الله لا يتوجّب عليه أمر ولا نهي لأنه تعالى هو الخالق وهو الآمر الناهي الذي لا آمر ولا ناهي له، ليس عليه محكومية ﻷحد، الله لا يجب عليه أن يفعل ما هو الأصلح للعبد، ولكن يفعل الله ما لا يخلو من حكمة لأن الله تعالى حكيم عليم لا يخلق شيئا عبثاً.
قال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق البخاري الكلاباذي (ت 380 للهجرة) في كتابه التعرف على مذهب أهل التصوف:
وأجمعوا (أي صوفية أهل السنة والجماعة) على أن الله تعالى يفعل بعباده ما يشاء ويحكم فيهم بما يريد، كان ذلك أصلح لهم أو لم يكن، لأن الخلق خلقه والأمر أمره (لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون) (الأنبياء 23)، ولولا ذلك لم يكن بين العبد والربّ فرق.
وقال الله تعالى (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً) (آل عمران 178)، وقال تعالى (إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون) (التوبة 55)، وقال تعالى (أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم) (المائدة 41).
قال القرطبي: قوله تعالى (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم) الإملاء طول العمر ورغد العيش، والمعنى لا يحسبن هؤلاء الذين يخوّفون المسلمين (أي من الكفار) فإن الله قادر على إهلاكهم، وإنما يطول أعمارهم ليعملوا بالمعاصي، لا لأنه خير لهم. ومن الأدلة على أن الله خالق كل شيء ولا يجب عليه الأصلح للعباد قوله تعالى (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (البقرة 253) وقوله تعالى (إن الله يحكم ما يريد).
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website