أخرجوا ابن تيمية وتراثه من بلادكم تَأمنوا! أبيدوا سموم محمد بن عبد الوهاب تسلموا! اقتلعوا جذور السَّلفيَّة الوهابية بالسِّلم تنعموا!
يومًا بعد يوم يتأكد أن من أخطر ما يهدد سلامة الأوطان هو بقاء ينابيع التكفير والتطرف والإرهاب دون تجفيف؛ بحيث مازالت كتب كل من ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، وسيِّد قطب وغيرها من الكتب ذات الصبغة التكفيرية والتشبيهية تتداول في أوساط المجتمع العربي، على ما تحمله من سموم في باطنها، من تكفير وتطرف.
ويمكن اعتبار التكفير مصدرا أساسيا لثقافة الكراهية التي تعصف بعدد من معتنقي الدين الوهابي وتحول دون انفتاحهم على الحياة، وبالضرورة على الآخرين و حقيقة عقيدة الإسلام والمسلمين
يبدو الأمر جليا مع السَّلفية الوهابية/الجهادية والتي تركز على (الأنا السلفي) وتقذف كل مختلف بالكفر، بهدف إثبات أنها الحق الذي لا مراء فيه وأن عقيدة التكفير و التجسيم (أي اعتقاد أن الله جسم قاعد في السماء)، وأنها الفرقة الموعودة بالجنة وما عداها ففي الدرك الأسفل من النار. وبالعودة إلى المصادر الأولى لظاهرة التكفير في المجتمعات المسلمة، سنجد أنها ضاربة في أعماق التاريخ الإسلامي، وسمة مميزة لأغلب الفرق الإسلامية البارزة، إلا أن السلفية تبنتها بشكل ملفت للنظر بداية مع ما عرف بالحركة التصحيحية أو في ما بعد بالصحوة و هي متمحورة حول شخصيتين أساسيتين وهما ابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب.
مع توالي السنوات، تضاعفت كمية التكفير والتفسيق والتقتيل والتنكيل باسم المقدسات، بل ذهبوا بعيدًا إلى تحقير الكثير من المقدسات عند اهل السنة والجماعة, إلى أن بلغت مداها على عهد أحمد بن تيمية صاحب كتاب (مجموع الفتاوى)، والذي يعتبر الإمام الأول لحركات الوهابية السلفية، ويتخذ كقدوة من قبل تلك التنظيمات الإسلاموية والتي تنتسب زورًا إلى الإسلام. ولعل من يتتبع تراث ابن تيمية، سيصدم بكمية التكفير والتجسيم المودعة داخل كتبه، وسيجد أن عبارة “وإلا فإنه يقتل”، تكررت في كتب ابن تيمية 428 مرة منها 200 مرة في كتابه “مجموع فتاوى ابن تيمية”. المصيبة أن كثير من هذه المكفرات لا تتصل بأي سلوك يدعي إلى القتل أو حتى إلى التكفير
إلى جانب ابن تيمية، يتربع محمد بن عبد الوهاب صاحب “الدعوة النجدية/الوهابية”، قرة أعين الوهابيين أو ما يُعرف بالسلفيين، وأحد الأقطاب المؤثرة في المشهد الوهابي. منذ قدوم محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية قادما إليها من حريملاء، اعتبر أن الإسلام بعث معه من جديد، وأن جميع من في الأرض كفار مشركون لا يدينون بدين الحق، فعقد مع محمد بن سعود “ميثاق نجد”، والذي من خلاله تولى بن سعود القيادة السياسية والعسكرية، فيما تولى بن عبد الوهاب الزعامة الدينية العقدية؛ ومن ثم أعلن عن شعاره الشهير “الدم الدم والهدم الهدم”.
من هنا، لا يستغرب المرء إذا ما لاحظ أن وثيقة “نواقض الإسلام العشرة” لابن عبد الوهاب، تلصقها داعش في سياراتها وجدران بناياتها على سبيل الدعاية العقدية والحشد الديني، والنفير إلى دولة الخلافة التي يزعمونها.
مع هؤلاء، ينضاف إلى اللائحة سيد قطب، والذي وإن كان لا يعتبر من السلفية، بحكم ارتباطه نوعا ما بتنظيم الإخوان المسلمين، أو على الأقل التعاطف معهم ومقاسمتهم التفكير ذاته، نجد أن هذا الشخص محمل بأفكار الغلو في تكفير الدولة والمجتمع؛ ففي زمن عبد الناصر أطلق العنان لفكره التكفيري لدرجة أنه وصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية، وكَفَّر كل من عل وجه البسيطة. ويظل سيد قطب، إلى جانب المذكورين أعلاه، سلاحا خطيرا اعتمد عليه التكفيريون الوهابيون أو الإخونج.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
للأسف، ما يزال هؤلاء يتجولون بين ظهرانينا طلقاء يحشون بتراثهم عقول ضعاف العقول بترهات قد عفا عنها الزمان ودرس، والنتيجة ما نراه اليوم بأم أعيننا من ارتكاب لجرائم شنعاء تندى لها الجباه، وتدمع لها الأعين… ويروح ضحيتها الأبرياء..