عن أنس رضي الله عنه قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم أحسن النّاس، وأشجع النّاس، ولقد فزع أهل المدينة ليلة فخرجوا نحو الصّوت، فاستقبلهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقد استبرأ الخبر وهو على فرس لأبي طلحة عري، وفي عنقه السّيف، وهو يقول: «لم تراعوا، لم تراعوا» ثمّ قال: «وجدناه بحرا، أو قال: إنّه لبحر» ا
[بعض فوائد الحديث:]
[الفائدة الأولى:]
كمال شجاعته صلى الله عليه وسلم ويتبين ذلك من:
ا- قول أنس رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأشجع الناس) ، أي: إن أنسّا لم ير في حياته، مع ما سمعه من سير الأولين، ومع ما شاهده من حروب وغزوات، من هو أشجع من النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن لماذا وصف أنس النبي صلى الله عليه وسلم هنا بقوله: (أحسن الناس) مع أن سياق الحديث عن الشجاعة، وأعتقد أنه قال ذلك، لأنه كان رضي الله عنه يرى أن من لوازم كونه صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، أن يكون أشجعهم، وأن الجبان لا يمكن أن يكون محمودا، أو في مصافّ من يحمد من الناس
ب- أنه صلى الله عليه وسلم ذهب وحده ليستطلع الخبر الذي أفزع أهل المدينة، وما ذهب وحده صلى الله عليه وسلم ليستطلع الخبر من بعيد ثم يأتي أهل المدينة، ولكن ليعالج الأمر، ودليله أنه صلى الله عليه وسلم كان متقلدا سيفه في عنقه. والغريب في هذا الأمر، هو فارق التوقيت الزمني بين خروج النبي صلى الله عليه وسلم وخروج أصحابه لاستجلاء الأمر، هو خرج واستطلع الأمر وعاد، والصحابة ما زالوا في طريقهم صوب الصوت، وفارق التوقيت يدل على فارق الشجاعة والإقدام، وما عساه صلى الله عليه وسلم أن يفعل وحده إذا وجد ما يحتاج إلى منازلة، هل كان صلى الله عليه وسلم سيقاتل وحده؟ نعم ألم تسمع لقوله تعالى: لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ. فلا غرابة إذن، ولو لم يكن صلى الله عليه وسلم قادرا وحده على معالجة الأمر لاستنفر غيره معه
[الفائدة الثانية:]
ما يجب أن يكون عليه القائد، من شجاعة وإقدام، وتضحية بالنفس من أجل من خلفه، وأن يكون هو صمام الأمن لهم، الذي يهدئهم ويربط على قلوبهم، وألا يؤثر نفسه على نفوسهم في المخاطر، قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «لم تراعوا لم تراعوا ثم قال: وجدناه بحرا» ، أي: لا تخافوا ولا تفزعوا
الفائدة الثّالثة
الشجاعة خلق محمود في الناس ولولا ذلك ما أثنى أنس رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة، ويتفرع عليه: أن الجبن وصف مشين في المرء، وأقول: إن الشجاعة خلق وسط بين خلقين مذمومين هما الجبن والتهور
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website