Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
باب ما جاء في صفة الملكين صلوات الله عليهما وصفة سؤالهما
قد تقدم من حديث الترمذي: أنهما أسودان أزرقان يقال لأحدهما: منكر، وللآخر: النكير، «وروى معمر عن عمرو بن دينار وعن سعد بن إبراهيم عن عطاء ابن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر: كيف بك يا عمر إذا جاءك منكر ونكير إذا مت وانطلق بك إلى قومك وقاسوا ثلاثة أذراع وشبر في ذارع وشبر، ثم غسلوك وكفوك وحنطوك، ثم احتملوك فوضعوك فيه، ثم أهالوا عليك التراب؟ فإذا انصرفوا عنك أتاك فتانا القبر: منكر ونكير أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف، يجران شعورهما معهما مزربة من حديد لو اجتمع عليها أهل الأرض لم يقلوها فقال عمر: يا رسول الله إن فرقنا فحق لنا أن نفرق أنبعث على ما نحن عليه؟ قال: نعم قال: إذا أكفيكهما»
وروى نقلة الأخبار كما نقل الإمام القرطبي في كتابه التذكرة «عن ابن عباس في خبر الإسراء: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قلت: يا جبريل وما ذاك؟ قال: منكر ونكير يأتيان كل إنسان من البشر حين يوضع في قبره وحيداً فقلت: يا جبريل صفهما لي ذكر ذلك منهما أفظع من ذلك غير أن أصواتهما كالرعد القاصف، وأعينهما كالبرق الخاطف، وأنيابهما كالصياصي، يخرج لهب النار من أفوامهما، ومناخرهما ومسامعهما، يكسحان الأرض بأشعارها، ويحفران الأرض بأظفارهما مع كل واحد منهما عمود من حديد، لو اجتمع عليه من في الأرض ما حركوه يأتيان الإنسان إذا وضع في قبره وترك وحيداً يسلكان روحه في جسده بإذن الله تعالى ثم يقعدانه في قبره فيتنهرانه انتهاراً يتقعقع منه عظامه وتزول أعضاؤه من مفاصله فيخر مغشياً عليه ثم يقعدانه فيقولان له: إنك في البرزخ فاعقل حالك، واعرف مكانك، وينتهرانه ثانية ويقولان: يا هذا ذهبت عنك الدنيا وأفضيت إلى معادك فأخبرنا من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فإن كان مؤمناً بالله لقنه الله حجته فيقول: الله ربي ونبيي محمد، وديني الإسلام، فينتهرانه عند ذلك انتهاراً يرى أن أوصافه تفرقت وعروقه قد تقطعت ويقولان له: يا هذا انظر ما تقول؟ فيثبته الله عنه بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويلقنه الأمان ويدرأ عنه الفزع، فلا يخافهما، فإذا فعل ذلك بعبده المؤمن استأنس إليهما وأقبل عليهما بالخصومة يخاصمهما ويقول: تهدداني وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وهو ربي وربكما ورب كل شيء ونبيي محمد وديني الإسلام؟ ثم ينتهرانه ويسألانه عن ذلك فيقول: ربي الله فاطر السموات والأرض، إياه كنت أعبد ولم أشرك به شيئاً ولم أتخذ غيره أحداً رباً. قال: فإذا قال ذلك ثلاث مرات مجاوبة لهما تواضعا له حتى يستأنس إليهما أنس ما كان في الدنيا إلى أهل وده ويضحكان إليه ويقولان له: صدقت وبررت أقر الله عينيك وثبتك، أبشر بالجنة وبكرامة الله ثم يدفع عنه قبره هكذا وهكذا فيتسع عليه مد البصر ويفتحان له باباً إلى الجنة فيدخل عليه من روح الجنة وطيب ريحها ونضرتها في قبره ما يتعرف به كرامة الله تعالى، فإذا رأى ذلك استيقن بالفور فحمد الله، ثم يفرشان له فراشاً من إستبرق الجنة ويضعان له مصباحاً من نور عند رأسه ومصباحاً من نور عند رجليه يزهران في قبره، ثم ندخل عليه ريح أخرى، فحين يشمها يغشاه النعاس فينام فيقولان له: ارقد رقدة العروس قرير العين لا خوف عليك ولا حزن ثم يمثلان عمله الصالح في أحسن ما يرى من صورة، وأطيب ريح فيكون عند رأسه، ويقولان: هذا عملك وكلامك الطيب قد مثله الله لك في أحسن ما ترى من صورة وأطيب ريح ليؤنسك في قبرك فلا تكون وحيداً ويدرأ عنك هوام الأرض وكل دابة وكل أذى فلا يخذلك في قبرك ولا في شيء من مواطن القيامة حتى تدخل الجنة برحمة الله تعالى فنم سعيداً طوبى لك وحسن مآب ثم يسلمان عليه ويطيران عنه» وقال القرطبي: وهذا الحديث وإن كان في إسناده مقال لأنه يروى عن عمرو بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم، فهو حديث مرتب على أحوال مبنية ومحتو على أمورمفسرة. قوله: «أتاك فتانا القبر منكر ونكير» إنما سميا فتاني القبر لأن في سؤالهما انتهاراً وفي خلقهما صعوبة ألا ترى أنهما سميا منكراً ونكيراً؟ فإنما سميا بذلك لأن خلقهما لا يشبه خلق الأدميين، ولا خلق الملائكة، ولا خلق الطير، ولا خلق البهائم، ولا خلق الهوام، بل هما خلق بديع وليس في خلقتهما أنس للناظرين إليهما، جعلهما الله تكرمة للمؤمن يثبته وينصره وهتكاً لستر المنافق في البرزخ من قبل أن يبعث حتى يحل عليه العذاب