– وقال ربّكم ادعوني: اعبدوني، أستجبْ لكم: أُثبْكمْ، فالدعاء بمعنى العبادة كثير في القرآن، ويدلّ عليه قوله: إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي. وقال صلّى الله عليه وسلّم: “الدعاء هو العبادة“.اهـ رواه أصحاب السّنن عن النعمان بن بشير. وقرأ هذه الآية عليه الصلاة والسّلام. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: وحّدوني أغفر لكم. وهذا تفسير للدعاء بالعبادة. ثمّ للعبادة بالتوحيد (تفسير النسفي، لعبد الله بن أحمد الـمُتوفّى 710 هجرية رحمه الله تعالى ) الآية: وقال ربّكم ادعوني أستجبْ لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّمَ داخرين( 60_ غافر) داخرين:صاغرين. اهـ
– “يسئلونك عن السّاعة”: وسمّيت القيامة بالسّاعة لوقوعها بغتةً، أو لسرعة حسابـها. ” أيّان”: أيّ وقت، مُرساها: أي إثباتها، والمعنى متى يُرسيها الله، “قلْ إنّما علمها عند ربّي”: أي علم وقت إرسائها عنده قد استأثر به لم يُخبرْ به أحدًا من ملَك مُقرّب ولا نبيّ مرسل ليكون ذلك أدعى إلى الطاعة وأزجر عن المعصية، كما أخفى الأجل الخاصّ وهو وقت الموت لذلك.“لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو”: لا يُظهرُ أمرها ولا يكشف خفاءَ علمها إلاّ هو وحده. “لا تأتيكم إلاّ بغتةً”: فجأة على غفلة منكم، “يسئلونك كأنّك حفيٌّ عنها“: كأنّك عالمٌ بـها. “قل إنّما علمها عند الله ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون”: أنّه المختصّ بالعلم بها. اهـ
الآية: يسئلونك عن السّاعة أيّان مرساها قل إنّما علمها عند ربّي لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو ثقلتْ في السّماوات والأرض لا تأتيكم إلاّ بغتة يسئلونك كأنّك حفيّ عنها قل إنما علمها عند الله ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون (187_الأعراف) تفسسير عبد الله بن أحمد النسفي الـمـُتوفّى 710 هجرية رحمه الله تعالى.
– الآية: وقاتلوهم حتّى لا تكونَ فتنةٌ ويكون الدينُ لله فإن انتهوا فلا عدوان إلاّ على الظالمين(193 _البقرة )
قال تعالى: وقاتلوهم حتّى لا تكونَ فتنةٌ: شرك، ويكون الدّينُ لله: خالصًا ليس للشيطان فيه نصيب، أي لا يُعبدُ دونه شيء، فإنِ انتهوا فلا عدوان إلاّ على الظالمين: فإن امتنعوا عن الكفر فلا تقاتلوهم فإنّه لا عدوان إلاّ على الظّالمين ولم يبقوا ظالمين (تفسير النسفي رحمه الله تعالى)
– وأمّا قولهم: نظر في الكوكب فقال: “هذا ربّي” معتقدًا لذلك فباطل، فإنّ هذا القول كفرٌ صُراح، وما كفر نبيّ قطّ ولا سجد لِوثّن، قبل النبوّة ولا بعدها، ولا تفوّه أحدٌ من الأمّة بذلك قطّ، فحاشا لأنبياء الله من اعتقاد الكفر في وقت من الأوقات (86 من تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حُثالة الأغبياء للإمامعلي بن أحمد السُّبتي المعروف بابن حِمير)
وكذلك نُري إبراهيمَ ملكوتَ السّماواتِ والأرضِ ولِيكون من الموقنين_ فلمّا جنّ عليه الليلُ رأى كوكباً قال هذا ربي فلمّا أفلَ قال لا أحبّ الآفلين_75_ 76 من الأنعام
قال هذا ربّي: أي قال لهم هذا ربّي في زعمكم، أو المراد أهذا استهزاء بهم وإنكارا عليهم
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
فلمّا أفل: غاب
قال لا أحبّ الآفلين: أي لا أحبّ عبادة الأرباب المتغيّرين عن حال إلى حال لأنّ ذلك من صفات الأجسام.
( تفسير النسفي للإمام عبد الله بن أحمد النّسفي الـمُتوفّى 710 هجرية رحمه الله تعالى)
– ” قال يا إبليس ما منعك أن تسجدَ لِما خلقتُ بيديَّ أستكبرتَ أم كنتَ من العالين” (75_ ص )، ” لِما خلقتُ بيديّ ” فعبارة عن تولّيه لِخلقه باختراعه الّذي ليس إلاّ له عزّ وجلّ. وخُصّ لفظ اليد لِيتصوّر لنا المعنى إذ هو أجلّ الجوارح الّتي يُتولّى بـها الفعل فيما بيننا لِيتصوّر لنا اختصاص المعنى لا لِنتصوّر منه تشبيها. وقيل معناه بنعمتي الّتي رشّحتها لهم، معناه خلقته ومعه نعمتاي الدنيوية والأخروية اللتان إذا رعاهما بلغ بهما السعادة الكبرى (المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني الـمُتوفّى 502 هجرية رحمه الله تعالى)
– ومـمّا خلطوا به ما ليس منه قوله تعالى: “وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون” الصافات_147، وأو موضوع للشكّ، وهو مستحيل على الله، وهذا باطل. وقد قيل فيه ثلاثة أشياء، فقيل إنّ “أو” هاهنا بمعنى الواو، فكأنّه قال: إلى مائة ألف ويزيدون، وأنشدوا في ذلك قول الشاعر ذي الرُّمة:
بدتْ مثل قرن الشمس في رونق الضّحى بزينتها أو أنت في العين أملحُ
يريد : وأنت في العين أملح
وقول الآخر هو جرير يـمدح بـها عمر بن عبد العزيز:
نال الخلافة أو كانت له قدَرا كما أتى ربَّه موسى على قدَر
يريد: وكانت له قدرا، وقال قائلون: إن “أو ” هاهنا بمعنى: بل يزيدون، وقالوا: أراد الشاعر بـــ”أو”: بل كانت له قدرا، وبل أنت في العين أملح، قالوا: وقد تجيء “الواو ” بمعنى أو، قال الله تعالى: “فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاثَ ورباع” (النساء_3 ) يريد مثنى أو ثلاث أو رباع، وقال قائلون: أراد بقوله: أو يزيدون عندكم وفي تقديركم، فكأنّه قال: أرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون في حِرزكم وحَدْسكم
وهذا أيضا وجه حسن، فبَطَل ما توهّموه. اهـ (477 من الإنتصار للقرآن لأبي بكر محمد بن الطيّب الباقلاّني الـمُتوفّى 403 هجرية رحمه الله تعالى)
– فلمّا أتاها نودي يا موسى_11_ إنّي أنا ربُّك فاخلعْ نعليك إنّك بالواد المُقدّسِ طُوىً12_ طه
فاخلع نعليك: كانت من جلد حمار ميّت غير مدبوغ
الواد المُقدّس: المطهّر أو الـمُبارك
طُوىً: اسم عَلَم للواد
تفسير النسفي