الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
في مستهل حديثي عن التطرف والاعتدال أحب أن أبدأ بقوله تعالى “وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس” (1) وبقوله صلى الله عليه وسلم (2) “ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة وهي ما أنا عليه وأصحابي”. وقد روى الخطيب البغدادي بإسناده عن موسى بن يسار أحد السلف المشهورين أنه قال (لا تأخذوا العلم إلا من أفواه العلماء) وقال (الذي يأخذ العلم من الكتب يقال له الصحفي والذي يأخذ القرءان من المصحف يقال له مصحفي).
وقد ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إنما العلم بالتعلم” رواه الطبراني في الكبير وروى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن الإمام التابعي الجليل محمد بن سرين (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم). وقال الإمام الطحاوي عن الإسلام (وهو بين الغلو والتقصير وبين التشبيه والتعطيل). كما قال العلامة ابن العماد في منظومته.
لم يجعلِ اللهُ في ذا الدين من حرجٍ … لُطْـفاً وَجُوداً على إحيا خليقتِهِ
وما التنـطعُ إلا نزْعــةٌ وردتْ … من مكر إبليسَ فاحذرْ سوءَ فتنتِهِ
إن تسـتمـعْ قَولَـهُ فيما يوسوسُهُ … أو نصح رأي له ترجعْ بخـيبـتِهِ
القـصدُ خيرٌ وخيرُ الأمرِ أوسطُهُ … دعِ التعـمـقَ و أحذرْ داء نكبتِهِ
سنتناول في بحثنا اليوم عن التطرف والاعتدال:
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
– التطرف قديماً وحديثاً.
– التطرف في العقيدة والفروع.
– التطرف في العمل الميداني.
– أسبابه وعواقبه.
– طرق علاجه.
– الاعتدال وأهله وثمرته.
التطرف قديماً وحديثاً
لقد دخل في الإسلام قوم خلصت قلوبهم من أدران التقليد الجاهلي البغيض والعصبية النتنة وصفت نفوسهم لما يدعوهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا أهل العدل والتوحيد وهم الفرقة الناجية. ودخل على الخط للتشويش وتمزيق الصف أصناف من الناس لا انشرحت صدورهم للإسلام ولا صفت قلوبهم من المذاهب الهدامة والأفكار الموبوءة وتستروا بدعوى الإسلام والعمل الإسلامي فراحوا ينشرون الشر ويشقون الصف فمنهم من وافق اليهودية في بعض عقائدها أو المجوسية فيما تدعو إليه أو الوثنية فيما كانت عليه والكل يزعم أنه على الإسلام وإنه يدع للإسلام حتى جاوزت فرق الضلال التي تدعي الإسلام السبعين. وكان المسلمون عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم على منهاج واحد في أصول الدين وفروعه غير من أظهر وفاقا وأضمر نفاقا.
التطرف قديماً وحديثاً ثم صارت فتنة المرتدين ومسيلمة الكذاب ثم بعد ذلك قتال البغاة الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. كما في الحديث “ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار” فمن التطرف في العقيدة قديماً بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة؛ وكذلك زوجته سجاح بنت الحارث بن سويد التي ادعت النبوة. وكذلك الأسود بن زيد العنسي كذّاب صنعاء الذي قتله فيروز الديلمي وكذلك حصل الخروج عن جادة الحق في زمن المتأخرين من الصحابة من معبد الجهني وغيلان الدمشقي والجعد بن درهم الذين خالفوا في مسألة القدر فامتنع متأخرو الصحابة من السلام عليهم والصلاة على جنائزهم. فشملهم حديث “القدرية مجوس هذه الأمة” رواه أبو داود.
التطرف في العقيدة والفروع
وكذلك فتنة الخوارج الذين كفروا علياً ومعاوية والحكمين أبا موسى الأشعري وعمرو بن العاص بسبب التحكيم وكفروا أصحاب الجمل وطلحة والزبير وعائشة وكل من رضي بتحكيم الحكمين. وكفروا مرتكب الذنب من المسلمين سواء كان صغيراً أم كبيراً (3). ثم اختلفت فيما بينها فصارت مقدار عشرين فرقة كل فرقة تكفر غيرها وقد روى الحافظ محمد بن جرير الطبري رحمه الله في كتابه تهذيب الآثار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “صنفان ليس لهما نصيب في الإسلام المرجئة والقدرية” وصححه الحافظ أبو الحسن القطان واستشهد به أبو حنيفة في بعض رسائل الاعتقاد.
