عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله من أكرم النّاس؟ قال: أتقاهم» . فقالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: «فيوسف نبيّ الله، ابن نبيّ الله، ابن نبيّ الله، ابن خليل الله» . قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: «فعن معادن العرب تسألون؟ خيارهم في الجاهليّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» ا
[بعض فوائد الحديث:]
[الفائدة الأولى:]
[أولا: وفاؤه بثنائه على الأنبياء:]
أ- ثناؤه على يوسف عليه السّلام حيث إنه لما سئل عن أكرم الناس، ذكر يوسف عليه السّلام من حيث كونه نبيّا ابن نبي ابن نبي ابن نبي، فهو يوسف بن إسحاق بن يعقوب ابن إبراهيم، عليهم جميعا الصلاة والسلام.
ويتفرع عليه: أن نبي الله يوسف عليه السّلام هو أفضل الناس على الإطلاق نسبا، من حيث اجتمع له شرف الأب والجد وجد الجد، ولو اجتمع لأحد غيره مثل هذا الشرف لذكره النبي صلى الله عليه وسلم خاصة أنه ذكر لفظ (أكرم) بصيغة أفعل التفضيل. وفي الحديث أيضا إثبات نبوة يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم- عليهم جميعا الصلاة والسلام..
ب- ثناؤه صلى الله عليه وسلم على النبي الكريم، إبراهيم عليه الصلاة والسلام حيث أثبت له الخلة، بقوله «ابن خليل الله» ، وقد ثبتت هذه الخلة له في كتاب الله العزيز بقوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا (125) [النساء: 125] .
ويؤخذ منه عظيم قدر إبراهيم، عليه الصلاة والسلام حيث إنه اتصف بصفة، وهي الخلة، لم يشاركه فيها أحد إلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرت من قبل أن إبراهيم، عليه الصلاة والسلام هو النبي الوحيد الذي تتنازع فيه كل أمة لإثبات انتسابها إليه، ولقد رد الله عليهم بقوله: ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) [آل عمران: 67] وبذلك تكون الأمة الوحيدة الآن المنتسبة بحق إلى إبراهيم عليه السّلام هي أمة الإسلام، قال تعالى: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) [آل عمران: 68]
ج- طهارة ونقاء قلبه صلى الله عليه وسلم وأنه ليس فيه أدنى أدنى حقد ولا حسد ولا غل، لإخوانه من الأنبياء عليهم جميعا الصلاة والسلام، ودليله أنه كان صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكرهم، ويعدد محاسنهم وماثرهم ليحبب الناس فيهم، بل ويمدحهم بما يظن السامع أنهم جميعا أفضل منه مكانة وأشد قربا إلى الله، فهو صلى الله عليه وسلم يقول عن يوسف: إنه أكرم الناس كما في حديث الباب، من حيث شرف النسب، وسيأتي- إن شاء الله- فائدة مستقلة لبعض نماذج الثناء على الأنبياء، فلم يكن صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الأنبياء على أنهم منافسون له عند ربه أو عند الناس، بل المتتبع لسيرته العطرة صلى الله عليه وسلم يتأكد أنه كان يريد أن يجعل الناس يتعبدون إلى الله- سبحانه وتعالى- بحب الأنبياء وتعظيم شأنهم، وكان ينظر إلى الأنبياء جميعا بما فيهم هو صلى الله عليه وسلم بالعقد الواحد والبناء الجميل الذي لا يكمل جماله إلا باكتمال جميع لبناته، واللبنة لا يمكن أن تقوم بمفردها، بل هي في أشد الحاجة إلى غيرها ليشد عقدها ويقوي دعامتها. وهذا من أعظم دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم وأكبر دليل على أن الله- سبحانه وتعالى- قد نزع من قلبه حظ الشيطان، وأن قلبه قد غسل قبل وبعد البعثة، ليكون قلبا طاهرا زكيا، مبرآ من كل ما يعيب المرء من الأدناس والأنجاس بل فيما هو أقل من ذلك بكثير، فإذا كنا نثني على من طهّر قلبه من الحسد والغل، فماذا نقول عمن حرص كل الحرص أن يحبب الناس في غيره ويظهرهم أنهم أفضل منه، والصحيح أنه صلى الله عليه وسلم الأفضل منهم منزلة، وهذا الإيضاح وتلك الفائدة هما المقصود الأول من إيراد هذا الباب.
