زيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم (نقل من أحد أشهر متون السّادة المالكيّة)
هذا نقل من أحد أشهر المتون وهو للعلامة أبي محمد عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر الأنصاري المعروف بابن عاشر المالكي رحمه الله، يقول:
وسـر لقـبر المصـطـفى بـأدب *** ونية تجـب لكـل مطلب
وسـلـم عليـه ثـم زد للصـديـق *** ثـم إلى عمر نلت التوفيق
واعـلم بـان ذا المـقـام يستحـب *** فيه الدعا فلا تمل من طلب
وسـل شـفاعـة وخـتـما حسـنا *** وعجل الأوبة إذ نلت المنى
ونقول:
إنّ الأمةَ المحمديّةَ أجمعتْ على جوازِ زيارةِ قبرِهِ عليه الصلاةُ والسلام، واعتبروها قربةً إلى اللهِ وفضيلةً مُرَغَّبا فيها، وهذا الإمامُ المجتهدُ المُطْلَقُ تقيُّ الدِّينِ السُّبكيُّ ينقُلُ الإجماعَ على ذلك في كتابِ شِفاءُ السَّقام، وقد روى الطبرانيُّ والبيهقيُّ وغيرُهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال (مَنْ حَجَّ فزارَ قبري بعدَ وفاتي فكأنَّما زارَنِي في حياتي)، وروى البيهقيُّ بإسنادٍ صحيحٍ عن مالِكِ الدَّارِ وكانَ خازنَ عُمَرَ قال: أصابَ الناسَ قحطٌ في زمانِ عمرَ فجاءَ رجلٌ إلى قبرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ اسْتَسْقِ لأُمَّتِكَ (أيِ اطلُب مِنَ اللهِ أن يُنـزِلَ المطر) فإنَّهم قد هَلَكُوا (معناه قاربُوا الهلاك) فأُتيَ الرجُلُ في المنام (أي رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في منامِه) فقيل له أَقْرِئ عمَرَ السَّلامَ وأخبِرْه أنهم يُسقَونَ وقُل لهُ عليكَ الكَيْسَ الكيس (معناه اجتَهد في أمرِ الأُمّة) فأَتى الرَّجُلُ عُمَرَ فأخبَرَه، وهنا انتَبِهُوا جيِّدا إخوةَ الإيمان، فهذا الرَّجُلَ فُسِّرَ ببلالِ بنِ الحارثِ المُزَنِيِّ وهو مِنَ الصحابة، يُخبِرُ مَن؟ يخبِرُ الفاروقَ عمَرَ الذي كان معروفًا عَنهُ أنَّهُ كانَ شديدَ الإنكارِ للباطِل، أخبَرَه أنَّه ذهبَ إلى قبرِ الرسولِ عليه الصلاة والسلام وقالَ يا رسولَ اللهِ اسْتَسْقِ لأُمَّتِكَ فإنهم قد هلَكوا، وأخبَرَه (أي أخبرَ عمرَ) أنَّه رأى رسولَ اللهِ في المنام، وقالَ (لهُ أقِْرئ عمرَ السّلام، وأخبِرْه أنهم يُسْقَوْنَ، وقُل له عليك الكيس الكيس)، فبكَى عمرُ، بَكى أميرُ المؤمنينَ عمرُ الفاروق، ولم يُنْكِرْ عليه، وقال: يا رَبِّ ما ءَالُو إلا مَا عجَزْتُ، أي لا أُقصِّرُ معَ الاستِطَاعَة.
وهذا بلالٌ مُؤذِّنُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الذي سكنَ بلادَ الشامِ بعدَ وفاةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رأى في المنامِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ له (يا بلالُ ما هذهِ الجَفْوَةُ، مَضَى زمانٌ ولم نَرَكَ)، فلمَّا استيقظَ مِنْ منامِه غلَبَهُ الشَّوقُ، الشّوقُ يغلِبُ بِلالا، وكمْ مِنَ الأُمّةِ اليومَ يغلِبُهُمُ الشَّوقُ لزيارةِ قبرِ رسولِ اللهِ محمّدٍ صلى الله عليه وسلم.
وأخيرا هذا ما كتب على رُخامة قبر الإمام عبد الواحد بن عاشر رضي الله عنه (قبره بفاس بالمغرب)، هذه عقيدة المسلمين، عقيدة تنزيه الله عن مشابهة المخلوق وأنّه ليس كمثله شيء، سبحانه وتعالى، وما كُتب هو شيء من نظمه المعروف وهو يدرّس بمشارق الأرض ومغاربها.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website