ثم بعدهم كانت فتنة المعتزلة القدرية، ففي أيام الحسن البصري حصل خلاف واصل بن عطاء وانضم إليه عمرو بن عبيد بن باب في مسألة القدر وفي المنـزلة بين المنـزلتين فطردهما الحسن من مجلسه فاعتزلا إلى سارية من سوارى مسجد البصرة فقيل لهما ولاتباعهما معتزلة لاعتزالهم قول الأمة في دعواهما أن الفاسق من أمة محمد لا مؤمن ولا كافر وهم القدرية (4) حيث إن واصل بن عطاء كَفَرَ في باب القدر بإثبات خالقين لأعمال العبد سوى الله تعالى بقوله “اللهُ خلق العباد وهم خلقوا أعمالهم الخير منها” وكذلك افترقت القدرية المعتزلة عن الحق عشرين فرقة كل فرقة تكفر غيرها.
وفي زمن علي رضي الله عنه فإن السبئية منهم من قال لعلي رضي الله عنه”أنت الإله أنت إلهنا وخالقنا ورازقنا” فأحرق علي قوماً منهم ونفى ابن سبأ عبد الله. وقال: إني إذا رأيت أمراً منكراً أججت ناري ودعوت قنبرا وكذلك ظهرت المرجئة وهم القائلون “لا يضر مع الإيمان ذنب” فمهما عمل المؤمن من المعاصي لا يعاقب عندهم. يقولون كما لا تنفع الطاعة مع الكفر كذلك لا تضر المعصية مع الإيمان. وكذلك الجبرية القائلون أن لا فعل للعباد على الحقيقة ولا إرادة لهم في أفعالهم. ثم في عهد الخليفة المقتدر بالله العباسي ظهر الحسين بن منصور الحلاج يدعي التصوف وكان له اتباع على منهجه الرديء حيث كان يقول (أنا الله وما في الجبة إلا الله) ثم لما قتله الخليفة ادعى مريدوه أنه جرى دمه على الأرض فكتب (لا إله إلا الله الحلاج ولي الله). فقال فيه الإمام الرفاعي الكبير (لو كان على الحق ما قال أنا الحق).
ومن التطرف قديماً ما وقع فيه ابن تيمية الحراني في أوئل القرن الثامن الهجري الذي قال إن العالم أزلي النوع كما نص على ذلك في خمسة من كتبه: منهاج السنة النبوية. موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول. وكتاب شرح حديث النـزول. وكتاب شرح حديث عمران بن الحصين. وكتاب نقد مراتب الإجماع. فوافق الفلاسفة الذين كفَّرهم هو لقولهم العالم أزلي النوع والمادة وافقهم في مقالتهم الأولى. وقد رد قول ابن حزم بإجماع المسلمين على تكفير من خالف في أن الله كان في الأزل وحده لم يزل وحده ثم خلق العالم في كتابه نقد مراتب الإجماع.
وقال فيه المحدث الحافظ الفقيه تقي الدين السبكي من علماء عصره المجتهدين: يرى حوادث لا مبدا لأولها في الله سبحانه عما يظن به (5) ومما قاله ابن تيمية إن الله على عرشه ما يفضل منه سوى أربع أصابع وفي هذا نسبة الجلوس إلى الله وهو محال. ومن الشواهد على أن ابن تيمية من المجسمة ما نقله عنه ابو حيان الأندلسي في تفسيره النهر الماد من البحر المحيط (6) في تفسير ءاية الكرسي قال:وقرأت في كتاب لأحمد بن تيمية هذا الذي عاصرنا وهو بخط يده سماه كتاب العرش إن الله تعالى يجلس على الكرسي وقد أخلى منه مكاناً يُقعِد فيه معه رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحيل عليه التاج محمد بن علي بن عبد الحق الباربناري وكان أظهر أنه داعية له حتى أخذه منه وقرأنا ذلك فيه. ا . هـ. كما في النسخة الخطية في حلب.
ومن مقالات ابن تيمية في كتابه منهاج السنة النبوية (إن القتال مع علي لا هو واجب ولا هو سنة) (7). وهذا ظاهر البطلان مخالف للقرءان قال الله تعالى “فقاتلوا التي تبغي” (8) وفي هذا تنقيص للإمام علي رضي الله عنه. وعن شذوذه عن الإجماع يقول الحافظ ابو زرعة في كتابه الأجوبة المرضية أن ابن تيمية خرق الإجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة. وقد قال بفناء النار حتى رد عليه السبكي في كتاب سماه الاعتبار ببقاء الجنة والنار ومن أراد أن يعرف زيغ ابن تيمية فلينظر إلى ما ذكره صاحب كتاب نجم المهتدي وهو ابن العالم القرشي وكتاب عيون التاريخ لصلاح الصفدي ولينظر في عبارة الذهبي في كتابه بيان زغل العلم والطلب فإنه ذكر أنه ما جرى عليه وعلى أتباعه من التعذيب إلا بعض ما يستحقون. وقد نسب الحافظ السخاوي هذا الكتاب إلى الذهبي في كتابه الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ.
