باب الإسراع بالجنازة وكلامها
قال البخاري «عن أبي سعيد الخدري: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كان صالحة قالت: قدموني قدموني. وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه لصعق» .
والإسراع قيل معناه: الإسراع بحملها إلى قبرها في المشي وقيل: تجهيزها بعد موتها لئلا تتغير، والأول أظهر لما رواه النسائي
وروى أبو داود «من حديث أبي ماجدة عن ابن مسعود قال: سألنا نبيناً محمداً صلى الله عليه وسلم عن المشي في الجنازة فقال: دون الخبب إن يكن خيراً تعجل إليه وإن يكن غير ذلك فبعداً لأهل النار»
[باب بسط الثوب على القبر عند الدفن]
أبو هدبة إبراهيم بن هدبة قال: «حدثنا أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبع جنازة، فلما صلى عليها دعا بثوب فبسط على القبر وهو يقول: لا تتطلعوا في القبر فإنها أمانة فلعسى يحل العقدة فيرى حية سوداء متطوقة في عنقه فإنها أمانة ولعله يؤمر به فيستمع صوت السلسلة»
وذكر عبد الرزاق عن ابن جريج عن الشعبي عن رجل أن سعد بن مالك، قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بثوب فستر على القبر حين دفن سعد بن معاذ، قال: وقال سعد: إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل في قبر سعد بن معاذ وستر على القبر بثوب فكنت فيمن أمسك الثوب
فصل: اختلف العلماء في هذا الباب، فكان عبد الله بن يزيد وشريح وأحمد بن حنبل يكرهون مد الثوب على الرجل، وكان أحمد وإسحاق يختاران أن يفعل ذلك بقبر المرأة، وكذلك قال أصحاب الرأي، ولا يضر عندهم أن يفعلوا ذلك بقبر الرج
وقال أبو ثور: لا بأس بذلك في قبر الرجل والمرأة. وكذلك قال الإمام الشافعي وستر المرأة عند ذلك آكد من ستر الرجل
قال القرطبي رحمه الله: ويستر الرجل والمرأة للعلة التي جاءت في حديث أنس اقتداء بفعله عليه السلام في ستر سعد بن معاذ والله أعلم. ولقد أخبرني بعض أصحابنا: أنه سمع صوت جو السلسلة في قبر. وأخبرني صاحبنا الفقيه العالم شيخ الطريقة أبو عبد الله محمد بن أحمد القصري رحمه الله أنه توفي بعض الولاة بقسطنطينة فحفر له، فلما فرغوا من الحفر وأرادوا أن يدخلوا الميت القبر إذا بحية سوداء داخل القبر، فهابوا أن يدخلوه فيه فحفروا له قبراً آخراً، فلما أرادوا أن يدخلوه إذ بتلك الحية فيه فحفروا له قبرا آخر فإذا بتلك الحية فلم يزالوا يحفرون له نحواً من ثلاثين قبراً وإذا بتلك الحية تتعرض لهم في القبر الذي يريدون أن يدفنوه فيه، فلما أعياهم ذلك سألوا ما يصنعون؟ فقيل لهم: ادفنوه معها. نسأل الله السلامة والستر في الدنيا والآخرة
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website