يُعتبر قصر دولمة باهتشة أو كما يطلق عليه دولمة بهجة، أحد أبرز معالم مدينة إسطنبول التركيّة، التي تحتوي على الكثير من المعالم الأثرية.
دولمة باهتشة مقرٌّ رئيسي لإقامة السلاطين العثمانيين
يقع القصر الشهير في منطقة بشكتاش على الساحل الأوروبي من مضيق البوسفور، كان بمثابة مقر رئيسي لإقامة السلاطين العثمانيين منذ عام 1856 وحتى 1922، بعد أنّ كان المقر الرئيسي لإقامتهم هو قصر توب كابي الذي يبعد عن دولمة باهتشة بضعة كيلومترات.
كان يعيش السلطان عبد المجيد في قصر توب كابي الذي كان يفتقر لمظاهر الترف، مقارنةً بقصور أوروبا، فضاق به ذرعاً وقرر بناء قصر خاص به يصل القارتين الأوربية والآسيوية، ويتحدث عن مظاهر ترفه للعالم أجمع وتحديداً لينافس به قصر فرساي في فرنسا. أما إذا أردنا العودة إلى الوراء قليلاً، أي قبل أن يقوم السلطان عبد المجيد ببنائه، فقد كان هذا المكان عبارة عن حديقة إمبراطورية من فترة السلطان أحمد الأول عام 1614.
وفي وقت لاحق، في عام 1719، بنى السلطان عثمان الثاني قصراً خشبياً صغيراً داخل الحديقة.
ومن ثمّ قام السلطان أحمد الثالث والسلطان عبد الحميد الأول بتزيين القصر بالبلاط الصيني الجميل، قبل أن يهدم السلطان محمود الثاني هذا القصر ويشيد قصراً خشبياً أكبر حتى جاء ابنه السلطان عبد المجيد ليشيد القصر الحالي.
أما أصل تسميته فهما كلمتان تركيتان الأولى، دولمة وهي صفة مما معناه ردم الحجارة، والثانية هي باهتشة التي تعني حديقة أو بستاناً، ليصبح معنى اسم القصر هو “الحديقة المردومة”، وقد سمي بهذا الاسم بسبب أنّ الأرض التي بُني عليها تمّ ردمها على شاطئ مضيق البوسفور قبل بدء البناء.
بُني القصر العثماني في العام 1843 بأمرٍ من السلطان عبد المجيد الأول.
أشياء غريبة حصلت في قصر دولمة باهتشة!
على الرغم من أن القصر انتهك ميزانية الدولة الإمبراطورية بشدّة في السنوات الأخيرة من فترة العثمانيين، فإنّ حياة قصر دولما باهتشا كقصر إمبراطوري لم تدم طويلاً.في عام 1876، عندما خلف السلطان عبد الحميد ابن السلطان عبد المجيد عمه عبد العزيز، كان يعاني من جنون العظمة الأميري، وكان خائفاً بشكل رهيب من هجوم بحري تشنه السفن الحربية الأجنبية على قصر دولما بهجة، بسبب موقعه على شاطئ البوسفور.
وبعد نقل مقر الإمبراطورية إلى قصر يلدز، ظل قصر دولما بهجة مقراً رسمياً للضيوف المتميزين ولزيارة السياح فقط.
مواصفات قصر دولمة باهتشة
يتميز قصر دولمة باهتشة بمظهر أوروبي، وقد كثر في بنائه استخدام الرخام والكريستال.
فعند الدخول من بوابة القصر، ستجد أولاً حديقة كبيرة تتوسطها نافورة من الماء ذي اللون التركوازي.
أما البناء ذاته فيتكون من 3 أقسام، وهي:
– قسم السلام أو السلاملك.
– قسم المعايدة.
– قسم النساء أو الحرملك.
هذه الأقسام جميعها تضم 285 غرفة، منها 43 صالوناً و6 حمامات تركية، إضافة إلى 43 مرحاضاً صُممت من خلال استخدام 14 طناً من الذهب و60 طناً من الفضة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
أما أكثر ما يميِّز القصر أنه يحتوي على ثريا من الكريستال تحتوي على 850 شمعة وتزن 5.4 طن. فيما زينت الصالونات بلوحات من فنانين عالميين، أما الأرضية فمفروشة بسجاد مرصع بخيوط الذهب، كما تمت تغطية أسقف القصر، بالذهب والزجاج.
في حين أنّ أكبر القاعات في القصر ما تسمى قاعة “العرش” التي تتسع لنحو 4 آلاف شخص، وهي مطلة مباشرة على مضيق البوسفور في حين أن َّ برج الساعة هو إحدى الوحدات الداخلية للقصر وقد شُيد في مدخل يقع بين بوابة السلطنة وجامع الوالدة سلطان (السلطانة بزمِ عالم).
يذكر أنّ القصر يفتح أبوابه للسياح من الساعة 9 صباحاً إلى الساعة 4 مساءً عدا يومي الإثنين والخميس، أما تكلفة الدخول فهي 28 دولاراً تقريباً، فيما يتم الدخول إليه على شكل مجموعات برفقة مرشد سياحي، وتستغرق هذه الجولة من ساعتين إلى ثلاث ساعات.