ومن التطرف الذي سببه ابن تيمية الحراني وتفرع عنه وعن فتاويه الباطلة في العقيدة والفروع مذهب محمد بن عبد الوهاب من الدرعية من بلاد نجد التي ورد في الحديث أنه يطلع منها قرن الشيطان والذي توفي قبل مائتين و عشرين سنة تقرياً وكانت له زلات وضلالات في العقيدة خطيرة وقد ألف مفتي مكة الشيخ السيد أحمد زيني دحلان كتاباً في الرد عليه وعلى من على سيرته سماه الدرر السنية في الرد على الوهابية حيث يمنع هؤلاء التوسل بالأنبياء وزيارة قبور الصالحين للتبرك ويتهمون فاعله بالشرك والكفر. فكفروا أكثر الأمة واستحلوا دماءهم وأموالهم وجعلوهم مثل المشركين الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهم ينهون عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان جهراً وقد ذكر المفتي دحلان أن محمد بن عبد الوهاب قتل رجلاً أعمى كان مؤذناً صالحاً ذا صوت حسن نهاه عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على المئذنة بعد الأذان فلم ينتهي فأمر بقتله فقُتل. حتى إن بعض أتباعه كان يقول عصاي هذه خير من محمد لأنها ينتفع بها في قتل الحية ونحوها ومحمد قد مات ولم يبق فيه نفع أصلاً وإنما هو طارش وقد مضى ـ أي حامل كتب. وكان يقول لهم والعياذ بالله تعالى إني أدعوكم إلى الدين وجميع من هو تحت السبع الطباق مشرك على الإطلاق ومن قتل مشركاً فله الجنة. ومنع من قراءة المولد الشريف وكان يعرض لبعضٍ بدعواه النبوة (9).
ثم إن هذا التطرف في العقيدة استمرت فصوله وتنوعت بحبائل الشيطان حتى ظهرت طائفة جديدة ضالة في قاديان بباكستان ألا وهم القاديانية اتباع غلام أحمد القادياني الباكستاني الذي ادعى النبوة فقد قال عن نفسه إنه نبي رسول وقال إنها نبوة تجديدية وقال إنها نبوة ظلية أي تحت ظل محمد صلى الله عليه وسلم كما في كتاب له سماه الخطبة الالهامية. فالمسلمون قاموا ليقتلوه أول ما دعى إلى الإيمان بأنه نبي فاحتمى بأعداء الدين فشرطوا عليه أن يعطل حركة الجهاد في الهند كلها ثم قام بعض ذريته بتلك الدعوة. وإلى الآن التطرف البغيض ضد الإسلام مستمر في الهند على أيدي الهندوس الذين يهدمون المساجد ويذبحون الآلاف من المسلمين.
وعلى هذه الشاكلة من إفرازات الاستعمار ظهرت الطائفة البهائية الذين يزعمون أن زعيمهم المسمى بهاء الله الميرزا علي محمد الشرازي حل الإله فيه وهذا على مذهب الحسين الحلاج من جهلة المتصوفة المتطرفين. وقد ظهرت البهائية في بلاد فارس ثم انتقلت إلى الهند في مطلع هذا القرن الذين منهم من يقول إن الله حل في كل شيء في السموات وفي الأرض، وفي الأبدان واتحد بها. وقد قال الشيخ محي الدين بن عربي المدفون بدمشق (من قال بالحلول فدينه معلول وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد). ولكن بعض كتبه دخلها الدس من هذا القبيل، ككتاب فصوص الحكم ـ والفتحات المكية فلنحذر فإن كثيرين من أدعياء التصوف يعتمدونها مع ما فيها من الشطط.
وكم عانى المسلمون قديماً وحديثاً من هذا النوع من التطرف حتى كثرت الفتن والمحن وتعددت الفرق والجماعات. إن هذا التطرف في العقيدة والذي أتينا على ذكر بعض الأمثلة عليه أوصل المجتمع المعاصر إلى بلايا جديدة ومصائب شديدة بسبب أحفاد الخوارج وأتباع ابن تيمية في فكره السياسي والديني.
