سؤال: ما حُكمُ الذي يقول أنا لا أُحِبُّ التَّعمُّق في الدّين؟
جواب:
التّعمُّق في الدّين نَوعَان تعَمُّقٌ بمعنى التّمَسُّك التّام بالدّين، الفَرائض والنّوافل، تمسُّكٌ بالجَميع، هذا يحبُّه الله فمَن يقول عن هذا أنا لا أُحِبُّه هذا كافر، الأنبياءُ كانوا أشَدَّ النّاسِ تمَسُّكًا بالدِّين ثم الأولياءُ هُم أشَدُّ تمَسُّكًا بالدِّين، يؤدُّونَ الفَرائضَ والنّوافِل، الذي لا يُعجِبُه هذا هذَا كافرٌ لأنّه كارِهٌ للدّين، مَن كَرهَ الدِّينَ يَكفُر، أمّا التّعَمُّق الذي هو لا يحِبُّه الله فهو الإنسانُ الذي يتَجَاوَز الحَدَّ الذي أمَرَ اللهُ بهِ في العِبادَة مِثل الرَّجل الذي إذا صامَ النّفلَ يَمرَض ثم يقولُ مِن جَهلِه أنا أكسب الثّواب بالزّيادَة فيَضُرُّ نَفسَه ويُهلِكُ نَفسَه هذا تعمُّقٌ لا يُحبُّه الله، هذا صارَ تجَاوُزًا للأوامر.
كذلك رجلٌ يحِبُّ أن يَذهَب للحجّ ثم هو ليسَ مَعه زادٌ فيَسلُك البَراري التي يَعطَشُ فيها ويَجُوع فيها ويخشَى على نفسِه الهلاك ويقول أنا أُخاطِر لوَجه الله فيتَوجَّه إلى هذه البرّية ليَصِلَ إلى مَكّة، وهوَ يَعتقدُ أنّه قد يموتُ مِن شِدّة العَطش لأنّه لا يُوجَد فيها ماءٌ في تِلكَ البَراري، يَعتَقد أنّه يَهلِك، هذا أيضًا متَعمّق تَعمّقا لا يُحبُّه الله، هَذا هوَ المتعَمّق الفاسد، أمّا المتعَمّقُ الذي ليسَ فيهِ مُجاوزَةُ الحَدّ المأمورِ به فهذا مَن كَرهَه يكونُ كَارهًا للدّين.
التّعَمُّق صِنفَان على وَجهَين وَجهٌ مَرغُوبٌ مَطلُوبٌ شَرعًا ووَجهٌ مَذمُومٌ شَرعًا، التّعَمُّق الذي مَرغُوبٌ فيهِ شَرعًا هَذا يُرَقّي الإنسانَ دَرجَات، يُرَقّي الدَّرجَاتِ العُلَى، يكونُ الشّخصُ مِن أولياءِ الله، والأولياءُ همُ الذينَ قهَروا أنفُسَهُم فأَدَّوُا الواجِباتِ كُلَّها كمَا أمَرَ اللهُ بإخلاصٍ للهِ تَعالى بدونِ رياءٍ وبدُونِ عُجْب ويَقهَرُونَ أَنفُسَهُم فيَمنَعُونَها عن أكلِ الحرام ومِنَ الشّهَوات المحرّمَة، يَقهَرُونَ أَنفُسَهُم ويَغلِبُونَها ويؤدّونَ الفرائضَ كمَا أمرَ اللهُ ويؤدُّون النّوافلَ بقَدْر ما لا يَضُرُّون أنفُسَهُم، هؤلاء الأولياء، الأولياءُ الله تعالى جعَلَ لهم ما ليسَ لغَيرهِم مِنَ المسلمينَ في الآخِرَة في الجنّة لهم نَعِيمٌ خَاصّ لم يرَه بشَرٌ ولا مَلَك، لا يَعلَمُه إلا الله وفي القَبر أيضًا لا ينَالُهم شَىء مِنَ النّكَد ويَوم القيامَة لا ينَالُهم شَىء مِنَ النّكَد بل ممتلؤونَ سرُورًا، هؤلاء المتَعمّقونَ التّعَمُّقَ الصّحِيح.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website