Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
باب ما جاء في حشر الناس إلى الله عز وجل حفاة عراة غرلاً وفي أول من يكسى منهم وفي أول ما يتكلم من الإنسان
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال: أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلاً كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ألا وإن أول الناس يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام ألا وإنه يؤتى برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح {وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم} إلى قوله {العزيز الحكيم} قال فيقال إنهم لم يزالوا مدبرين مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم
عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره قال: وأشار بيده إلى الشام فقال: ههنا إلى ههنا تحشرون ركباناً ومشاة وتجرون على وجوهكم يوم القيامة أفواهكم الفدام توفون سيعين أمة أنتم خيرها على الله وأكرمهم على الله، وإن أول ما يعرب عن أحدكم فخذه» وفي رواية أخرى ذكرها ابن أبي شيبة «وإن أول ما يتكلم من الإنسان فخذه وكفه
فصل: قوله [غرلاً] أي غير مخنوتين النقي الحواري وهو الدرمك من الدقيق، والعفر بياض ليس بخالص يضرب إلى الحمرة قليلاً، والفدام مصفاة الكوز والابريق
وروى عباد بن كثير، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه قال: إن المؤذنين والملبين يخرجون يوم القيامة من قبورهم يؤذن المؤذن ويلبي الملبي، وأول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم خليل الله، ثم محمد صلى الله عليه وسلم ثم النبيون والرسل عليهم السلام، ثم يكسى المؤذنون وتتلاقهم الملائكة على نجائب من نور أحمر أزمتها من زمرد أخضر رحالها من الذهب، ويشيعهم من قبورهم سبعون ألف ملك إلى المحشر
وذكر أبو نعيم الحافظ من «حديث الأسود وعلقمة وأبي وائل، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحديث وفيه: فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه السلام يقول اكسوا خليلي فيؤتى بربطتين بيضاوين فيلبسهما ثم يقعد مستقبل العرش، ثم أوتي بكسوتي فألبسها فأقوم عن يمينه قياماً لا يقومه أحد غيري يغبطني فيه الأولون والآخرون» وذكر الحديث
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً قلت يا رسول الله: الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض
عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تحشرون حفاة عراة غرلاً فقالت امرأة: أيبصر بعضنا أو يرى بعضنا عورة بعض؟ قال: يا فلانة لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه» قال حديث حسن صحيح
وذهب أبو حامد في كتاب كشف علوم الآخرة إلى «حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بالغوا في أكفان موتاكم فإن أمتي تحشر بأكفانها وسائر الأمم عراة» ورواه أبو سفيان مسنداً. قال القرطبي: والله أعلم بصحته، وإن صح فيكون معناه فإن أمتي الشهداء تحشر بأكفانها حتى لا تتناقض الأخبار والله أعلم
ولا يعارض هذا الباب ما تقدم أول الكتاب من أن الموتى يتزاورون في قبورهم بأكفانهم، فإن ذلك يكون في البرزخ، فإذا قاموا من قبورهم خرجوا عراة ما عدا الشهداء، والله أعلم