التطرف في العمل الميداني
فإذا نحينا الماضي جانباً وبحثنا في معمعة العصر الحديث ودرسنا ظاهرة التكفير المطلق والتكفير والهجرة وحزب الإخوان نجدها تتستر تحت اسم الصحوة الإسلامية أو الإسلاميين أو ما أطلق عليهم اليوم اسم الأصوليين في ظل تشنجات الدول المتصادمة معهم كفعل وردة فعل نرى أنه لا بد من التنبيه إلى خطورة ما يجري على الساحة الإسلامية من تضليل لكثير من الشباب المتحمس بغية الحكم بما أنزل الله كما يزعمون مما سبَّب للوطن العربي سلسلة حوادث دموية بدأت في مصر مروراً بسوريا والأردن والجزائر وغيرها كادت أن تقارب الخمسين سنة من العمر. والخراب يتوسع والتفجيرات تنتقل من مطار إلى مطار والقتل يطال الأفراد والضباط والمشايخ والأبرياء باسم الإسلام كذباً وزوراً.
أليس خطفَ وزير الأوقاف المصري السابق الشيخ الذهبي عام 1977 وقتله أعضاء المنظمة المسماة منظمة الجماعة الإسلامية وهو من أكبر ممثلي رجال الدين المصرين فهل لمجرد أنه كان يّعْتَبر هذه الجماعة تكملة أو شعبة لمنظمة التحرير الإسلامي السرية والمتطرفة والتي انشقت عن المسمى حزب التحرير الإسلامي في بداية السبعينات والذي أسسه في مصر عام 1952 تقي الدين النبهاني. يُقتَل !!!.
أليس قُتِلَ الشيخ محمد الشامي منذ أكثر من عشر سنوات في جامع بحلب اسمه جامع السلطانية وهو قائم يصلي في المحراب لمجرد أنه يتعامل مع الدولة في قضايا الشعب وخدمته. ألم يفجروا أربعة باصات فيها مسلمون فقراء بشنشار قرب حمص ترى لماذا استأنسوا بأنظمة وضعية وتحالفوا معها وأعلنوا تكفريهم لأنظمة عربية أخرى وعاثوا في بلادهم وخربوها.
فسيد قطب الذي كان مؤثراً في عقد الستينات بالشباب المصري توسع تأثيره من جراء توسيع رقعة انتشار كتبه التي تحمل بطاقات التكفير للمجتمع اليوم وبالتالي وجوب قيام ثورة على الحكم القائم لتغير المجتمع الجاهلي وإقامة المجتمع الإسلامي الذي يزعمه. فبدأ الصراع عنيفاً ودامياً بين النظام السياسي في بعض الدول العربية بأسماء متعددة منها بإسم شباب محمد ومنها المسلمون ومنها الجماعة الإسلامية ومنها التكفير والهجرة… وقد برزت في الثمانينات الفئة المسماة (الجماعة الإسلامية) باعتبارها أبرز جماعة تتصدر ساحة العمل الإسلامي المسلح وكانت مسئولة عن معظم حوادث العنف المسلح التي شهدتها مصر خلال ذلك العقد (10).
إنها رداءة تكتسح البلاد العربية والإسلامية أن يلقب سيد قطب ومن في فلكه بالمفكرين الإسلاميين أو قادة الصحوة الإسلامية، فالفكرة الأساسية التي روج لها سيد قطب في كتابه (معالم في الطريق) تقوم على أن الإسلام لا يعرف إلا نوعين من المجتمعات المجتمع الإسلامي والمجتمع الجاهلي (11) وأن هذا الثاني لا بد من مواجهته بقوة السلاح لجواز قتاله (12) تماماً كما صرح الغنوشي زعيم جماعة النهضة في تونس حيث قال إن المجتمع كافر وإن الحاكم كافر وإن الإسلام منهج انقلابي يرفض الإصلاح والترقيع (13) وكانت جماعة النهضة سنة 1964 تحمل اسم الجماعة الإسلامية (14).
وكذلك حزب أبي الأعلى المودودي الذي تسمى باسم الجماعة الإسلامية. قال بعض الباحثين: وهذه الحركات المتعددة جماعات منفصلة ومستقلة عن بعضها البعض لا تربطها جبهة موحدة ولا قيادة مركزية رغم التماثل والتشابه فيما بينها لكنها تأسست وولدت في مناخ القمع والعنف والسرية مما انعكس سلباً على برنامجها وسلكها السياسي والاجتماعي. فكثير من كادرات الصف الأول والثاني أسسوا تنظيم جماعة المسلمين داخل أسوار المعتقلات وكفروا بعضهم ولم يصلوا خلف بعض. إضافة إلى أن سيد قطب يتحالف مع الشيوعيين ضد الثورة عندما تبدلت الأحوال وهو الذي دع بتاريخ 17 أيار 1934 إلى العري التام (15) في مقال نشره في الأهرام.