د- ارتباط علمه صلى الله عليه وسلم بايات الذكر الحكيم حيث إنه لما سئل عن أكرم الناس ذكر صلى الله عليه وسلم أن أكرم الناس هو أتقاهم، مصداقا لقوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ [الحجرات: من الآية 13] ، كما أنه صلى الله عليه وسلم لما ذكر أكرم الناس من حيث المعدن اشترط تحصيل الفقه، وهو العلم في الدين، حتى يكون العبد من أكرم الناس منزلة، قال صلى الله عليه وسلم «خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» «1» ، يصدقه قوله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ [المجادلة: من الآية 11]
وقال تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران: 18] ، فقد قرن الله شهادته وشهادة ملائكته، بشهادة أولي العلم، يدل ذلك على أنهم أعدل الناس وأكرمهم عند الله.
وقد ذكر ابن حجر في الفتح أن المقصود بخيار الناس في الجاهلية هو من اتصف بالخصال المحمودة من ملائمة الطبع، وأن الشرف في الإسلام يكون بالخصال المحمودة شرعا.
ويتفرع على ذلك: علمنا بعظيم قدر التفقه في الدين حيث اشترط النبي صلى الله عليه وسلم وجوده فيمن اتصف بالخصال المحمودة ليكون من أكمل الناس، وإذا كان صاحب الفقه في الدين محمودا، فإن صاحب الجهل في الدين مذموم، خاصة إذا كان عنده قدرة من ناحية العقل والوقت، على تحصيل العلم الشرعي ثم تقاعس أو انشغل عنه بما هو أدنى منه.
د- فصاحته ورجاحة عقله صلى الله عليه وسلم في تقسيم الناس: حيث إن الصحابة لما سألوه عن أكرم الناس، وكان سؤالا واسعا، يحتمل عدة معان، قسّم هو الناس، وبنى تقسيمه صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أمور، بدأ فيها بالأعظم، ثم الأهم، ثم المهم، فلما كانت تقوى الله والخوف منه هي أعظم الأمور- لأنها الباعث لكل خير، والرادع عن كل شر- بدأ صلى الله عليه وسلم بها دون غيرها، وقد تحققت ثلاث حكم بالبدء بالتقوى وهي:
أ-أ- إثبات أن الأنبياء عليهم جميعا الصلاة والسلام، هم أكرم الناس على الإطلاق ولا ينازعهم في ذلك أحد، لأنهم أتقى الناس لله- عز وجل- ولو بدأ بيوسف مثلا لضاعت تلك الحكمة.
أ-ب- إثبات أن ما يكتسبه الإنسان مقدم على ما لا دخل له فيه، والذي هو منحة خالصة من الله- سبحانه وتعالى- لذلك قدم صلى الله عليه وسلم التقوى على شرف النسب، وهذا منتهى العدل الرباني.
ج- إثبات ما أثبته القرآن، أن أعظم مظاهر التفاضل بين الناس إنما يكون بتقوى الله، وقد مر قريبا.
ثم ثنى النبي صلى الله عليه وسلم بالنسب الشريف الطاهر، والذي هو منحة خالصة من الله- تبارك وتعالى- وهي للنبي يوسف عليه السّلام، ثم اختتم بعموم الناس الذين لهم فضل في الجاهلية باتباع العادات المحمودة وفضل في الإسلام باتباع المأمور شرعا مع الفقه في الدين.
قال ابن حجر: (الجواب الأول من جهة الشرف بالأعمال الصالحة، والثاني من جهة الشرف بالنسب الصالح) .
