لا تزال أحداث غزة كاشفة وفاضحة، لكثيرين ممن حاولوا التخفّي وراء مسميات الحكمة والعقلانية، والادعاء بالحرص على مصلحة الأمة، ولكن مواقفهم، ومنصاتهم، تفضحهم بكل وضوح. ومن هؤلاء الذين يتخفون وراء هذا الواجهة: الدكتور عدنان إبراهيم، الذي ظهر مؤخرًا على منصة “عرب كاست”، وهي منصة إماراتية، معروفة بتوجهاتها المشبوهة، ولا يخفى على أحد موقف الإمارات المتخاذل تجاه قضايا الأمة الإسلامية، خاصة قضية فلسطين.
عدنان إبراهيم، الذي يحاول أن يظهر في صورة العالم الحكيم المدافع عن المصلحة العامة، هو في الحقيقة لا يختلف عن غيره ممن يخدمون أجندات غير إسلامية، ويروجون لخطاب يضعف الأمة. لو كان فعلاً حريصًا على مصلحة الأمة، لكان قد صوّت صوتًا عالياً بفضح الخيانات والفتن التي تُمارس ضد المسلمين، لكنه بدلاً من ذلك، اختار أن يروج لرؤية الإمارات التي تدعم الكيان الصهيوني، ويهاجم المقاومة التي هي السند الوحيد في مواجهة الاحتلال.
موقفه من المقاومة الفلسطينية، وتأييده المشبوه لمواقف الإمارات، يضعه في صف الذين يروجون لمصالح أعداء الأمة. هذا الرجل، الذي يطعن في كتاب الصحيحين ويشكك في صحتهما، ويتنكر لقضية عائشة رضي الله عنها وأبي هريرة رضي الله عنه وغيره من الصحابة، لا يُعتبر من أهل العلم الذين يمكن أن نرجع إليهم أو نستمع إليهم في قضايا ديننا.
اضغط هنا للاشتراك مجانًا بمجموعتنا على الواتساب ليصلك كل جديد من اخبار ومعلومات
إنه يروّج للأفكار التي لا تنتمي إلى الإسلام الصحيح، حيث يتبنى العديد من الشبهات التي روج لها أعداء هذا الدين من اليهود والنصارى والعلمانيين. فقد حفظ عدنان إبراهيم تلك الشبهات التي زرعها أعداء الإسلام منذ مئات السنين، وبدأ في نشرها بين أبناء الأمة الإسلامية ليوقعهم في فتن، ويُفقدهم ثوابتها الراسخة.
لقد تحدث هذا الرجل مرارًا ضد الصحابة الكرام، وعلى رأسهم معاوية رضي الله عنه، بل وحتى الطعن في صحيح البخاري، الذي هو أحد مصادرنا الأساسية في نقل الحديث الشريف. ولكن، عندما يأتي الأمر إلى دعم الأنظمة التي تروج لأجندات مشبوهة، مثل الإمارات، نجده يلتزم الصمت أو يُبَرر مواقفها. وهذا يوضح بجلاء نفاقه وعدم أمانته في تقديم الحقيقة.
ظهر من يؤيده في توجهه، وهو على نفس الخط، الدكتور عمرو شريف، والعجيب أن عمرو وعدنان، ظلا لفترة يقدمان للناس، بطرحهم القوي في الرد على الإلحاد، ومواجهة الإلحاد، ولأن الأيام كاشفة لجوهر الناس وطرحها، فقد كان من الغريب والعجيب تأييد عمرو شريف للسيسي منذ أول يوم حتى الآن، وتأييد عدنان إبراهيم للإمارات، وموقفه المهاجم حاليا للثورات، أي أنهما يواجهان الإلحاد بتأييد الاستبداد، وهو ما يمكن أن نترجمه للنكتة المصرية الحقيقية، فاختراع عبد العاطي كفتة، الذي يأخذ الإيدز من المريض، ويرجعه له صباع كفتة بعد علاجه، فهو نفس الحال، نواجه الإلحاد بتأييد أسبابه؟ وهو الاستبداد والظلم، بتأييد المستبدين والظلمة!!
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
عدنان ظل في أوائل ظهوره، يهاجم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، ويتهمه بكل نقيصة، وينفي عنه كل فضل، رغم أن معاوية مات وشبع موتا، وليس له أثر في حياة الناس، لا دينا ولا واقعا، بينما يؤيد عدنان اليوم أشخاصا لو وزنوا بنعل معاوية لرجح بهم نعل معاوية، فلا أحد ينكر الحق العلمي في تقييم معاوية علما أو سياسة، لكن الأنكى أن تنصب ميزان العدالة لمعاوية الميت، بينما أنت مع متواطئين وخونة لأمتهم، وتؤيد ذلك، وتصمت عنه، بل تبرره تبريرا فجا وغريبا.
وهذه الحيلة التي انطلت على الناس بتقديم عدنان إبراهيم كصاحب طرح، هي حيلة متكررة، فكثير ممن يدعون الإبداع والتنوير، هم بارعون في نقد أصحاب القبور، وكيل التهم لهم، ومحاكمتهم محاكمة شديدة، بينما هم كالفئران مع أصحاب القصور، لا يجرؤ أحد منهم أن ينبس ببنت شفة مع حاكم معاصر، يكيل التهم للناس، ويملأ السجون بالمعتقلين، ويعاون عدوا على أمته.
عدنان إبراهيم، مثل غيره من الشخصيات التي تسعى لبيع مواقفها وأفكارها من أجل المنفعة الشخصية، يظهر الآن في الوقت الذي يشعر أن هناك من سيشتري صوته، ومن يدفع ثمن كلامه. وقد كشف عن وجهه الحقيقي، الذي لا يمكن لأحد أن ينكر بعد الآن، خاصة عندما يتعلق الأمر بتأييد الأنظمة القمعية، والترويج لها، بينما يهاجم العلماء الحقيقيين ويشكك في معتقدات الأمة.
إن تحذير المسلمين من هذا الرجل ومن أمثاله هو أمر واجب وضروري، فمن يتحدث بلسان الظالمين ويعمل لصالحهم لا يمكن أن يكون صوتًا لعلم أو هداية. وعلى الأمة أن تكون يقظة في التعامل مع هؤلاء الذين يسعون لتشويه صورة الإسلام، وتدمير ثوابته تحت مسميات الزيف والتنوير.