ولعل أخطر بذور التطرف في العالم الإسلامي غرسها ابن تيمية في القرن الثامن الهجري حيث خالف إجماع المسلمين في نحو ستين مسئلة كما ذكر الحافظ أبو زرعة الدمشقي وكان داعية للتجسيم ونسبة الجهة لله تعالى ولتكفير المسلمين حتى سجن غير مرة وقد مات وهو في سجن القلعة في مدينة دمشق بعد أن حكم عليه قضاة المذاهب الأربعة بذلك. وتعتبر كتب ابن تيمية قرءاناً لا يأتيه الباطل من بين يده ولا من خلفه عند الحالة المتطرفة التي هبة لتغرق البلاد والعباد في بحار من الدماء على مدار ما يقارب نصف قرن من الزمن.
هذا وقد نشرت صحيفة الأنباء الكويتية (16) تحت عنوان التطرف في القرن 21 ووضعت هذه العناوين الكبيرة:
– قراءة في منشورات التطرف والعنف.
– فتش عن ابن تيمية عن البحث عن الجذور الأولى.
ويقول الكاتب مصطفى سلماوي في هذا المقال (أطلقت حركات التطرف في مصر وفي غيرها من البلدان العربية بداية إلى كتب ومؤلفات العديد من المفكرين والدعاة والأئمة وعلى الأخص ابن تيمية التي تعتبر مؤلفاته الخطوط الأساسية التي يهتدي بها المتطرفون).
وهذا نص محضر تحقيق مع خالد اسلامبولي. (ومما جاء فيه)
س: هل كان محمد عبد السلام فرج يشير عليك بقراءة كتب معينة؟
ج: نعم.
س: وما هي؟
ج: كتب ابن تيمية وهي الفتاوى والجهاد للمسلمين لابن تيمية وكتاب الجهاد في سبيل الله لأبي الأعلى المودودي ونيل الأوطار للشوكاني.
س: وهل تحدث معك بشأن التتار وجنكيز خان؟
ج: نعم.
س: وماذا قال لك في هذا الشأن.
ج: قال لي ان هؤلاء الناس أي التتار أظهروا إسلامهم وقاموا بحكم البلاد وأخذوا بعض الشريعة وتركوا الآخر وكانوا ينطقون بالشهادتين وأفسدوا في البلاد.
س: وماذا قال ابن تيمية في شأن هؤلاء التتار.
ج: قال إنهم يقاتلون ولو نطقوا بالشهادتين.
س: وما الحكم الشرعي المستخلص مما تقدم؟
ج: وجوب محاربة الحاكم الذي لا يحكم بكتاب الله.
ويقول الكاتب: منذ بداية السبعينات تحولت موضوعات الندوات واللقاءات الدينية داخل المساجد تحولاً جذرياً إلى أن يقول (تحولت إلى تسييس الدين وربط الفتاوى الدينية بالأمور السياسية فخرج الأئمة إلى نقد الحكومة ودعوا المصلين إلى التعبير عن غضبهم بالتظاهرات وأوضحوا أننا نعيش في عصر جاهلي طالما الحكام لا يحكمون بما أنزل الله. وربما كانت أول فتوى ساخنة يلقيها الدكتور عمر عبدالرحمن كانت عدم جواز الصلاة على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بل اشترك ومجموعة من المقربين إليه لحث الناس على ذلك ومنعهم بالقوة، وهكذا تأصلت الأعمال المتطرفة داخل معظم لقاءات المساجد. وكذلك فعل ابن باز في السعودية عندما صار يصرخ في الذين يصلون صلاة الغائب على عبد الناصر وصار يقول لا تصلوا عليه هذا مرتد هذا كافر).
ويقول الكاتب: وكان أكثر الكتب انتشارا هو كتاب الفتاوى لابن تيمية الذي اعتمد عليه لإصدار فتوى تحل قتل أنور السادات وكذا كتاب (معالم في الطريق) (17) الذي يرسم استراتجيية تشكيل الجماعات الدينية للخروج على المجتمع الجاهلي ثم قيام هذه الجماعات بنشر دعوتها استعداداً لفرض الدولة الإسلامية بالقوة. وكانت خطبة علي بلحاج في ءاخر جمعة قبل اعتقاله أن نادى في أعضاء جبهة الانقاذ بدعوته المشهورة (لتخزين السلاح) استعداداً لما سماه بالمواجهة.
وكانت محاضرات الغنوشي (18) في تونس داخل المساجد هي الجذور الرئيسية التي استند إليها قادة النهضة لنشر التيار الديني على هذا النحو في تونس وقد تمكنت حركة النهضة من بناء عشرات المساجد الخاصة بها وملأت مكتباتها بكافة الكتب التي تؤكد جاهلية المجتمع وتكفر الحكام وجواز استعمال القوة لإقامة الدولة الإسلامية. وعلى هذا ساهمت هذه الكتب مع اللقاءات والندوات في تكريس أعمال العنف في تونس بشكل بلغ الإعداد لاغتيال رئيس الجمهورية باستعمال أسلحة لم يسبق أن أستعملها أي تنظيم ديني في الوطن العربي حيث تمكنت حركة النهضة من الحصول على صواريخ أرض جو مضادة للطائرات من الطراز الأميركي (ستينجر) وهو صاروخ يطلق من على الكتف.
