تعمل دولة الإمارات بمثابة الوكيل الرسمي لمشروع إسرائيل لتهجير سكان غزة في خضم حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على القطاع المدمر منذ عام ونصف.
وتعمل الإمارات عبر قنوات سرية وبشكل حثيث على إقناع عدة دول لاستضافة نازحين فلسطينيين بهدف التفريغ الجزئي لسكان قطاع غزة وفق المخطط الإسرائيلي المدعوم من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقد برز الدور الإماراتي المشبوه عقب إعلان الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، عقب زيارته أبوظبي ولقائه محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة يوم الأربعاء الماضي، استعداد بلاده استضافة آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة لتسهيل إعادة إعمار القطاع.
وقف وصف هذا الإعلان من الرئيس الاندونيسي بأنه لا يمثل إلا صفقة تجارية تقودها أبوظبي “المتواطئة مع المجازر الإسرائيلية في غزة”.
وقال موقع “ميدل إيست مونيتور” في مقال رأي للكاتب والأكاديمي الإندونيسي محمد ذو الفقار رحمت، إن زيارة الرئيس الإندونيسي إلى أبوظبي، وانفتاحه على الإمارات لإيجاد حلول للإبادة الجماعية الفلسطينية، تثير تساؤلات أخلاقية واستراتيجية خطيرة.
وأضاف أنه “بينما تُعدّ الدبلوماسية والشراكات العالمية محوريةً في هوية السياسة الخارجية الإندونيسية، فإن اختيار الشريك والدوافع السياسية وراء هذه الجهود بالغة الأهمية، لا سيما عندما تكون حياة الفلسطينيين على المحك”.
ويرى خيرت أن رئيس بلاده يُخاطر برابوو، من خلال تواصله مع أبوظبي المطبِّعة مع الاحتلال الإسرائيلي، بربط إندونيسيا بأطراف متواطئة في معاناة الفلسطينيين المستمرة. مشيراً إلى علاقة أبوظبي المفتوحة مع الاحتلال.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وأشار إلى أن أبوظبي عمّقت تعاونها الاقتصادي والعسكري والتكنولوجي مع تل أبيب على مدى السنوات الخمس الماضية.
وقال إنه “من المُخادع، إن لم يكن من قبيل السخرية، تصوير أبوظبي كشريك إنساني محايد في غزة، في حين أن علاقاتها مع إسرائيل قد عززت، على ما يبدو، إفلات إسرائيل من العقاب”.
واعتبر أن ما يجعل خطوة برابوو أكثر إثارة للقلق هو التوقيت والسياق؛ حيث جاءت دعوته للمساعدة الإماراتية في خضم سلسلة من الاتفاقيات الثنائية، تتراوح بين التعاون الأمني والطاقة المتجددة والاستثمار في الثروة الحيوانية. مؤكداً أن إبرام هذه الاتفاقيات خلال زيارة يُفترض أنها تدور حول غزة يُظهر استخدام الاهتمام الإنساني كأداة للدبلوماسية الاقتصادية.
وشدد على ضرورة ألّا تتعامل إندونيسيا مع معاناة الفلسطينيين كورقة مساومة لتعزيز العلاقات مع شريك ثري.
ويرى خيرت أن اقتراح برابوو بإجلاء الفلسطينيين إلى بلاده -رغم حسن نيته- إلا أنه يخدم مصالح “إسرائيل” وأجندتها؛ معتبراً أن “الإجلاء، في ظل الظروف الراهنة، ليس عملاً محايدًا، حيث “يُهدد بإضفاء الشرعية على طموح إسرائيل الراسخ: التهجير الدائم للفلسطينيين من أراضيهم”.
وعبر خيرت عن مخاوفه من استغلال خطة برابوو، لمساعدة “إسرائيل” على إعادة صياغة حملتها الوحشية في غزة كقصة نجاح إنسانية تُتيح “ممرًا آمنًا” يُسهّله حلفاؤها الإقليميون.
وأكد أنه “بدلًا من التوجه إلى الإمارات، ينبغي على إندونيسيا تعزيز تحالفاتها مع الدول والحركات التي دافعت باستمرار عن حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وليس تلك التي طبّعت العلاقات مع إسرائيل بينما غزة تحترق”.
وأشار إلى أنه يمكن لإندونيسيا أن تلعب دورًا بنّاءً أكثر من خلال المنتديات الدولية، والإغاثة الإنسانية عبر المنظمات غير الحكومية المحايدة، ومواصلة الضغط السياسي على “إسرائيل” من خلال الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية.
وشدد على أنه “يجب ألا تُصبح حياة الفلسطينيين خلفيةً للزيارات الرسمية أو مبررًا لصفقات تجارية. غزة ليست مسرحًا لالتقاط الصور. إنها مقبرة للأطفال، وسجن للاجئين، ورمز للمقاومة. إن ادعاء المساعدة في حين يُمكّن من يُمكّن المحتل ليس تضامنًا، بل تواطؤًا”.
وقال إن “انفتاح برابوو على أبوظبي كشريك في معالجة الإبادة الجماعية الفلسطينية مُضلِّلٌ تماماً، إذ لا يُمكن الوثوق بدولة طبّعت علاقاتها مع إسرائيل وتواصل تعزيز تلك العلاقة كجهة فاعلة ذات مصداقية في النضال الفلسطيني من أجل العدالة”.
وأكد أنه يجب على إندونيسيا ألا تُضفي الشرعية على مثل هذه الجهات بحجة الدبلوماسية الإنسانية. ولا ينبغي مقايضة إرث إندونيسيا في دعم فلسطين المبدئي بصفقات اقتصادية أو مكانة دبلوماسية.
واختتم بالقول: “صوت إندونيسيا في العالم له وزنه، ليس بفضل ثروتها، بل بفضل وضوحها الأخلاقي، لا سيما في وقوفها إلى جانب المظلومين. يجب أن يظل هذا الصوت ثابتًا لا يقبل المساومة”.