عاش على هذه الأرض حضارات كثيرة، ومرّ عليها ممالك ودول عديدة ، منها ما خلدته صحف التاريخ وأعطتها حقها وأنصفتها، ومنها من لم تأخذ الضوء الكافي لتنال حصتها بين هذه الحضارات والممالك، وها نحن هنا نسلط الضوء على مملكة “القبجاق” والتي تُعرف أيضُا بإسم “القبيلة الذهبية”.
وفيما نقله الرمزي في كتابه “تلفيق الأخبار وتلقيح الآثار في وقائع قزان وبلغار وملوك التتار” عن الرحالة والمؤرخ ابن عربشاه في وصف الدشت: وكانت دشت القبجاق والبركة بلادًا بالثمار خاصة وبأنواع المواشي وقبائل الأتراك عامة محفوظة الأطراف، معمورة الأكناف فسيحة الأرجاء فسيحة الماء والهواء، أفصح الأتراك لهجة، وأكملهم بهجة، نساؤهم شموس ورجالهم بدور، وأما إضافتها إلى بركة فلكونها أول من أسلم منهم، وأما إضافتها إلى أوزبك فلكونها أشهر ملوكها أشدهم سطوة وأكثرهم اختلاطًا بالملوك المصرية”.
إسلام القبجاق
يعتبر الخان المغولي بركة الذي كان قائدًا للقبيلة الذهبية عام 1256-1267م، خان فريدًا من نوعه في تاريخ أسرة جنكيز خان بتشرفه، وذلك بأنه وبإجماع المؤرخين أول قائد مغولي يعتنق الإسلام من الأسرة، إلا أنه اختلف في تاريخ إسلامه.
يشير الرمزي إلى إسلامه ويشبهه بأنه منقذ الإسلام في تلك البلاد وغيرها في عهده بقوله: “وقد أسلم بركة خان هذا وقد حسن إسلامه وجعله الله سببا لبقاء، رمق الإسلام وانتعاشه بعد أن شارف على الانعدام”.
اختلاف المؤرخين يتمثل في كيفية إسلامه وسببه وتاريخه، فيرى البعض أنه أسلم قبل توليه العرش، وبضعهم يرى أن إسلام بركة كان قبل ذلك بسنوات وذلك عند ذكره لأحداث سنة 644هـ أثناء قدوم رسولان من التتار إلى بغداد كان أحدهما بركة، أسلم زمن سلطنة أخيه باطو.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website