وإن هذا التطرف القائم في هذه المجموعات ما هو إلا امتداد لجذور ابتدأت من الخوارج مروراً بابن تيمية وانتهاء بحزب الأخوان وإفرازاته الخطيرة حيث اعتمد الكل وقام مبدؤهم على نظرية (الحاكمية). وتقول هذه النظرية أن من حكم بغير الإسلام ولو في مسألة واحدة فهو كافر مطلقاً من غير تفصيل. ومن أبرز الذين قننوا هذه المسألة ووضعوا لها الأطر الحركية أبو الأعلى المودودي (19) وسيد قطب. حيث يريان أن المجتمع كله جاهلي وأن الناس ارتدوا ردة كاملة وشاملة إلا الذين يقاتلون الحكام ويثيرون العنف والقتل فهؤلاء هم الأبرار بنظرهم.
وإليكم طائفة من أقوال سيد قطب: في تفسيره الظلال (20) يقول: فليس هناك دين للناس إذا لم يتلقوا في شئون حياتهم كلها من الله وحده وليس هناك إسلام إذا هم تلقوا في أي أمر من هذه الأمور جل أو حقر من مصدر ءاخر، إنما يكون الشرك أو الكفر وتكون الجاهلية التي جاء الإسلام ليقتلع جذورها من حياة الناس.
ويقول في موضع ءاخر (21) (فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله وإن ظل فريقاً منها يردد على المآذن لا إله إلا الله دون أي يدرك مدلولها ودون أي يعي هذا المدلول وهو يرددها). ثم يقول (إلا أن البشر عادت إلى الجاهلية وارتدت عن لا إله إلا الله فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية ولم تعد توحد الله وتخلص له الولاء). ويقول (22) “والإسلام منهج للحياة كلها من اتبعه كله فهو مؤمن وفي دين الله ومن اتبع غيره ولو في حكم واحد فقد رفض الإيمان واعتدى على ألوهية الله وخرج من دين الله مهما أعلن أنه يحترم العقيدة الإسلامية”. ويقول (23 ) “بأن الإسلام اليوم متوقف عن الوجود مجرد الوجود وبأننا في مجتمع جاهلي مشرك”. ويقول (24) “أن رؤية واقع البشرية على هذا النحو الواضح تؤكد لنا أن البشرية اليوم بجملتها قد ارتدت إلى جاهلية شاملة”.
ويقول الشيخ عبد الله الهرري (25) والعجب من أن أتباعه والمنادين برأيه المفكرين لمن حكم بالقانون ولو في جزئية صغيرة قسم منهم يشتغلون بالمحاماة وقسم ءاخر يتعاملون بالقانون كمعاملات الباسبور والفيزا ونقل الكفالة وحجرهم مؤلفاتهم ومطبوعاتهم على غيرهم أن يطبعوها إلى بأذنهم ويعتقدون أن من فعل ذلك يحاكم قانوناً وكفاهم هذا خزياً وتهافتاً ومناقضة لأنفسهم، فعلى مؤدى كلام زعيمهم كفروا وهم لا يشعرون.
ويقول: فمن حقق في أمر هذا الرجل عرف أنه ليس له سلف إلا طائفة من الخوارج يقال لهم البهشمية منفردين عن سائر فرق الخوارج بقولهم (إن الملك إذا حكم بغير الشرع صار كافراً ورعاياه كفار من تابعه ومن لم يتابعه. وكم هو خطير للغاية أن يتبع سيد قطب في تكفيره للمجتمعات اليوم واتهما بالردة بالإطلاق النائب فتحي يكن حيث يقول في كتابه كيف ندعو إلى الإسلام صحيفة / 112. واليوم يشهد العالم أجمع ردة عن الإيمان بالله وكفراً جماعياً وعالمياً لم يُعرف لهما مثيل من قبل.
ويقول في كتابه ماذا يعني انتمائي للإسلام صحيفة 133 الطبعة العاشرة سنة 1983: وهذه الأحزاب لا تتورع أحياناً عن مخالفة أصل من أصول الإسلام أو الخروج عن مبدأ من مبادئه بحجة المرونة والانفتاح ودعوة تحقيق مصلحة المسلمين كالاشتراك في الحكم في ظل أنظمة وضعية كافرة.ا.هـ.
