الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناءُ الحسن، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين وحبيب ربِّ العالمين.
روى مسلمٌ من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من عمل عملا ليس عليه أمرنا هذا فهو ردٌّ”. معنى الحديث: أنّ من يعمل عملا مخالفاً للشَّرع فهو مردودٌ أي لا يُقبلُ منهُ. ويُفهمُ من ذلك أنَّ الشخص إذا أراد عبادةً ما لا بد أنْ تكون موافقة للشرع حتى تكون مقبولة عند الله ومعنى ذلك وجوبُ أن يتعلم الشخص كيف تكون العبادة صحيحة حتى يؤدّيها على حسب الشريعة.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “طلبُ العلمِ فريضةٌ على كل مسلم” والمقصودُ بالعلم هنا علمُ الدين لأن الرسول قال “على كل مسلم” ومعلومٌ أنّ علوم الدَُّنيا النافعة كالطب والهندسة ليست واجبة على كل مسلمٍ بل هي منْ فروض الكفاية، أما علمُ الدينٍ الضروري فهو من فروض العينٍ. فمن يسّرَ اللهُ لهُ في هذا الزمنٍ منْ يُعلّمُهُ عقيدةَ أهل السُّنة والجماعة والاحكام الشرعية الصحيحة فليحمد الله لأننا في زمنٍ كثُر فيه الفساد والانحراف عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وانتشر الكفرُ بين الناس بالقول والاعتقاد.
وقد روى ابن حبان أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “اذا فسد أهلُ الشامِ فلا خيرَ فيكم” معنى الحديث: إذا صار الفسادُ في اهل الشام قَلّ الخيرُ في الدُّنيا, وقد فسد أهلُ الشام. والشامُ من العريش الى بالس، والعريش صار في مصر وبالس الى جهة العراق، فيدخلُ في أرض الشام: الاردُنّ وسوريا ولبنان وفلسطين وأجزاء ٌ من تركيا، كلُ هذا اسمُهُ شامٌ. وقد كَثُرَ في هذه البلاد مسبّةُ الله تعالى، ويوجد فيها من يعتقد أنَّ الله حالٌّ في كل شىء كالطائفة التي تسمى الشاذلية اليشرطية وهؤلاءِ لهم وجودٌ في الحجاز أيضا يقولون: لا يخلو شىءٌ من العالم ِ من الله، وهذا منْ أشنع ِالكفر بل هو أشنعُ من كفر ِاليهود والنصارى. ويوجد في الشّام منْ يَدّعي النبوةَ كرجب ديب، ويوجدُ إنسانٌ كان مُفتياً وكان يقول: الإنسانُ يخلقُ أفعال نفسِهِ وهذا شركٌ. ويوجد الان في بعض ِ بلاد ِالشّام ِ شخصٌ عُيّنَ مفتياً قال: لَمّا مات فِرعونُ بكى الله، إلى غير ذلك من الكفريّات ِالشنيعة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ستكون فتنٌ كقطعٍ الليل المظلم يصبحُ المرءُ فيها مؤمناً ويُمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبحُ كافراً يَبيعُ دينَهُ بعرضٍ مِنَ الدّنيا قليل”. والان بعض الناس يكفرون من اجل الدنيا. فنحمدُ الله تعالى أنْ وفّقنا لنكون من الفرقة الناجية وأن لم يجعلنا تحت فرقةٍ من فرق ِالضَّلال. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “وستفترق أمتي إلى ثلاثٍ وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة وهي التي على ما أنا عليه وأصحابي” . وفي رواية “وهي الجماعة”. وفي رواية “وهي السواد الأعظم”. فنحن مع جماعة المسلمين مع السواد الأعظمِ أي ألأغلب لسنا مع الفِرَق ِ الشّاذة كالمشبهة الذين يعتقدون في الله الجسمية ويصفونه بأوصاف المخلوقات ويُحرِّمون التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم بل يكفرون المتوسلين بالأنبياء والأولياء وقد كان المسلمون على التوسل منذ أيام الرسول إلى أن جاء ابنُ تيمية وحرّم ذلك وقد قال الحافظ الفقيه ألأصولي النَّحويُ تقيُّ الدين بنُ عبدِ الكافي السبكي “إنّ ابن تيمية هو أول من حرم السّفر بقصد زيارة الرّسول”. ولسنا مع الذين يكفرون المسلمين بلا حق ٍ فإن القاعدة الشرعية َ “أنَّ المسلم لا يكفر ُ بذنب ٍ ما لم يستحلّهُ”. ولو كان هذا الذنب من الكبائر، والدليل على ذلك قولُهُ تعالى “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما”. والحديث الذي رواه ابن حبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله ليغفرُ لعبدِه ِما لم يقع ِالحجاب” قيل: وما يقع ِالحجاب يا رسول الله ؟ قال “أن تموت النفسُ وهي مشركة”. أ هـ.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website