Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
كان صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس، عظيم الهامة، فعن عليٍّ رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس، عظيم العينين، إذا مشى تكفَّأ؛ كأنما يمشي في صعد، إذا التفت التفت جميعًا.
وعن هند بن أبي هالة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم الهامة. وعظم هامته صلى الله عليه وسلم فيه دلالة على تقدمه، وعظم رياسته.
شَعْرُهُ
كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا شعر شديد السواد، رَجِلاً كثير الشعر، لا مسترسلاً كشعر الروم، ولا جعدًا كشعر الزنوج، وإنما بدا كهيئة المتمشط، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رَجِل الشعر، ليس بالسبط، ولا الجعد القطط.
وعن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر الرأس راجله
وكان صلى الله عليه وسلم يصل شعره إن تدلى إلى أنصاف أذنيه حينًا، قال حميد عن أنس صلى الله عليه وسلم: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه.
وأحيانًا يصل بعد الإسدال والإرسال إلى شحمة أذنيه، أو بين أذنيه وعاتقه، رَوَى أبو داود من حديث عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس قال: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شحمة أذنيه.
وللبخاري من حديث أبي إسحاق: سمعت البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعًا، بعيد ما بين المنكبين، له شعر بلغ شحمة أذنيه، رأيته في حلة حمراء، لم أرَ شيئًا قط أحسن منه.
وعن أبي قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن شعر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان شعر رسول الله رَجِلاً ليس بالسبط ولا الجعد، بين أذنيه وعاتقه.
وأحيانًا أُخر يضرب منكبيه إن تركه بعد الحلق حينًا من الزمان، وهذا أقصى طول له، فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعره منكبيه.
وأخرج مسلم عن البراء بن عازب قال: ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله، شعره يضرب منكبيه، بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل ولا بالقصير. وروى أبو داود من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة، ودون الجمة.
يتبين مما سبق أن الروايات التي تصف طول شعره صلى الله عليه وسلم قد تعددت، وهي توهم لأول وهلة بالتضارب، ولكن عند النظر المتأني نجد أن كلاًّ منها تنقل حالة من حالاته في الأوقات المختلفة؛ لأن كل واحد من الرواة كان يخبر بحالته التي رآه عليها.
ففي أحاديث هذا الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له جمة تبلغ قريبًا من منكبيه، وقيل: تبلغ شحمة أذنيه. وقيل: يضرب شعره منكبيه. وليس ذلك بإخبار عن وقت واحد فتتضاد الآثار، وإنما ذلك إخبار عن أوقات مختلفة، يمكن فيها زيادة الشعر إذا ما ترك قصِّه، فكان إذا غفل عنه بلغ منكبيه، وإذا تعاهده وقصَّه بلغ شحمة أذنيه أو قريبًا من منكبيه، فأخبر كل واحد عما شاهد وعاين.
قال النووي: قال القاضي: والجمع بين هذه الروايات أن ما يلي الأذن هو الذي يبلغ شحمة أذنيه، وهو الذي بين أذنيه وعاتقه، وما خلفه هو الذي يضرب منكبيه. قال: وقيل: بل ذلك لاختلاف الأوقات، فإذا غفل عن تقصيرها بلغت المنكب، وإذا قصرها كانت إلى أنصاف الأذنين، فكان يقصر ويطول بحسب ذلك.
وقد اختلف الناس في جعودة الشعر وسبوطته، أيهما أحسن؟ فذهب قوم إلى استحسان الجعودة، وهي انقباض الشعر بعض انقباض، وهو مما يستحسنه العرب، وإليه ذهب الفقهاء، حتى لو شرط البائع في عبد كونه جعد الشعر، وظهر سبط الشعر، رد بذلك بخلاف العكس. وذهب آخرون إلى استحسان السبوطة، وهي استرسال الشعر وانبساطه من غير انكماش، وأكثر ما يوجد ذلك في الترك ومن في معناهم. ثم الذاهبون إلى استحسان الجعودة يستحسنون التواء شعر الصدغ.
ولقد كان صلى الله عليه وسلم يتعهد شعره من حين لآخر، ويمشطه بالمشط، فيبدو كأنه حبك الرمل، أو كأنه المتون التي تكون في الغدر إذا سفتها الرياح، فإذا مكث لم يرجِّل أخذ بعضه بعضًا، فيرى متحلِّقًا كالخواتم، وكان صلى الله عليه وسلم أول مرة قد سدل ناصيته بين عينيه، كما تُسدل نَوَاصي الخيل، ثم جاءه جبريل عليه السلام بالفرق ففرق.
أما غدائر شعره، فكان صلى الله عليه وسلم ربما يجعلها أربعًا، يخرج الأذن اليمنى من بين غديرتين يكتنفانها، ويخرج الأذن اليسرى من بين غديرتين يكتنفانها، وتخرج الأذنان ببياضهما من بين تلك الغدائر، كأنها توقد الكواكب الدرية من سواد شعره. فعن أم هانىء قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم له أربع غدائر. وفى لفظ: أربع ضفائر.
وأما عن صفة ترجيله، فكان صلى الله عليه وسلم يترجل غبًّا ،روى الترمذي في الشمائل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يترجل غبًّا. وليس هناك معارضة بين هذا الحديث وظاهر الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “مَن كان له شعر فليكرمه”. الذي يحث على تزيين الشعر وترجيله وتدهينه وتعاهده بالنظافة والغسل؛ لأنه كما يقول المنذري: يحتمل أن يكون النهي عن الترجل إلا غبًّا محمولاً على من يتأذى بإدمان ذلك المرض، أو شدة برد، فنهاه عن تكلف ما يضره. ويحتمل أنه نهي عن أن يعتقد أن ما كان يفعله أبو قتادة من دهنه مرتين أنه لازم، فأعلمه أن السنة من ذلك الإغباب به، لا سيما لمن يمنعه ذلك من تصرفه وشغله، وأن ما زاد على ذلك ليس بلازم، وإنما يعتقد أنه مباح؛ من شاء فعله ومن شاء تركه. ا ه. وقد قال الإمام ابن القيم تعليقًا على كلام ابن المنذر: وهذا لا نحتاج إليه. والصواب: أنه لا تعارض بينهما بحال، فإن العبد مأمور بإكرام شعره، ومنهي عن المبالغة والزيادة في الرفاهية والتنعم، فيكرم شعره، ولا يتخذ الرفاهية والتنعم ديدنه، بل يترجل غبًّا. هذا أولى ما حمل عليه الحديثان، وبالله التوفيق.
وكان صلى الله عليه وسلم يبدأ ترجيله من الجهة اليمنى، ثم يفرق رأسه، ويمشط الشق الأيمن ثم الشق الأيسر، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره – أي الابتداء باليمين – إذا تطهر، وفي ترجله إذا ترجل، وفي انتعاله إذا انتعل .وعنها – أيضًا – أنها قالت: كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم صدعت الفرق من يافوخه، وأرسل ناصيته بين عينيه.
ولقد كان صلى الله عليه وسلم أول الأمر يسدل شعره – أي يرسله – مخالفة منه للكفار؛ حيث كانوا يفرقون رؤوسهم، وكان أهل الكتاب يسدلون، فوافقهم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عدل عن ذلك وصار يفْرُقُه؛ فاستُحبَّ الفرق، وهو آخر الأمرين منه صلى الله عليه وسلم. فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد..
أما عن عدد المرات التي حلق النبي صلى الله عليه وسلم شعره فيها بالكلية، فيقول الإمام النووي: لم يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه في سني الهجرة إلا عام الحديبية، ثم عام عمرة القضاء، ثم عام حجة الوداع