وبعد دخولهم البرلمان يقول النائب أسعد هرموش في الإجابة على المذيع في المقابلة التلفزيونية في تلفزيون الفيحاء طرابلس مستغرباً ما قاله النائب فتحي يكن في كتابه المذكور يلتمس العذر لهذا الانقلاب في الجماعة باسم العقيدة والدين: إن الكتاب منذ نحو عشرين سنة تقريباً، الحركة الإسلامية في العشرين سنة الماضية اكتسبت العديد من الخبرات نضجت تقدمت توسعت انتشرت ا.هـ. فلماذا هذا التضارب في الإجابة باسم الدين بين قطبين من أقطاب جماعة واحدة، فهل بعد عشرين عاماً من اليوم ستتغير إجابة أحدهما أيضاً فيرد على نفسه بنفسه، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
أضف إلى ذلك التطرف محاولة اغتيال نائب رئيس فرع الشمال الشيخ سمير القاضي. ومن التطرف بطريق الافراط ما وقع فيه سلمان رشدي في كتابه الرخيص والذي حشاه بالشتائم للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وأمهات المؤمنين، وأبوه بهائي وجد عند المبشرين الاهتمام الاستعماري الصليبي الحاقد. فهو من نسج الاستعمار الحاقد.
ومن ألوان التطرف في الفروع وأشكاله ومظاهره: الاكتفاء بمجرد المظاهر والمحافظة عليها مع التشدد بالالتزام بها وتحريم تركها من غير النظر إلى قول بعض المجتهدين في بعضها كإعفاء اللحية ـ وقص الشارب ـ ولبس القميص وترك البنطلون وتغطية وجه المرأة والشرب قاعداً لا قائماً ولبس الجلباب للمرأة مع ستر عورتها بغيره وتحريم سماع صوت المرأة المعتدة وتحريم أن تنظر إلى نفسها بالمرءاة أو أن تخرج إلى الشرفة وقت العدة. أو أن يزورها شقيق زوجها بوجود غيره وتحريم الحلي على النساء وتحريم الذبيحة بيد الحائض أو الطعام الذي تعده. كل هذا التطرف سببه الإفراط في الدين.
أما التفريط في الدين فينتج عنه تحريف اسم الله عند بعض أدعياء التصوف وإبدال اسم الله باللا باللا باللا أو آه آه آه زاعمين أن النبي دخل على مريض يئن فقال دعوه يئن فإن الأنين اسم من أسماء الله. كل هذا يشددون عليه مع ترك الواجبات العلمية والعملية مما يعقد على الناس وقد قال الله تعالى “يريد الله بكم اليسر ولا يرد بكم العسر” (26) وقال “يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم” (27) وقال “فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر” (28).
التطرف أسبابه وعواقبه
والحقيقة أن سبب هذا التطرف ليس شيئاً واحداً لكن أسبابه متعددة فهناك أسباب نفسية واجتماعية وتاريخية وسياسية لكنها متشابكة متداخلة فلا نغفل سبباً ونترك ءاخر. فقد يكون هناك ولع وطمع في الرئاسة وحب السلطة. وقد يكون هناك الفقر والحرمان والجوع عند فريق من الشعب والثراء والبطر والترف الزائد عند فريق من الحكام. وقد يكون هناك فساد في الحكم وتفريط بحقوق الشعب. وقد يكون هناك التغريب والحقد على الإسلام والدس في الإعلام. وقد يكون هناك الفهم الظاهري لبعض النصوص المغاير للحقيقة. وقد يكون هناك غلط في طريقة تلقي أحكام الدين أو تعمد تفسيرها بشكل فيه تحريف.
وقد يكون هناك إعراض عن فرقة من العلماء وفقدان الثقة بهم لممارسات شاذة يقومون بها جعلت الناس تعرض عنهم وتنحرف عن الدين بسببهم وتتجه نحو التطرف والسلبية انتقاماً. علماً أن أهل العلم العاملين لو تعرضوا للمحن والشدائد فإنهم لا ينحرفون عن الجادة. ولقد تعرض الإمام أحمد رضي الله عنه مثلاً للحبس والعذاب ولكن العلم بالدين والخوف من الله والتقوى حرسه من التطرف والانحراف. إلا أن كثيراً من هذه الصور التي ذكرنا من أسباب التطرف تعود بمجموعها إلى الجهل في الدين فيحصل التصادم والعنف وتكتظ السجون ويقابل العنف بتكفير واغتيالات وهكذا. حتى صار للخوارج أحفاد في القرن العشرين وهم حزب الأخوان بأسمائهم المتعددة حسب حالة الحكم القائم. وهذه العواقب لاشك وخيمة. فكم من حقوق أهدرت وكم من دماء بريئة أريقت وكم من دولة فتتت وكم من سلاطين قتلوا وكم من علماء عذبوا نتيجة التطرف في العمل الميداني.
