الجنة هي منازلنا التي نسعى اليها، هي التي تتوق إليها نفوسنا، وهي الحب الذي لن نرى مثله في الدنيا، والفرحة التي لن تتسع لها الأرض، والوجوه الطيبة التي حُرمنا منها بالفراق أو موت، وهي دار اجتماع الأحبة الكرام، وهي دار الصالحين والأوّابين، وهي مكان لقيا الأنبياء والمرسلين
هي إشراقة الوعود الجميلة من الرب الرحيم، ونهاية الحزن والضيق والاكتئاب، ووداع المعاناة والحرمان، ونهاية الجوع والفقر والعوز والحاجة، ونهاية الخوف من ظلم الظالمين وقهر المتجبرين ونفاق المنافقين. في الجنة لا فقر، لا عوز، لاحاجة، لا ضعف، لا خوف، لا قمع، إنه الأمن المطلق، لا خوف من مجهول، أو ظلم، أو بلطجي آثم، أو إرهابي دموي، أوفاسق فاجر، أو جار سوء. في الجنة لا شفاء، لا ملل، لا تعب، لا يأس، لا قنوط، لا خوف من المستقبل.
الجنة لقاء للأحبة الصالحين والأهل والذرّية لا فراق فيه، ستلقى هناك كل جدودك الصالحين وأحفادك العابدين.
تخيّل معي عزيزي القارىء، في الجنة إذا أردت أن تجالس رسول الله محمد «صلوات الله عليه» تلقاه بكل سهولة ويُسر، يستقبلك بابتسامته الجميلة، ستجلس معه وتكلّمه ويكلّمك، ستقول له كم تحبه وسيقول لك “احبك”، قد تقول له كم صلّيت عليه وسيخبرك انها وصلته، قد تقول له أنك زرته وطلبت منه الدعاء وشكوت له وتوسّلت به، وسيقول لك”احبك”، ستقول له كم حلمت به وسيقول لك “احبك”، ستقول له ما شئت وسيقول لك ما يُسعدك..!
وفيها يمكنك لقاء جميع الأنبياء «عليهم السلام»، فتسعد بلقاء نبي الله آدم ليقصّ عليك قصة نزوله مع حواء من الجنة، وتلتقي بـ«نوح» ليقصّ عليك صبره على دعوة قومه ٩٥٠ عامًا وجحود قومه لرسالته، وقصة السفينة، وتسعد بأبي الأنبياء«إبراهيم» الذي مدحه القرآن بقوله: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً».
وتسعد بلقاء «يوسف» رمز الإحسان، و«موسى بن عمران» وكيف تحوّل نهر النيل إلى مهدٍ له، وكيف انفلق البحر له، وكيف جالد فرعون وتحمّل أذاه، وصابر بني اسرائيل حتى أقام لبني إسرائيل دولة، وستلقى سيدنا سليمان ويخبرك كيف اتى بعرش بلقيس، وستلقى نبي الله داوود وتستمتع بروعة صوته وعذب كلامه عندما يحكي لك كيف كانت العصافير تغرّد من جمال صوته، وتلقى «عيسى المسيح ابن مريم» النبي الرسول والمعلم العظيم فتسعد برقّته وحلمه وحكمته، وجماله وطيب كلامه وابتسامته.
كما أنك سترى فيها الأئمة الصالحين من حواريي الرسل وأصحاب النبي، فتسعد بأبي بكر وحكايات صدقه وحلمه وحزمه، وعمر بن الخطاب وقصص عدله وزهده ومنظومته الرائعة فى العدل السياسي والاجتماعي، وعثمان ذو النورين صاحب الحياء والكرم العظيم، وعلي بن أبي طالب العالم الزاهد والفارس العظيم، وعمر بن عبد العزيز رمز الزهد والصفاء والعدل، والذي عقمت النساء أن تلد حاكمًا مثله من بعده.
وتخيّلي معي ايتها القارئة، أنك إن شئتِ ان تكلّمي ام المؤمنين عائشة وتسألينها عن حبها للنبي، فماذا ستقول لك؟ اي قصة ستروي لك؟ ماذا ستشاركك وكيف ستضحكون معًا؟
يُتبع..
الجزء الثاني عبر الرابط التالي:
https://sunnafiles.com/2020/11/01/98601/