمُ الغيبَ كُلَّه فقد كذب الدين. قال الله تعالى {قُلْ لا يعلَمُ مَنْ في السمواتِ والأرضِ الغَيْبَ إلا الله}.