باب ما جاء في تلاقي الأرواح في السماء والسؤال عن أهل الأرض وفي عرض الأعمال
ابن المبارك عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: إذا قبضت نفس المؤمن تلقاها أهل الرحمة من عباد الله تعالى كما يتلقون البشير في الدنيا، فيقبلون عليه يسألونه فيقول بعضهم لبعض: انظروا أخاكم حتى يستريح، فإنه كان في كرب شديد قال: فيقبلون عليه فيسألونه: ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة هل تزوجت؟ فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله فيقول: إنه هلك فيقولون: إنا الله وإنا إليه راجعون. ذهب به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية قال: فتعرض عليهم أعماله فإن رأوا حسناً فرحوا واستبشروا وقالوا: اللهم هذه نعمتك على عبدك فأتمها وإن رأوا شراً قالوا: اللهم راجع بعبدك. قال ابن المبارك: وأخبرنا صفوان بن عمرو، قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفيلا أن أبا الدرداء كان يقول: إن أعمالكم تعرض على موتاكم فيسرون ويساؤن قال: يقول أبو الدرداء: اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملاً يخزى به عبد الله بن رواحة
وعن الحسن البصري رضي الله عنه قال: إذا قبض روح العبد المؤمن عرج به إلى السماء فتلقاه أرواح المؤمنين فيسألونه فيقولون: ما فعل فلان؟ فيقول أو لم يأتكم؟ فيقولون: لا والله ما جاءنا ولا مر بنا فيقولون: سلك به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية
وقال وهب بن منبه: إن في السماء السابعة داراً يقال لها البيضاء، تجتمع فيها أرواح المؤمنين فإذا مات الميت في أهل الدنيا، تلقته الأرواح فيسألونه عن أخبار الدنيا كما يسائل الغائب أهله إذا قدم إليهم، ذكره أبو نعيم رحمه الله
وخرج الترمذي الحكيم في نوادر الأصول قال: «حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أعمالكم تعرض على عشائركم وأقاربكم من الموتى فإن كان خيراً استبشروا وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم حتى تهديهم لما هديتنا»
وخرج من حديث عبد الغفور بن عبد العزيز «عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعرض الأعمال يوم الاثنين ويوم الخميس على الله، وتعرض على الأنبياء وعلى الأباء والأمهات يوم الجمعة، فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضاً وتشرق فاتقوا الله عباد الله لا تؤذوا موتاكم بأعمالكم»
وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أرواحكم تعرض إذا مات أحدكم على عشائركم وموتاكم، فيقول بعضهم لبعضهم: دعوه يستريح فإنه كان في كرب. ثم يسألونه: ما عمل فلان؟ وما عملت فلانة؟ فإن ذكر خيراً حمدوا الله واستبشروا، وإن كان شراً قالوا: اللهم اغفر له حتى أنهم يسألون، هل تزوج فلان؟ هل تزوجت فلانة؟ قال: فيسألونه عن رجل مات قبله فيقول: ذاك مات قبلي؟ أما مر بكم؟ فيقولون: لا والله فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون
وقد قيل في قوله عليه الصلاة والسلام: «الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف» : إنه هذا التلاقي، وقد قيل: تلاقي أرواح النيام والموت وقيل غير ذلك والله أعلم
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website