كما أن من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم أن شبّه أصول الناس بالمعادن، قال ابن حجر، في الفتح، (شبههم بالمعادن لكونهم أوعية الشرف كما أن المعادن أوعية للجواهر) .
[الفائدة الثانية:]
أصّل النبيّ صلى الله عليه وسلم قاعدة عظيمة في التفاخر بالنسب، وهو أن يكون النسب المتفاخر به نسبا صالحا، فالصلاح هو المعتبر الوحيد للنسب السليل الذي يتشرف الإنسان بذكره، وغيره ليس محلّا للذكر ولا التفاخر حيث إنه صلى الله عليه وسلم لما ذكر أن يوسف هو أكرم الناس ذكر الحيثية وهي أنه نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي، فعلم أن مبعث إكرام الله- سبحانه وتعالى- ليوسف عليه السّلام هو اختصاصه بالنسب الصالح ولو كان هناك أساس آخر للتفاضل بين أنساب الناس لعلّمه لنا النبي صلى الله عليه وسلم. ويتفرع عليه: خطأ من يتفاخر بالنسب غير الصالح، ولو كان نسبا ينظر إليه الناس أنه شريف، لمال أصحابه أو مناصبهم أو قوة نفوذهم أو قربهم للحكام، فكل ذلك غير معتبر شرعا.
الفائدة الثّالثة
وأختم بها الباب، وهي ذكر بعض الأحاديث التي تذكر جميل ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على إخوانه من الأنبياء ووفائه لهم، مع ذكر شيء يسير من الفوائد عقب كل حديث حتى لا يطول المقال.
ا- وفاؤه لأخيه سليمان، فعن أبي الدّرداء قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: أعوذ بالله منك، ثمّ قال: ألعنك بلعنة الله، ثلاثا» وبسط يده كأنّه يتناول شيئا، فلمّا فرغ من الصّلاة قلنا: يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصّلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك! قال: «إنّ عدوّ الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرّات، ثمّ قلت: ألعنك بلعنة الله التّامّة، فلم يستأخر، ثلاث مرّات، ثمّ أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة» «3» .
وفي الحديث
أ- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يود أن يوثق الشيطان الذي تفلت عليه (أي تعرض له في صلاته) في إحدى سواري المسجد ليلعب به الولدان، بعد أن مكنه الله- تعالى- منه حيث قال: «والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة» ، ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يفعل، تحقيقا لرغبة أخيه سليمان عليه السّلام بأن يكون له ملك لا ينافسه فيه أحد من العالمين بعده، قال تعالى، ذاكرا دعوة سليمان عليه السّلام قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) [ص: 35] . مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لو ربط الشيطان، لأضيف هذا إلى شمائله، معجزة عظيمة وهي تسخير الجن، ولكنه صلى الله عليه وسلم آثر أخيه سليمان على نفسه.
حيث قال: «والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة» ، ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يفعل، تحقيقا لرغبة أخيه سليمان عليه السّلام بأن يكون له ملك لا ينافسه فيه أحد من العالمين بعده، قال تعالى، ذاكرا دعوة سليمان عليه السّلام قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) [ص: 35] . مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لو ربط الشيطان، لأضيف هذا إلى شمائله، معجزة عظيمة وهي تسخير الجن، ولكنه صلى الله عليه وسلم آثر أخيه سليمان على نفسه.
ب- أن الله- عز وجل- قد أجاب دعوة النبي سليمان، عليه الصلاة والسلام، في منحه ملكا لا يكون مثله لغيره، ودليل أن الدعوة قد استجيبت، أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرض أن يكون له مثل ما كان لسليمان من تسخير الجن، وما كان ذلك إلا لعلمه صلى الله عليه وسلم أن سليمان ما زال يتفرد بمثل هذا الملك، وإلا ما امتنع النبي صلى الله عليه وسلم أن يشاركه فيه.