طرق العلاج
إن هذه الأمراض والأوبئة خطيرة للغاية. فإن العلاج بمجموعه يتألف من وسائل فكرية ونفسية واجتماعية وسياسية تعود كلها إلى تفهيم الدين على ما هو عليه فهو الذي يضبطها ويحرصها في حيَّز الاعتدال فحينئذ السلطان يعرف حقوقه وواجباته دينياً وأفراد الشعب يعرف كل حقوقه وواجباته دينياً. لأن هذه الظاهرة في أساسها انطلقت قديماً وحديثاً باسم الدين الإسلامي ولم نأت على ذكر التطرف الذي يحمل هوية بغير اسم الإسلام. فكم هو عظيم العَوْد إلى الينابيع الحقيقية والتمسك بمصادر التشريع دون تحريف إن على صعيد الفرد أو المجتمع أو الدولة. فتعلم مراتب المأمورات ومراتب المنهيات شرعاً تحاشياً للافراط والتفريط هو العلاج المهم للتطرف الذي سببه الافراط أو التفريط فيتم حينئذ التفريق بين ما هو كفر أو مجرد أنه حرام. وبين ما هو حرام أو مجرد أنه مكروه وبين ما هو فرض عين أو فرض كفاية أو مجرد أنه مسنون.
حقاً إن المال أنت تحرسه وان العلم هو يحرسك حقاً العلم الديني يحرسك من كل أشكال التطرف. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال “أيها الناس إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه”. رواه الطبراني في الكبير.
الاعتدال وأهله وثمرته
أما الاعتدال فهو العمل بمقتضى شريعة الله تعالى على صعيد الفرد والمجتمع والدولة. وأما أهله فهم الفرقة الناجية الذين ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث رواه الترمذي “ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة وهي ما أنا عليه وأصحابي”. ومن هذا يقول الإمام الطحاوي رحمه الله: ونرى الجماعة حقاً وصواباً والفرقة زيغاً وعذاباً ونسأل الله أن يثبتنا على الإيمان ويختم لنا به ويعصمنا من الأهواء والآراء المتفرقة والمذاهب الردية مثل المشبهة والمعتزلة والجهمية والجبرية والقدرية وغيرهم من الذين خالفوا السنة والجماعة وحالفوا الضلال. ونحن منهم براء وهم عندنا ضُلاًّل وأردياء وبالله العصمة والتوفيق. قال الله تعالى “ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البينات أولئك لهم عذاب عظيم” وأما ثمرته فهو أمن وأمان ودولة وعز وسلطان وحضارة وعمران وتكافل اجتماعي ينعم به المسلمون في الدين والدنيا ونجاة من عذاب القبر وعذاب الآخرة. قال تعالى “فأما الزبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض” صدق الله العظيم. والسلام عليم ورحمة الله.
___________________________________
(1) سورة البقرة / 143.
(2) رواه الترمذي في كتاب الإيمان.
(3) أصول الدين للبغدادي ص 292.
(4) المرجع نفسه ص 335.
(5) اظهار العقيدة السنية للمحدث الشيخ عبد الله الهرري، ص 42.
(6) النهر الماد من البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 1 / 254.
(7) منهاج السنة النبوية لابن تيمية 2 / 203.
(8) سورة الحجرات / 3.
(9) الدرر السنية في الرد على الوهابية زيني دحلان/ 57.
(10) الشعلة، 6 شباط 1993.
(11) النهار: ناصر عطية، كاتب مصري ص 9، 2/7/ 1992.
(12) مجلة العربي، الكويت: أحمد كمال أبو المجد 1981.
(13) الكفاح العربي 15/2/ 1993.
(14) الكفاح العربي 15/2/ 1993.
(15) النهار: ناصر عطية كاتب مصري ص9 ، 2/7/ 1992.
(16) الإخوان المسلمون والتنظيم السري، عبد العظيم رمضان، روز اليوسف
(17) الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، محمود عبد الحليم، ج 1/ 190.
(18) العدد الصادر بتاريخ 10 يناير 92.
(19) لسيد قطب.
(20) أمير ما يسمى بالجماعة الإسلامية في الباكستان.
(21) طبعة دار الشروق ج 1/590.
(22) ج 2، ص 1057.
(23) ج 2، ص 972.
(24) طبعة دار الشروق ج3 /1257.
(25) طبعة دار الشروق ج 4 / 1945.
(26) كتاب النهج السوي في الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي للمحدث الشيخ عبد الله الهرري، ص 12.
(27) سورة البقرة / 185.
(28) سورة الأعراف / 156.
(29) سورة ءال عمران / 105.