Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
باب كيفية التوفي للموتى؟ واختلاف أحوالهم في ذلك
قال الله تعالى: {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين} ، وقال: {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم} ، وقال: {توفته رسلنا وهم لا يفرطون} ، وقال: {الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} ، فهذا كله محمل، وقد بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما يأتي بيانه إن شاء تعالى، وقال: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} ، وقال: {فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} ، وهذا مخصوص بمن قتل من الكفار يوم بدر باتفاق أهل التأويل، فيما قاله بعض علمائنا، وقد ذكر المهدوي وغيره في ذلك اختلافاً، وأن الكفار حتى الآن يتوفون بالضرب والهوان والله أعلم
وروى مسلم في حديث فيه طول قال أبو زميل: فحدثني ابن عباس، قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ، يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم إذ نظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقياً فنظر إليه فإذا هو قدم خطم أنفه وشق وجهه لضربة السوط فاخضر ذلك أجمع فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «صدقت ذلك من مدد السماء الثانية» ، فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين
وقال تعالى: {لو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم} أي بالعذاب {أخرجوا أنفسكم} إلى قوله {يستكبرون}
وقال الكلبي: يقبض ملك الموت الروح من الجسد، ثم يسلمها إلى ملائكة الرحمة إن كان مؤمناً، وإلى ملائكة العذاب إن كان كافراً، وهذا المعنى منصوص في حديث البراء وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم «إن ملك الموت ليهيب بالأروح كما يهيب أحدكم بفلوه أو فصيله ألا هلم ألا هلم» ، يهيب: يدعو
وروي أنه إذا انقضى عمر ذلك الشخص الذي حان قبض روحه، سقطت ورقة من سدرة المنتهى التي فيها اسمه على اسمه في الصحيفة، فعرف أن قدر فرغ أجله وانقطع أكله. وكما في الخبر قبله: فإذا نظر إلى الإنسان، قد نفذ رزقه وانقطع أكله، ألقى عليه سكرات الموت، فغشيته كرباته، وأدركته سكراته. والله أعلم
وفي خبر الإسراء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «مررت على ملك آخر جالس على كرسي، إذا جميع الدنيا ومن فيها بين ركبتيه، وبيده لوح مكتوب ينظر فيه، ولا يلتفت عنه يميناً ولا شمالاً فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا ملك الموت. قلت: يا ملك الموت كيف تقدر على قبض جميع أرواح من في الأرض برها وبحرها؟ قال: ألا ترى أن الدنيا كلها بين ركبتي، وجميع الخلائق بين عيني، ويداي تبلغان المشرق والمغرب فإذا نفذ أجل عبد نظرت إليه، فإذا نظرت إليه عرف أعواني من الملائكة أنه مقبوض، غدوا فبطشوا يعالجون نزع روحه، فإذا بلغوا بالروح الحلقوم، علمت ذلك فلم يخف علي شيء من أمره، مددت يدي فأنزعه من جسده وألى قبضه
وفي الخبر: أنه ينزل عليه أربعة من الملائكة: ملك يجذب النفس من قدمه اليمنى، وملك يجذبها من قدمه اليسرى، وملك يجذبها من يده اليمنى، وملك يجذبها من يده اليسرى»
وقال: وربما كشف للميت عن الأمر الملكوتي قبل أن يغرغر، فيعاين الملائكة على حقيقة عمله، على ما يتحيزون إليه من عالمهم، فإنه كان لسانه منطلقاً حدث بوجودهم، وربما أعاد على نفسه الحديث بما رأى، وظن أن ذلك من فعل الشيطان به، فيسكت حين يعقل لسانه وهم يجذبونها من أطراف البنان ورؤوس الأصابع، والنفس تنسل انسلال القداة من السقا والفاجر تسل روح كالسفود من الصوف المبلول
هكذا حكى صاحب الشرع عليه السلام، والميت يظن أن بطنه ملئت شوكاً، كأنما نفسه تخرج من ثقب إبرة، وكأن السماء انطبقت على الأرض وهو بينهما، فإذا احتضرت نفسه إلى القلب، مات لسانه عن النطق فما أحد ينطق، والنفس مجموعة في صدره لسرين
أحدهما: أن الأمر عظيم قد ضاق صدره بالنفس المجتمعة فيه، ألا ترى أن الإنسان إذ أصابته ضربته في الصدر بقي مدهوشاً، فتارة لا يقدر على الكلام، وكل مطعون يطعن يصوت إلا مطعون الصدر فإنه يخر من غير تصويت
وأما السر الآخر: فلأن الذي فيه حركة الصوت المندفعة من الحرارة الغريزية فصار نفسه متغير الحالتين، حال الارتفاع والبرودة، لأنه فقد الحرارة، فعند هذا الحين تختلف أحوال الموتى، فمنهم من يطعنه الملك حينئذ بحربة مسمومة قد سقيت سما من نار فتفر الروح، وتفيض خارجة، فيأخذ الملك في يده وهي ترعد أشبه شيء بالزئبق على قدر الجرادة شخصاً إنسانياً، ثم يناولها الزبانية
ومن الموتى من تجذب نفسه رويداً حتى تنحصر في الحنجرة وليس يبقى في الحنجرة إلا شعبة متصلة بالقلب فحينئذ يطعنها بتلك الحربة الموصوفة وقال السيوطي رحمه الله تعقيبًا على هذا الخبر: لم أجد لهذه الحربة في الأخبار ذكر إلا ما ذكره أبو نعيم الحافظ
قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمود قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: إن لملك الموت عليه السلام حربة تبلغ ما بين المشرق والمغرب، فإذا انقضى أجل عبد من الدنيا، ضرب رأسه بتلك الحربة وقال: الآن يزار بك عسكر الأموات