في ظل الأحداث المصيرية التي تمر بها المنطقة العربية وتركيا، وخصوصا التطورات الأخيرة في القدس وقطاع غزة، نجد أهمية كبيرة لتسليط الضوء على الحركات اليهودية التاريخية المشاركة في تأسيس دولة الاحتلال ودورها أيضا في تقسيم وتدمير العالم الإسلامي ومن هذه المجموعات “يهود الدونمة” وما قاموا به من اختراقات مهمة أدت بشكل أساسي لسقوط الخلافة العثمانية.
لقد كان ليهود الدونمة أثر بالغ في تقويض دعائم دولة الخلافة العثمانية ، حيث ساهم يهود الدونمة في الانقلاب الذي قام به الاتحاديون ( جماعة الاتحاد والترقي ) عام 1909.
يهود الدونمة في الدولة العثمانية
يهود الدونمة في اللغة التركية تعني طائفة من اليهود الذين أسلموا في الظاهر وظلوا في باطنهم على ولائهم ليهوديتهم .
لقد قَدِم اليهود إلى دولة الخلافة العثمانية عندما كانت في أوج عظمتها وقوتها ، حيث استقبلت الأخيرة اليهود الذين طردوا من أسبانيا ( الأندلس ) على يد الملك الإسباني ( فرديناند وزوجه إيزابيل )، وكان ذلك بعد سقوط الأندلس 1492 . لقد اتى اليهود للعثمانيين وأكرموا وذلك عندما أوصى السلطان (بايزيد الثاني) موظفيه بالإحسان إليهم ورعايتهم.
لقد منحت الإمبراطورية العثمانية ليهود الدونمة إقطاعيات في ( سالونيك ) باليونان التي كانت تابعة للإمبراطورية العثمانية آنذاك ، وعاش اليهود في كنف الإمبراطورية كغيرهم من الملل والنحل والأعراق وفي ظل الأمن والأمان والاستقرار ، تقلدوا أرفع المناصب والمراتب كغيرهم من رعايا الدولة .
بداية المؤامرة
غير أن يهود الدونمة وبعد أن بدأ الضعف يدب في جسد الإمبراطورية ، أخذوا يتآمرون عليها بالتنسيق مع الغرب المتمثل بفرنسا وبريطانيا إضافة إلى باقي يهود العالم لتقطيع أوصالها وهدم الخلافة الإسلامية ، إلا أن السلطان عبد الحميد الثاني الذي حكم 33 عاماً من 1876- 1909 كان العقبة الرئيسية في وجه أطماعهم ورفض كافة عروضهم وإغراءاتهم له بالمال لسداد ديون الإمبراطورية مقابل منحهم فلسطين لإقامة وطنهم القومي فيها.
لذا أنشئوا جمعية (تركيا الفتاة) التي أخذت على عاتقها مسؤولية الدعوة للعلمانية والقومية وبدأ دورها يكبر ويتعاظم بعد انضمام أعداد كبيرة من الجيش إليها ليؤسسوا ما يعرف بحزب ( الاتحاد والترقي ) وهو الجناح العسكري لجمعية ( تركيا الفتاة ).
نجاح المخطط
وفي عام 1909 قاد يهود الدونمة انقلابا على السلطان عبد الحميد الثاني وتمكنوا من خلعه وعينوا بدلاً منه ( محمد رشاد) الملقب ( بمحمد الخامس ) الذي كان ضعيفاً بحيث لا يقوى على مواجهة الاتحاديين ليكونوا هم الحكام الفعليون للبلاد.
وبعدما تخلص الاتحاديون من العقبة الكئود ( عبد الحميد الثاني ) بدءوا بتنفيذ مسلسلهم الإجرامي في القضاء على الطابع الإسلامي للدولة من خلال التنظير للعلمانية ، الأمر الذي عبد الطريق ومهدها فيما بعد لظهور ( مصطفى كمال أتاتورك ) الذي كان أحد أعضاء هذه الجمعية، ليقلب نظام الإمبراطورية رأساً على عقب ليتماها مع مصالح الغرب .
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ولقد بدأ (أتاتورك ) بتنفيذ ما تم التخطيط له حيث ألغى الخلافة الإسلامية وأعلن عن تأسيس الجمهورية التركية وقام بإزالة كافة المعالم الإسلامية للدولة وأعلن أن تركيا هي بلد علماني ، وألغى الاحتكام للشريعة الإسلامية ، وحذف الحروف العربية
واستبدلها باللاتينية ومنع إقامة الآذان باللغة العربية ومنع لبس الحجاب في كافة مؤسسات الدولة: وزارات، مدارس، معاهد، جامعات، وأغلق الكثير من المساجد وقتل أعداداً من علماء المسلمين السنة .
تأسيساً لما سبق يتضح مدى نجاح الدسائس والمكائد التي حاكها اليهود وأذنابهم في تقطيع أوصال الخلافة العثمانية إلى أن زالت الخلافة العثمانية وأسدل الستار عليها ، فهؤلاء هم اليهود وهذا ديدنهم يعضون الأيادي التي تمتد إليهم لمساعدتهم ويسيئون لمن أحسن إليهم منذ عهود وعقود .