المواسم التى ينسبونها إلى الشرع وليست منه
قال العلامة الشيخ ابن الحاج المالكي المتوفى سنة 737 هجرية فى كتابه المدخل، الجزء الثاني، ص 46-48 ما نصه (فصل فى ذكر بعض مواسم أهل الكتاب فهذا بعض الكلام على المواسم التى ينسبونها إلى الشرع وليست منه وبقي الكلام على المواسم التى اعتادها أكثرهم وهم يعلمون أنها مواسم مختصة بأهل الكتاب فتشبه بعض أهل الوقت بهم فيها وشاركوهم فى تعظيمها، وليس ذلك فى العامة خصوصاً، ولكنك ترى بعض من ينتسب إلى العلم يفعل ذلك فى بيته ويعينهم عليه ويعجبه منهم ويدخل السرور على من عنده فى البيت من كبير وصغير بتوسعة النفقة والكسوة على زعمه، بل زاد بعضهم أنهم يهادون بعض أهل الكتاب فى مواسمهم ويرسلون إليهم ما يحتاجونه لمواسمهم فيستعينون بذلك على زيادة كفرهم ويرسل بعضهم الخرفان وبعضهم البطيخ الأخضر وبعضهم البلح غير ذلك مما يكون فى وقتهم وقد يجمع ذلك أكثرهم، وهذا كله مخالف للشرع الشريف).
(ومن مختصر الواضحة سئل ابن القاسم عن الركوب فى السفن التي يركب فيها النصارى لأعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخط عليهم لكفرهم الذى اجتمعوا عليه، ألا ترى أنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئاً من مصلحة عيدهم لا لحماً ولا إداماً ولا ثوباً ولايعارون دابة ولا يعانون على شئ من دينهم، لأن ذلك من التعظيم لشركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك، وهو قول مالك وغيره، لم أعلم أحداً اختلف فى ذلك). انتهى
أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي المعروف بابن الحاج أحد جهابذة الصوفية وأعلام السنة كان عالما بمذهب مالك رضي الله عنه عرف عنه الانقطاع عن الدنيا والزهد والصلاح.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website