Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم أتام ملكان فيقعد أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله تعالى به مقعداً من الجنة فيراهما جميعاً قال قتادة: وذكر لنا أنه يفسح له في قبره أربعون ذراعاً. وقال مسلم: سبعون ذراعاً ويملأ عليه خضراً إلى يوم يبعثون ثم رجع إلى حديث أنس قال: «وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال: لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين»
عن أبي هريرة عن النبي قال: إن الميت يصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشغوف، ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: كنت في الإسلام! فيقال: ما هذا الرجل؟ فيقول: محمد رسول الله، جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه فيقال له: هل رأيت الله؟ فيقول: لا، ما ينبغي لأحد أن يرى الله! فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله، ثم يفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدك ويقال له: على اليقين كنت وعليه مت. وعليه تبعث إن شاء الله تعالى، ويجلس الرجل السوء في قبره فزعاً مرعوباً فيقال له: فيما كنت؟ فيقول: لا أدري فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولاً فقلته فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظروا إلى زهرتها وما فيها فيقال له انظر إلى ما صرفه الله عنك، ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً، فيقال: هذا مقعدك على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلاً نخلاً لبني النجار، فسمع صوتاً ففزع، فقال: من أصحاب هذه القبور؟ قالوا: يا رسول الله ناس ماتوا في الجاهلية، فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر ومن فتنة الدجال قالوا: ومم ذاك يا رسول الله؟ قال: إن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك، فيقول له: ما كنت تعبد؟ فإن هداه الله قال: كنت أعتبد الله فيقال: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شيء غيرها فينطلق به إلى بيت كان له في النار فيقال له: هذا بيتك كان في النار، ولكن عصمك ورحمك فأبدلك بيتاً في الجنة فيقول دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له: اسكن. وإن الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره ويقول: ما كنت تعبد؟ فيقول: لا أدري كنت أقول كما يقول الناس. فيضرب بمطارق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين
فصل: ذكره أبو حامد في كتاب كشف علم الآخرة: وقد روى عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله: ما أول ما يلقى الميت إذا دخل قبره؟ قال: يا ابن مسعود ما سألني عنه أحد إلا أنت فأول ما يناديه ملك اسمه رومان يجوس خلال المقابر فيقول: يا عبد الله اكتب عملك فيقول: ليس معي دواة ولا قرطاس فيقول: هيهات كفنك قرطاسك، ومدادك ريقك، وقلمك إصبعك فيقطع له قطعة من كفنه ثم يجعل العبد يكتب، وإن كان غير كاتب في الدنيا فيذكر حينئذ حسناته وسيئاته كيوم واحد، ثم يطوى الملك القطعة ويعلقها في عنقه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قوله تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} أي عمله، فإذا فرغ من ذلك دخل عليه فتانا القبر، وهما ملكان أسودان، يخرقان الأرض بأنيابهما، لهما شعور مسدولة يجرانها على الأرض، كلامها كالرعد القاصف، وأعينهما كالبراق الخاطف، ونفسهما كالريح العاصف، بيد كل واحد منهما مقمع من حديد لو اجتمع عليه الثقلان ما رفعاه، لو ضرب به أعظم جبل لجعله دكاً، فإذا أبصرتهما النفس ارتعدت، وولت هاربة فتدخل في منخر الميت فيحيا الميت من الصدر ويكون كهيأته عند الغرغرة، ولا يقدر على حراك، غير أنمه يسمع وينظر قال: فيقعدانه فيبتدئانه بعنف وينتهرانه بجفاء وقد صار التراب له كالماء حيثما تحرك انفسح فيه ووجد فرجة فيقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وما قبلتك؟ فمن وفقه الله وثبته بالقول الثابت قال: ومن وكلكما علي؟ ومن أرسلكما إلي؟ وهذا لا يقوله إلا العلماء الأخيار فيقول أحدهما للآخر: صدق كفي سرنا ثم يضربان عليه القبر كالقبة العظيمة، ويفتحان له بابا إلى الجنة من تلقاء يمينه، ثم يفرشان له من حريرها وريحانها ويدخل عليه من نسيمها وروحها وريحانها ويأتيه عمله في صورة أحب الأشخاص إليه، يؤنسه ويحدثه ويملأ قبره نوراً، ولا يزال في فرح وسرور ما بقيت الدنيا حتى تقوم الساعة، ويسأل: متى تقوم الساعة؟ فليس شيء أحب إليه من قيامها
ودونه في المنزلة المؤمن العامل الخير ليس معه حظ من العلم ولا من أسرار الملكوت يلج عليه عمله عقيب رومان في أحسن صورة طيب الريح، حسن الثياب، فيقول له: أما تعرفني؟ فيقول: من أنت الذي من الله علي بك في غربتي؟ فيقول: أنا عملك الصالح، فلا تحزن ولا توجل فعما قليل يلج عليك منكر ونكير يسألانك فلا تدهش، ثم يلقنه حجته فبينما هو كذلك، إذ دخلا عليه فينتهرانه ويقعدانه مستنداً ويقولان: من ربك؟ ـ نسق الأول ـ فيقول: الله ربي، ومحمد نبيي، والقرآن إمامي، والكعبة قبلتي، وإبراهيم أبي، وملته ملتي، غير مستعجم، فيقولان له: صدقت، ويفعلان به كالأول إلا أنهما يفتحان له باباً إلى النار فينظر إلى حياتها وعقاربها وسلاسلها وأغلالها وحميمها وجميع غمومها وصديدها وزقومها فيفزع فيقولان له: لا عليك سوء هذا موضعك قد أبدله الله تعالى بموضعك هذا من الجنة نم سعيداً ثم يغلقان عنه باب هذا النار ولم يدر ما مر عليه من الشهور والأعوام والدهور ومن الناس من يحجم في مسألته فإن كانت عقيدته مختلفة امتنع أن يقول: الله ربي وأخذ غيرها من الألفاظ فيضربانه ضربة يشتعل منها قبره ناراً ثم تطفأ عنه أياماً ثم تشتعل عليه أيضاً هذا دأبه ما بقيت الدنيا
وفي الأخبار: أن في الناس من يستحيل عمله خنوصاً ـ وهو ولد الخنزير ـ ومن الناس من يعتاص عليه أن يقول: نبيي محمد لأنه كان ناسياً لسنته، ومن الناس من يعتاص عليه أن يقول: الكعبة قبلتي لقلة تحريه في صلاته، أو فساده في وضوئه، أو التفات في صلاته، أو اختلال في ركوعه وسجوده، ويكفيك ما روي في فضائلها، أن الله لا يقبل صلاة من عليه صلاة، ومن عليه ثوب حرام، ومن الناس من يعتاص عليه أن يقول: إبراهيم أبي لأن سمع كلاماً يوماً أو همه أن إبراهيم كان يهودياً أو نصرانياً فإذا هو شاك مرتاب، فيفعل به ما يفعل بالآخرين
وأما الفاجر فيقولان له: من ربك؟ فيقول: لا أدري! فيقولان له: لا دريت ولا عرفت ثم يضربانه بتلك المقامع حتى يتلجلج في الأرض السابعة، ثم تنقضه الأرض في قبره ثم يضربانه سبع مرات