ج- شجاعته وثباته صلى الله عليه وسلم حيث لم يتحرك من مكانه، لما جاءه إبليس بشهاب من نار ليجعله في وجهه، وما زاد عن قوله: «أعوذ بالله منك» ، وقوله: «ألعنك بلعنة الله التامة» ، قالها ثلاث مرات، كما أن فيه حسن ثقته بالله- عز وجل- وأنه كافيه، ولن يمكّن الشيطان من إيذائه أو التسلط عليه، ولولا ثقته بالله، ما استعاذ صلى الله عليه وسلم به.
2- حسن ثنائه صلى الله عليه وسلم على أخيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فقد روى مسلم في صحيحه، عن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا خير البريّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك إبراهيم عليه السّلام» «1» .
وهذا من عظيم تواضعه صلى الله عليه وسلم مع ما فيه من حسن الوفاء والثناء، قال النووي: (قال العلماء: قال صلى الله عليه وسلم هذا تواضعا واحتراما لإبراهيم عليه السّلام لخلته وأبوّته، وإلا فنبينا صلى الله عليه وسلم أفضل؛ لقوله: «أنا سيد ولد آدم» ، ولم يقصد به الافتخار، ولا التطاول على من تقدمه بل قاله بيانا لما أمر ببيانه وتبليغه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «ولا فخر» . لينفي ما قد يتطرق إلى بعض الأفهام السخيفة، وقيل: يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قال: إبراهيم خير البرية قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم، وقيل: إنه أراد خير البرية في عصره، ولكنه صلى الله عليه وسلم أطلق العبارة الموهمة للعموم لأنه أبلغ في التواضع)
3- كما أثنى صلى الله عليه وسلم على أخيه داود عليه السّلام أبلغ الثناء حيث أثبت أن صلاة وقيام داود كانت هي الأحب إلى الله- سبحانه وتعالى- روى البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «أحبّ الصّلاة إلى الله صلاة داود عليه السّلام وأحبّ الصّيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف اللّيل ويقوم ثلثه وينام سدسه، ويصوم يوما ويفطر يوما» «1» .
وموطن الثناء أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين أن أحدا لا يستطيع أن يتقرب إلى الله بصلاة أو صيام أفضل صورة مما كان يتقرب به نبي الله داود عليه السّلام أما موطن تواضعه صلى الله عليه وسلم في الحديث، فهو أنه حكم على نفسه أنه إذا أراد أن يتقرب إلى الله- سبحانه وتعالى- بأفضل الصيام والقيام، فعليه أن يقتدي بأخيه داود عليه السّلام أفضل الناس قياما وصياما، فلو فرض أن رجلا صام الدهر كله فلم يفطر يوما، إلا لعذر شرعي، ما عبد الله بالأفضل من صيام داود عليه السلام.
فائدة: أعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم ما صام صيام داود عليه السّلام وهو صيام يوم وإفطار يوم، مع أنه أتقى الخلق إلى الله- عز وجل- حتى لا يشق على أمته ويحرجهم وحتى لا يجعلها سنة فيهم، كصيام الاثنين والخميس، ولكنه صلى الله عليه وسلم علّمنا كيف نحوز أجر صيام الدهر كله، روى مسلم في صحيحه، عن أبي أيّوب الأنصاري رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثمّ أتبعه ستّا من شوّال كان كصيام الدّهر» «2» .
الفائدة الرّابعة
يجب أن نتعلم أن نثني على كل من هو أهل للثناء والذكر الحسن، ولو كان ينافسنا في شيء (دين أو دنيا) وأن نوطن أنفسنا على هذا الخلق النبوي الرفيع، وأن نعاند قلوبنا وعقولنا إذا وجدنا فيهما غضاضة من ذلك، فإن لم نستطع فلنعلم أن في قلوبنا شيئا، وعندئذ فلا أقل من ألانذمهم ونغمزهم ونلمزهم، وهذا أضعف الإيمان.
وأختم فأقول: هذا طرف من ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على إخوانه الأنبياء- عليهم جميعا الصلاة والسلام-، وغيره كثير.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website