الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
نقلَ الحافظُ اللغويُّ الفقيهُ الحنفيُّ محمدُ مرتضى الزبيديُّ في كتابه إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين عن سفيانَ الثوريِّ رضي الله عنه أنَّ الصلاةَ تصحُّ خلفَ المبتدعِ وقال المرادُ البدعةُ التي لا تُكَفِّرُ صاحبَها وإلا لم تصِح إمامَتُه.
قال ما نصه (القدوةُ بأهلِ الأهواءِ صحيحةٌ إلا الجهميةَ والقدريةَ والروافضَ الغاليةَ والخطابيةَ ومَنْ يقولُ بخلقِ القرءانِ والمشبهةَ ونحوَهم ممن تكفّرهُ بدعتُه). انتهى كلامه
ويعني بقوله ونحوَهم المرجئة فإنهم كفارٌ وهم الذين يقولون لا يضرُّ مع الإيمانِ معصيةٌ كما لا ينفعُ مع الكفرِ طاعة.
وقال الحافظُ المجتهدُ ابنُ المنذر في الأوسط (قيلَ للثوريِّ رجلٌ يكذّبُ بالقدرِ أُصلي وراءَه؟ قال لا تُقَدِّمُوه). اﻫـ
وقال النوويُّ في المجموع، باب صفةِ الأئمة، فصل إمامةَ الكافرَ في الصلاة (وَلا تَصِحُّ الصَّلاةُ خَلْفَ أَحَدٍ مِنْ الْكُفَّارِ عَلَى اخْتِلافِ أَنْوَاعِهِمْ، وَكَذَا الْمُبْتَدِعُ الَّذِي يَكْفُرُ بِبِدْعَتِهِ.
وقال في بابِ صفةِ الأئمة، فصل الصلاةِ خلفَ الفاسقِ قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ إنْ كَفَرَ بِبِدْعَةٍ لَمْ تَجُزْ الصَّلاةُ وَرَاءَهُ، وَإِلا فَتَجُوزُ وَغَيْرُهُ أَوْلَى). اهـ
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
أما المرجئةُ والقدريةُ فقد ورد فيهما حديثٌ صريحٌ يحكمُ بكفرهم وذلك قولُه صلى الله عليه وسلم (صنفانِ من أمتي ليس لهما نصيبٌ في الإسلامِ المرجئةُ والقدرية) أخرجه الحافظُ المجتهدُ محمدُ بنُ جريرٍ الطبريُ في كتابِهِ تَهْذِيْبُ الآثارِ وصَحَّحَهُ.
وقد ذكر ابن المعلم القرشي في كتاب نجم المهتدي (ص 588) ما نَصُّه: عن عَليّ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ (سَيَرجِعُ قَومٌ مِنْ هَذِهِ الأُمّةِ عِندَ اقتِرَابِ السّاعَةِ كُفّارًا، قَالَ رَجُلٌ يَا أَمِيرَ المؤمنينَ كُفرُهُم بماذَا أَبِالإحْدَاثِ أَم بِالإنْكَارِ؟ فَقالَ بل بالإنكَارِ يُنْكِرُونَ خَالِقَهُم فيَصِفُونَه بالجِسمِ والأَعضَاء).
فالقَولُ الحَقُّ تَكفِيرُ المجَسّمَةِ فقَد ثَبَتَ عن الأئمّةِ الأربَعَةِ ذلكَ أبي حَنِيفَةَ ومَالِكٍ والشّافعِيّ وأحمَد والإمامِ أبي الحَسَن الأشعَريّ والإمام أبي مَنصُورٍ الماتُرِيديّ وأَشَدُّهُم في ذلكَ مَالِكٌ فقَد رَوى عنه الإمامُ المجتَهِدُ ابنُ المنذِر أنّهُ قالَ على أنْ يُستَتابَ أهلُ الأهواءِ فإنْ تَابُوا وإلا ضُرِبَت أعنَاقُهُم، أهلُ الأهواءِ هُمُ الذينَ ابتَدَعُوا في الاعتقادِ، المعتزلةُ والمشَبّهَةُ المجَسّمَةُ والجَبريّةُ إلى ءاخِر فِرَقِهم.
قَالَ أَبُو حَامِدٍ أحدُ كبارِ أصحابِ المذهبِ الشافعي (الْمُعْتَزِلَةُ كُفَّارٌ، وقال إنَّ الإمامَ الشافعيَّ كَفَّرَ القدريةَ، كما حكاه صاحبُ البَيانِ العِمرَانِيّ اليَمنيّ).