في زمن الاضطراب الفكري والاستلاب الثقافي، يطل علينا مشروع جديد لا يُهاجم الإسلام من خارجه، بل يسعى لهدمه من داخله. إنه ما يُعرف بـ”الإسلام الليبرالي”، وهو ليس تجديدًا ولا اجتهادًا، بل خطة منهجية لإفراغ الإسلام من عقيدته، وتشويه شريعته، وتحريف هويته، باسم الحرية والتقدُّم.
إنه ليس نقاشًا فقهيًّا. بل هو هجوم منظم على روح الإسلام، يُنفذ عبر مساجد مزعومة لا علاقة لها بالعبادة، بل أُسست لترويج العلمانية والانحلال الأخلاقي تحت مظلة الإسلام.
عندما لا تكون المساجد مساجدًا
في عام 2017، شهدت برلين افتتاح ما سُمِّي بـ”المسجد الليبرالي”، حيث أُقيمت الصلاة داخل كنيسة، ووقف الرجال والنساء صفًا واحدًا، وأمّت امرأة المصلين دون حجاب.
لا مذهب، لا إجماع، لا فقه. فقط عبثٌ بمقدسات الدين.
لم يكن هذا اجتهادًا، بل استعراضًا إعلاميًّا لتصدير صورة “المسلم العصري” المتماهي مع الثقافة الغربية.
لكن الحقيقة؟ هو مسرحية أُعدّت لتفكيك قدسية المسجد، وتحويل الإسلام إلى منتج غربي سهل الاستهلاك.
والأسوأ؟ أن هذه الظاهرة بدأت تتكرر في أوروبا وفق نمط واحد: نزع الحدود الشرعية، تهميش السُّنة، واستبدال العلماء بالناشطين.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
بدعم من جهات صهيونية وليبرالية
مَن يقفون خلف هذه المشاريع ليسوا علماء، ولا طلاب علم، بل ناشطون سياسيون مرتبطون بحركات الشذوذ، ولوبيات صهيونية، ومؤسسات تنتقد المقاومة الفلسطينية وتهاجم القيم الإسلامية.
هؤلاء لا يريدون إصلاح الإسلام، بل يريدون استبداله.
يستخدمون رموز الدين لتسويق قيم الغرب، ويحاولون تحويل الشريعة إلى قائمة انتقائية حسب الهوى والرغبة.
يدافعون عن الشذوذ، ويهاجمون الحجاب، وينكرون ثوابت الإسلام، بل ويقفون مع الاحتلال ويهاجمون فلسطين.
دعواكم ليست ضد التطرف. بل ضد الإسلام ذاته.
هذه ليست حرية… بل خداع
الغاية ليست إصلاحًا دينيًا. بل تفريغ للإسلام من مضمونه. Trojan Horse جديد لشل قدرة الإسلام على المقاومة والحق والاستقلال.
يريدون إسلامًا بلا عقيدة، وبلا جهاد، وبلا حدود، وبلا كرامة.
يريدونه دينًا خانعًا، تابعًا، غير قادر على قول “لا” للباطل، ولا “نعم” للحق.
هذا ليس اجتهادًا… بل انحرافٌ مفضوح
مساجدنا ليست معامل تجريب. عقيدتنا ليست استفتاءً شعبياً. شريعتنا ليست مسودة أولية.
الإسلام ليس مرنًا حسب رغبة الغرب، ولا يتلوّن وفق المزاجات السياسية.
من يغيّر معالم الصلاة، ويستبدل الوحي بهويات مشوشة، ويحل ما حرّم الله — لا يقدّم إسلامًا جديدًا. بل يقدّم نسخة لا علاقة لها بالإسلام.
والتاريخ سيسجّل: بينما كانت غزة تحت القصف، والسودان تحت الحصار، كان هؤلاء يرفعون رايات الشذوذ ويقيمون صلاة مختلطة في كنائس أوروبا.
الخاتمة
هذا ليس إسلامًا. وهذه ليست مساجد. وهؤلاء ليسوا علماء.
هذا مشروع غربيٌّ مُصنّع، هدفه تفكيك عقيدتنا، وإفراغ قيمنا، وتحويل الإسلام إلى قشرة بلا جوهر، ودين بلا ثوابت.
الإسلام لا ينحني للعلمانية. لا يُعدّل لإرضاء الغرب. ولا يصمت حين يُشوَّه أمام أعيننا.
ما نراه اليوم ليس إصلاحًا. بل تحريفًا مُمنهجًا.
رسالتي لكل مسلم، ولكل باحث عن الحق: لا تكن غافلًا، لا تكن معتذرًا، ولا تسمح أبدًا أن يُعاد تشكيل دينك على يد من لا يخشون الله طرفة عين.
“ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يُقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين” — آل عمران: 85