مع تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، لم تعد المواجهة مقتصرة على الرسوم الجمركية والبيانات الرسمية، بل امتدت لتغزو هواتف الأمريكيين عبر تطبيقات مثل تيك توك، حيث يروج موردون صينيون لمنتجاتهم بأسعار “مُغرية”، مطالبين المستهلك الأمريكي بالتحايل على قرارات رئيسه، كما أصبحت المعادن النادرة ورقة رابحة جديدة في يد الحكومة الصينية.
وظهر أحد الموردين، المعروف باسم وانغ سين، في مقطع فيديو يقف أمام أكوام من حقائب “بيركين” الفاخرة، مدّعيًا أنه المصنع الأصلي لهذه العلامات التجارية العالمية.
قال ببساطة: “لماذا لا تتواصلون معنا وتشترون منا مباشرة؟”، لكن الفيديو اختفى لاحقًا من تيك توك، ربما بسبب مخالفته للسياسات أو لتضليله.
إلى جانب هذه المقاطع، صعد تطبيق DHgate -المعروف ببيع السلع المقلدة- إلى المرتبة الثانية في متجر أبل الأمريكي، في حين حل تطبيق Taobao الصيني في المرتبة السابعة، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا من قبل المستهلك الأمريكي بالتسوق من الصين مباشرة، رغم القيود والرسوم الجمركية المفروضة.
وخلف هذه المشاهد، يكمن واقع آخر: العديد من هذه المنتجات قد تكون مقلدة أو غير مطابقة للمواصفات، خصوصًا أن العلامات التجارية الكبرى مثل Lululemon نفت أي علاقة لها بالمصانع التي تظهر في هذه المقاطع، وأكدت أنها لا تتعامل مع الموردين المذكورين.
وبحسب تقرير لـ”سي إن إن” شكك الخبراء في صدق هذه الادعاءات، مشيرين إلى أن المصنعين الرسميين يخضعون لاتفاقيات عدم الإفصاح ولا يمكنهم البيع مباشرة.
ورغم ذلك، تبدو الرسالة واضحة: السياسات الحمائية التي يتبناها ترامب، وعلى رأسها فرض رسوم جمركية تصل إلى 145 بالمئة، لا تعزل الصين بقدر ما تضغط على المستهلك الأمريكي نفسه، الذي يجد نفسه إما مضطرًا لدفع المزيد، أو التوجه نحو أسواق “الظل” المليئة بالمجهول والمقلد.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
الصين ترد بسلاح المعادن النادرة
لكن الرد الصيني لم يتوقف عند حدود التجارة الإلكترونية، بل اتخذ منعطفًا استراتيجيًا أكثر خطورة، في خطوة وُصفت بأنها “موجعة”، أعلنت بكين عن فرض قيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة – وهي عناصر ضرورية لصناعة الإلكترونيات، ومحركات السيارات الكهربائية، والطائرات، وحتى المعدات العسكرية.
هذه المعادن – وعددها 17 عنصراً مثل النيوديميوم والإيتريوم – تُعد شريانًا حيويًا لصناعات التقنية الفائقة، ومع أن بعضها موجود في الولايات المتحدة، فإن عملية استخراجه وتنقيته باهظة التكلفة ومعقدة بيئيًا، ما جعل أمريكا تعتمد بشكل شبه كلي على الصين، التي تسيطر على ما يصل إلى 80% من السوق العالمي لهذه المعادن.
ردًا على هذا الضغط، وجّه ترامب وزارة التجارة للبحث عن حلول لتقليل الاعتماد على بكين، لكن بحسب المراقبين، فإن تعويض هذا النقص ليس بالأمر السهل، وقد يستغرق سنوات، ويكلف الاقتصاد الأمريكي كثيرًا.