قال الفقيه المفسر ابن عطية الأندلسي المالكي في كتابه المحرر الوجيز أن من سمى الله أب كفر ولا يقبل له تأويلا.
فقد أخرج البيهقي عن ابن عباسٍ أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا (يا محمد صف لنا ربك الذي تعبده) وكان سؤالهم تعنتاً لا حباً للعلم واسترشاداً به، فنزل قوله تعالى (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَد) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم (هذه صفة ربي عز وجل).
ومعنى (الأحد) أي الذي لا يقبل الإنقسام والتعدد والكثرة وليس له شريك في الذات أو الصفات أو الأفعال فليس لأحد صفة كصفاته ولا فعل كفعله وذاته لا يشبه الذوات المخلوقة.
ومعنى (الله الصمد) أي الذي تفتقر إليه جميع المخلوقات مع استغنائه عن كل موجود والذي يقصد عند الشدة بجميع أنواعها ولا يجتلب بخلقه نفعاً لنفسه ولا يدفع بهم عن نفسه ضراً.
ومعنى (لم يلد ولم يولد) نفي للمادية والإنحلال وهو أن ينحل منه شىء أو أن يحل هو في شىء، وأما ما ورد في كتاب مولد العروس من أن الله تعالى قبض قبضة من نور وجهه فقال لها كوني محمداً فكانت محمداً، فهذه من الأباطيل المدسوسة وحكم من يعتقد أن محمداً صلى الله عليه وسلم جزءٌ من الله تعالى التكفير قطعاً وليس هذا الكتاب لإبن الجوزي رحمه الله بل هو مكذوب عليه نسبه إليه المستشرق بروكلمان.
ومعنى قوله تعالى (ولم يكن له كفواً أحد) أي لا شبيه لله بوجهٍ من الوجوه.
تنبيه:
الشّخصُ الذي وقعَ في الكُفرِ كأنْ شَتَمَ اللهَ أو أحدَ الأنبياءِ أو الإسلامَ أو القرءانَ أو شكّ في وجودِ اللهِ أو اعتقدَ أنّ اللهَ جِسمٌ أو ضوءٌ أو روحٌ أو أنّه يسكُنُ الأماكن، إنّما يكون رجُوعُه إلى الإسلامِ بالإِقلاعِ عَمّا وَقَعَ بهِ من الكفر وبالنُّطْقِ بالشَّهادتَيْن، فالنُّطقُ بالشَّهادَتَينِ هوَ مُفتاحُ الدُّخول بالإسلامِ.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website