الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ ورضيَ اللهُ عن أمهاتِ المؤمنينَ وألِ البيتِ الطاهرينَ وعنِ الخلفاءِ الراشدينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وعن الأئمةِ المهتدينَ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وعن الأولياءِ و الصالحينَ.
في لُغَةِ الْعَرَبِ حَرْفٌ وَاحِدٌ قَدْ يُغَيِّرُ الْمَعْنَى، مَعْلُومٌ أَنَّ الْمَلائِكَةَ لا يَتَشَكَّلُونَ بِأَشْكَالِ النِّسَاءِ، يَتَشَكَّلُونَ بِأَشْكَالِ الرِّجَالِ جَمِيلِي الْصُّورَةِ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ مِنْ غَيْرِ ءالَةِ الذُّكُورِيَّةِ، كَمَا كَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ يَأْتِي إِلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، كَانَ في كَثيرٍ مِنَ الأَحْيَانِ يَأْتِي عَلَى هَيْئَةِ صَحَابِيٍ اسْمُهُ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ، وَقَدْ وَرَدَ في الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا سَيِّدُنَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَاهُ وَمَعَهُ صُوُرَةُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، لَمْ يَأْتِهِ مُتَشَكِّلاً في صُوُرَةِ عَائِشَةَ، لا، بَلِ اللهُ تعالى خَلَقَ مِثَالاً لَهَا، صُورَةً لِعَائِشَةَ في قِمَاشَةٍ، فَأَتَى بِهِ إِلى الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَأَرَاهُ لِلرَّسُولِ، هَذَا وَرَدَ في الْحَدِيثِ الْصَّحِيحِ.
فَالْشَّخْصُ الْجَاهِلُ بِعِلْمِ الْدِّينِ، الَّذِي لَمْ يَتَعَلَّمِ الْقَوَاعِدَ، لَمْ يَتَعَلَّمْ أَنَّ الْمَلائِكَةَ لا يَتَشَكَّلُونَ بِصُوَرِ الإِنَاثٍ، إِذَا طَالَعَ كِتَابًا وَصَارَ يُفَسِّرُ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ، وَمَرَّ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي فيه (أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى الرَّسُولَ بِصُوُرَةِ عَائِشَةَ)، قَدْ يَعْتَقِدُ عَقِيدَةً فَاسِدَةً، عَقِيدَةً مُعَارِضَةً لِلْقُرْءانِ، فَيَظُنُّ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ جَاءَ مُتَشَكِّلاً في صُورَةِ عَائِشَةَ، وَالْعِيَاذُ بِاللهِ تعالى، فَيَكُونُ كَذَّبَ الشَّرِيعَةَ.
حَرْفٌ وَاحِدٌ قَدْ يُغَيِّرُ الْمَعْنَى، الَّذِي وَرَدَ في الْحَديث (بِصُورَةِ) وَلَيْسَ (في صُورَةِ)، فَرْقٌ بَيْنَ أَنْ تَقُولَ أَتى بِصُورَةِ كَذَا، وَبَيْنَ أَنْ تَقُولَ أَتى في صُوُرَةِ كَذَا، لَكِنْ مَنْ كَانَ جَاهِلاً بِعِلْمِ الْدِّينِ، لا يُمَيِّزُ بَيْنَ هَذَا وَذَاكَ، فَيُهْلِكُ نَفْسَهُ وَغَيْرَهُ وَهُوَ لا يَدْرِي.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website